المحتوى الرئيسى

نقص المياه يُجبر الحكومة على إحياء الأبحاث العلمية.. فهل تعود «زينب الديب»؟

01/19 21:05

◄ زينب الديب.. خبيرة في علم الأجناس وصاحبة أول بحث لمضاعفة إنتاجية القمح مرتين في العام

◄ الخطر المائي يُجبر الدولة على تبني المشاريع البحثية لتقليل الفاقد.. البحوث الزراعية مليئ بالكنوز

◄ منير الحسيني: لدينا مئات الباحثين والأفكار لكنها تحتاج دعم الدولة في مواجهة مافيا الحبوب

تدخل مصر حاجز الخطر المائي، وذلك لكونها تستهلك أكثر من حصتها المائية، بجانب الارتفاع الكبير في عدد السكان، وهو ما دعاها إلى تقليل الاعتماد على محاصيل زراعية عديدة تستهلك المياه بشكلٍ كبير.

وفي الآونة الأخيرة بدأت الحكومة المصرية في تبني أبحاث علمية الهدف منها زيادة الإنتاجية وتقليل استهلاك المياه، فتبنت مشروع مقدم من مجموعة من الباحثين يهدف إلى زيادة إنتاجية محصول القمح عن طريق زراعته مرتين في العام ونجحت في ذلك بالفعل، وكان ذلك عن طريق التبريد.

◄ زينب الديب.. صاحب أول بحث حقيقي وجاد لمضاعفة إنتاجية القمح

قبل سنوات قليلة، وبالتحديد في عام 2012، لم يكن لدى الحكومة رؤية في تبني الأبحاث العلمية، ولم يكن يوجد لديها خلفية عن أهمية تلك الأبحاث إذا تم استثمارها بطريقة ناجحة، حتى أن إحدى الباحثات وتدعى زينب الديب وهي خبيرة في علم الأجناس – الأنثروبولجيا، تمكنت من إجراء تجربة عملية ناجحة على مضاعفة إنتاج الأرض من محصول القمح.

وواجهت الباحثة المصرية حربًا من مافيا الحبوب اضطرتها للهجرة وترك البلاد، رغم كون المشروع كان ناجحًا بالفعل، حتى أن زينب الديب قابلت رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف في عام 2012 وعرضت عليه المشروع وأبهر به، لكنه أكد وجود ضغوط عليه تمنعه من تبني المشروع، كذلك عرضت الباحثة على محافظ المنوفية حينها تبني المشروع واعتذر لنفس الأسباب.

◄ أزمة نقص المياه وسد النهضة كانت في بدايتها فلم تلتفت الدولة للأبحاث

في تلك الآونة، كانت أزمة سد النهضة الإثيوبي في بدايتها ولم تكن الحكومة تُدرك خطورة المرحلة القادمة، لذلك لم تعر تلك الأبحاث أهمية رغم أهميتها، فلو نظرت الحكومة حينها نصف نظرة إلى الأوضاع المستقبلية لتبنت بحث زينب الديب على الفور، ولو فعلت ذلك لكان لدينا الآن مخزون هائل من القمح، وبالتالي كان يمكننا حصر المساحات المزروعة بالقمح وتحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي من المحصول الذي نعتبر أكثر دول العالم استيرادًا له من الخارج.

وتحمس بعض شباب ثورة يناير لفكرة الباحثة زينب الديب واتفقوا على زراعة الأرض بالسلالة الجديدة، ونجحت التجربة، وأصبح الفدان الذي ينتج 12 أردبًا يُنتج 24 أردبًا، وكل تلك الخطوات كانت مراقبة بعناية من جانب مافيا الحبوب التي قررت أن توقف هذه "المهزلة" – كما تراها – على الفور، لأن تلك المافيا لن تحقق ربحًا في ظل توافر كميات كبيرة من القمح، وبدأت الحرب.

وبعد أن تمكنت الباحثة «زينب الديب» من جني أولى ثمار تجربتها بواسطة شباب الثورة، خزنت المحصول الجديد في أحد المخازن التابعة لوزارة الزراعة، وكانت هذه الكمية تكفي لتكون بذور لإنتاج آلاف الأطنان من حبوب القمح، فجاءت «مافيا الحبوب» وأخذت جميع الحبوب لتنهي بذلك على التجربة في مهدها.

ووسط حرب عنيفة وعدم رعاية من جانب الدولة، وإهمال للأبحاث، اضطرت «زينب الديب» لمغادرة مصر إلى فرنسا، ولم تعد منذ رحيلها، إلى أن جاءت مجموعة من الباحثين ليستخدموا نفس طريقة زينب وهيّ التبريد وذلك لمضاعفة الإنتاجية ولأن الدولة تبحث عن أي وسيلة لتوفير المياه للظروف الحالية، وقفت بجانبهم ونجحت في جني أولى ثمار تلك التجربة.

◄ الحسيني: لدينا المئات من الأبحاث الموجودة في الأدراج ويمُكننا استغلالها

يقول أستاذ الزراعة والاقتصاد بجامعة القاهرة، الدكتور منير الحسيني، إن مركز البحوث الزراعية يوجد به مئات الأبحاث التي يُمكن استغلالها وبالتالي توفير المياه المهدرة في الزراعات التي تستهلك المياه ومنها الموز والأرز، مطالبًا الدولة بتبني تلك الأبحاث وإتاحة الفرصة له، كوسيلة للخروج من الأزمة المائية التي نعيشها.

وأوضح الحسيني في تصريح خاص لـ «اليوم الجديد»، أنه فيما يخص ما تعرضت له الباحثة المصرية زينب الديب، فإنها مثال لعشرات الباحثين اللذين قدموا أبحاثًا هامة، وتم تجاهلها، فذهبوا إلى دول أخرى واستفادت تلك الدول من الأبحاث وطبقتها بالفعل، لافتًا إلى أن مصر دولة تنفق طاقاتها على تعليم أبنائها وفي النهاية تصدرهم لدول أخرى ليستفيدوا بهم!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل