كيف يدير تشيلسي أغلى «قسم إعارة» في أوروبا؟ (تقرير) | المصري اليوم

أعلن نادي تشيلسي الإنجليزي عن بيع لاعبه الشاب باتريك بامفورد إلى نادي ميدلسبره الإنجليزي، مقابل 6 ملايين جنيه استرليني، قابلة للزيادة إلى 10 ملايين وفقًا لأداء اللاعب خلال الفترة المقبلة.

وكان اللاعب قد قضى 6 فترات إعارة متقطتعة لعدد من الأندية، منذ انضمامه لصفوف «البلوز» في 2012، قبل أن تقرر إدارة النادي بيع اللاعب بشكل نهائي خلال موسم الانتقالات الشتوية الحالية.

ويعتبر «بامفورد» واحدًا من ضمن كثير من اللاعبي الذين أعارهم تشيلسي لأندية أخرى على مدار السنوات السابقة، خاصة وأن «البلوز» يعتبروا من ضمن أكثر الأندية إعارة للاعبيهم على مستوى الدوري الإنجليزي المتتاز وأوروبا بشكل عام.

ودفع بيع «بامفورد» جريدة «دايلي ميل» البريطانية إلى عمل تقرير مفصل عن «قسم الإعارة»، الذي يرأسه الإنجليزي إدي نيوتن، يقدمه لكم «المصري اليوم الرياضي» من خلال التقرير التالي:

كم عدد اللاعبين المعاريين من تشيلسي حاليًا؟

يبلغ عدد اللاعبين 35 لاعبًا، وكان من الممكن أن يصل عددهم إلى 38، لولا قيام «البلوز» بإعادة الإنجليزي ناثان أكي من إعارته بنادي بورنموث، عقب تألقه الموسم الحالي بالدوري الإنجليزي الممتاز، وعودة كينيدي من إعارته بصفوف نادي واتفورد الإنجليزي، وقيام «بامفورد» بقطع إعارته مع نادي بيرنلي الإنجليزي لينتقل بشكل نهائي إلى صفوف ميدلسبره.

كيف يتواصل تشيلسي مع هذا الكم الكبير من هؤلاء اللاعبين المعارين؟

يتم التواصل مع هذا الكم الكبير من اللاعبين من خلال مجموعات للتحدث عبر تطبيقي «واتساب» و«سكاي بي»، وأيضًا من خلال التحدث معهم بشكل مباشر، من خلال تيم هاركنز، خبير الطب النفسي بالنادي الإنجليزي، والذي يرأس أيضًا قسم العلوم الرياضية بالنادي، ويستخدم قسم المعارين بالنادي تطبيق «واتساب» للاحتفال بإنجازات اللاعبين المختلفة، ولإخطارهم بالعديد من الأمور الأخرى.

وأشارت «دايلي ميل» أيضًا أن البرتغالي باولو فيريرا، لاعب تشيلسي السابق، قد عاد للنادي من جديد ولكن كإداري، للعمل مع إدي نيوتن، كمدرب تقني للاعبين المعارين، كما يشارك في العمل مع المعارين الإنجليزي جو إدواردز، المدير الفني لفريق الشباب بالنادي.

هل يتواصل اللاعبين مع بعضهم البعض؟

أكدت «دايلي ميل» أن اللاعبين أنفسهم يتواصلون مع بعضهم البعض باستخدام تطبيق «واتساب» أيضًا.

وكان «بامفورد» نفسه قد أشار للأمر، خلال أحد المقابلات معه، العام الماضي، حيث قال: «لدينا بالفعل مجموعة تشيلسي للاعبين المعارين على تطبيق (واتساب)، وقد قام قسم اللاعبين المعارين بإنشاء هذه المجموعة، وقد يؤدي الأمر أحيانًا إلى إفقادك طاقتك وتركيزك حينكا يواصل اللاعبين إرسال الرسائل لبعضهم البعض على هذه المجموعة».

وكان السبب الأساسي من قيام تشيلسي بهذا الأمر هو لكي لا يشعر اللاعبين أنهم منسيون من قبل النادثي ومن قبل نظرائهم، كما يقوم تشيلسي أحيانًا بإعارة أكثر من لاعب لنادي واحد، مثلما نجد في حالة الإيفواري فيكتوريان أنجبان والفرنسي جيريمي بوجا، المعارين إلى نادي غرناطة الإسباني، وكذلك الإنجليزي لويس بيكر، الأمريكي مات مايزجا والبرازيلي ناثان، المعارين إلى نادي فيتسه أرنهيم الهولندي.

كيف يستفيد تشيلسي من تكوين الناشئين وإعارتهم؟

يوجد العديد من الفوائد التي تعود على تشيلسي من تكوين هذا الكم من اللاعبين الشباب وإعارتهم لأندية أخرى، حيث يتمثل أحد العوائد في منح الفرصة لهؤلاء اللاعبين لتطوير مستواهم بشكل أسرع، وبالطبع يأتي العائد المادي ليكون الأبرز، خاصة وأن تشيلسي أصبح مشهورًا بإدارته لمصنع تكوين لاعبين شباب «مدر للأموال»، على حد كون الصحيفة الإنجليزية.

حيث يقوم النادي بتكوين اللاعب من خلال أكاديمية الشباب، ثم يقوم بإعارته لأحد الأندية، وإذا تمكن من تطوير مستواه وتحقيق النجاح في ناديه المعار إليه، فقد يتمكن تشيلسي بعد ذلك من بيع اللاعب بسعر كبير.

ويعتبر أكبر مثال على ذلك هو الإنجليزي تامي إبراهام، صاحب الـ19 عامًا، والذي تمكن من تسجيل 18 هدف في 32 مباراة في جميع المسابقات هذا الموسم لنادي بريستول سيتي، الذي يحتل المركز الـ19 بترتيب دوري الدرجة الأولى الإنجليزي.

وأكدت الجريدة أنه من المنتظر أن يطلب تشيلسي بمبلغ 12 مليون جنيه استرليني على الأقل من أي نادي يرغب في التعاقد مع اللاعب خلال الفترة المقبلة.

كما يأتي الإنجليزي سكوت هوجان، 24 عامًا، ليكون دليل أخر على نجاح تلك الاستراتيجية، حيث سجل اللاعب 14 هدف في 25 مباراة بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي مع نادي برينتفورد، ومن المتوقع أن يطلب تشيلسي 15 مليون جنيه استرليني من أي نادي يرغب في التعاقد مع المهاجم.

ويعتبر إجمالي السعر الحالي للاعبي تشيلسي المعارين حوالي 175 مليون جنيه استرليني، ما يجعل قسم اللاعبين المعاريين واحدًا من أبرز الموارد الاحتياطية المادية للنادي الإنجليزي.

على الرغم من أن البلجيكي تيبو كورتوا قد تمت إعارته لنادي أتليتكو مدريد الإسباني لمدة 3 سنوات، بمجرد إتمام انتقاله لـ«البلوز» في صيف 2011، فإن هذا الأمر قد ساهم في بروزه بشكل واضح كواحد من ضمن أفضل حراس المرمى على مستوى أوروبا خلال الوقت الحالي، كما يعتبر هو الخيار الأول لتشيلسي.

حيث تساهم الإعارة في إعطاء اللاعبين وقت إضافي للعب وإظهار موهبتهم، أكثر بكثير مما سوف يحصلوا عليه إذا ما بقوا مع ناديهم الأم تشيلسي.

ولكن مع وجود أكثر من 30 لاعب معار، فإنه ليس كل لاعب منهم قادر على التألق وإظهار جدارته باللعب واحتلال مكان أساسي في تشكيلة «البلوز»، وهو الامر الذي يقلق الكثير منهم، على حد تأكيد الجريدة الإنجليزية.

كما نجد في نفس الوقت أن تكرار الإعارة غير مريح لبعض اللاعبين، كما أكد البرازيلي لوكاس بيازون، المعار من تشيلسي لفولهام الإنجليزي.

وفي تصريحات لـ«دايلي ميل»، قال «بيازون»: «أشعر بالتعب من كثرة الانتقال، إعارة وإثنين وثلاثة، أعتقد أن هذا كافي بالنسبة لي، أعتقد أنه قد حان الوقت لأظل في مكان ما لأكثر من عام».

وتابع: «عندما تظل في مكان ما لفترة طويلة، فإن الناس يبدأون في النظر لك بطريقة مختلفة، وإذا ىأتيحت لي الفرصة لأظل في مكان ما لأكثر من عام فسوف أستغلها».