المحتوى الرئيسى

ربما تنسحب بهدوء".. لغز تلميحات "عبدالعال" باستقالة حكومة "شريف إسماعيل"‏

01/20 11:19

بالرغم من أن الاحتمالات الدائرة الآن، تصب في أن حكومة المهندس "شريف إسماعيل" رئيس ‏الوزراء، على وشك إجراء تعديل وزاري جديد قبل لقائها البرلمان للمرة الثانية لإلقاء بيانها ربع السنوي، ‏إلا أن الدكتور "علي عبدالعال" خرج، أمس الأربعاء، بتصريحات وتلميحات آثارت الأقاويل حولها.‏

فرغم غضب بعض النواب، بعد تداول أنباء عن إجراء ‏الحكومة تعديل وزاري جديد، ومطالبة الكثيرون برحيل الوزراء جميعًا وعدم الاكتفاء بأي تعديلات ‏وزارية أخرى بسبب فشل المجلس على كل المستويات، كان لرئيس المجلس رأيًا آخر.‏

عبدالعال، أكد في البداية أن هناك بعض البيانات والخطابات التي أرسلها البرلمان إلى الحكومة، جاء ردود ‏عليها والبعض الآخر لم يأت، مشيرًا إلى أنه في كل الأحوال إذا لم يتم الرد على البيانات كافة سوف ‏يستخدم البرلمان أدواته الرقابية وصلاحياته كلها.‏

ولم يكتف بذلك بل أكد رئيس المجلس أن هناك أخبار سارة في الأيام القادمة، لتعج القاعة بالتصفيق الحاد ‏ويرد بعض النواب قائلين: "ربنا يبشرك يا ريس"، جاء ذلك في الجلسة العامة للمجلس؛ وردًا على أحد ‏النواب الذين طالبه بضرورة تحرك المجلس لسحب الثقة من الحكومة.‏

إلى هنا لم يخرج حديث "عبدالعال" عن التلميحات بإجراء تعديل وزاري، لكنه وقبل أن يختتم الجلسة أكد ‏أن الحكومة ربما تنسحب بهدوء، دون تفيعل إجراءات سحب الثقة من البرلمان قائلًا: "قد تنسحب ‏الحكومة في هدوء دون سحب الثقة منها".‏

تفسر الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، تصريح "عبدالعال" بإن التعديل ‏الوزاري دوما ما يأتي من رئيس الجمهورية، وربما يكون هناك إيعاز من السلطة التنفيذية العليا للرئيس عبدالفتاح ‏السيسي يدفع الحكومة لتقديم استقالتها، ما دفع رئيس المجلس لطمأنة النواب.‏

وتوضح لـ"الدستور"، أن تصريح "عبدالعال" يعتبر بصورة أوسع بإنه يطلب منهم عدم التصعيد، لاسيما أنهم يطلبوا ‏منه سحب الثقة في الوقت الحالي وعدم الانتظار لأي تعديلات وزارية، أو الاستماع للبيان ربع السنوي، ‏ويحاول رئيس المجلس استيعاب ذلك الغضب.‏

وتضيف أن النواب يحاولون إثبات أنهم يسيرون بجانب الغضب الشعبي حتى يظهروا في دور من ساهم ‏في سحب الثقة من الحكومة وتخليص الشعب منها، مشيرة إلى أن قراءة المشهد الحالي تفيد بإن هناك ‏نوعًا من الغضب تجاه الحكومة وربما تكون وردت معلومات لرئيس النواب بإن هناك نية للحكومة لتقديم ‏استقالتها.‏

ومن جانبه، يرى الدكتور مختار غباشي، أن التصريح دليلًا على أنه لا توجد نية للبرلمان لسحب الثقة من ‏الحكومة، بناء على علم من رئيس المجلس بإنها قد تقدم استقالتها من تلقاء نفسها، حتى يتم احتواء الغضب ‏الشعبي الكبير تجاهها.‏

ويضيف، أن هناك احتمالين للمشهد الحالي، إما أن يحدث تعديل وزاي واسع بدرجة كبيرة ليرضي الشعب ‏والبرلمان، أو أن تقدم الحكومة استقالتها من تلقاء نفسها، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل بالفعل في استقالة ‏الحكومة.‏

ويوضح: "مجلس النواب يتحمل وزر ما تم من عجز الوزراء في تحقيق مطالبات الشعب بشكل أو بآخر، ‏لأنه من أعطاها الثقة وقام بتمرير برنامجها، ولم يقم برغم من تدهور الوضع بأي استجواب يرضي ‏الشعب ويبين أن هناك رغبة حقيقة في المحاسبة".‏

على صعيد آخر، مرت العلاقة بين مجلس النواب والرئيس من جهة، والحكومة من جهة أخرى ‏بتغيرات عدة، منذ أن أقسم "إسماعيل" ووزرائه يمينهم الدستوري في آواخر عام 2015، فقد كان الرئيس ‏والنواب من أكثر المتحمسون للحكومة، لكن بدا مؤخرًا أن الغضب من كل الجهات تفاقم تجاه مجلس ‏الوزراء.‏

ففي البداية، جاء "إسماعيل" إلى رئاسة الحكومة بترشيح من الرئيس "السيسي" بعدما أطاحت قضية فساد وزارة ‏الزراعة في عهد صلاح هلال بالمهندس "إبراهيم محلب"، وقدم الرئيس تكليفاته الجديدة للحكومة عقب ‏يومين من توليها منصبها.‏

وظل الرئيس راضيًا عن الأداء الحكومي لفترة طويلة، فسبق وصرح بإن المهندس شريف إسماعيل من ‏أكفأ رؤساء الوزراء، ولدى الحكومة وزراء عالميون كالدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، ووزراء أكفاء ‏آخرون، مضيفًا أن المرحلة تحتاج من البعض أداء أكثر تميزًا.‏

إلا أن ذلك الرضاء لم يستمر كثيرًا، فمؤخرًا أعلن أن هناك أخطاء حكومية لن يتم السكوت عليها، وسوف ‏يحاسب المتسببون فيها، مؤكدًا أن هناك تعديلات وزارية شاملة ستشهدها البلاد قريبًا، ولن يكون هناك أي ‏تهادن مع أحد.‏

وخلال الفترة الأخيرة وجه الرئيس انتقادات عدة للحكومة؛ بسبب بطئها في تنفيذ معظم المشروعات التي ‏كُلفت بها، وضعف أدئها، مشددًا على ضرورة محاربة الفساد في الحكومة، كما وجه انتقادًا خاصًا لجهاز ‏الشرطة.‏

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل