جمعهما التطرف وفرقتهما المصالح.. 4 اختلافات بين «القاعدة» و«داعش»

رغم أنهما يتبعان نفس المعسكر الجهادي المتطرف، فإن هناك اختلافات بين تنظيمي القاعدة وداعش، في وقت يظهر فيه الاثنان كأبرز التنظيمات النشطة على الساحة الدولية، بل ووصل الأمر بعدد من التقارير إلى التحذير من مواجهة مرتقبة بين الاثنين على كرسي الزعامة.

وعلى الرغم من أن التقارب الذي نشأ بين القاعدة وداعش في العراق مع اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، وذلك عندما قرر أبو بكر البغدادي قائد داعش توسيع نشاطه ليشمل الأراضي السورية، حيث رحب أيمن الظواهري زعيم القاعدة بدخول داعش معترك القتال ضد النظام بدمشق، إلا أن الظواهري كان يحبذ الاحتفاظ بجبهة النصرة، فرع القاعدة بسوريا ككيان مستقل بقيادة سورية منفصلة عن التنظيم القادم من العراق.

وظل الخلاف قائمًا بين القيادتين حتى عام 2013، حين أصدر الظواهري أمره للبغدادي بالامتثال، غير أن الأخير رفض، وأعلن من جانب واحد وضع جبهة النصرة تحت قيادته العراقية، وفي مطلع عام 2014 اندلع القتال بين التنظيمين، وعلى أثره أنهى الظواهري رسميًا علاقات القاعدة بداعش.

يعود انفصال التنظيمين وقيادتهما عن بعضهما لأسباب عدة ترتبط بنوعية العدو المستهدف والاستراتيجية المتبعة في مواجهته، علاوة على اختلافات فقهية وفكرية بين التنظيمين، فقد وضع القاعدة وفروعه في اليمن والجزيرة العربية والمغرب العربي، ضرب مصالح الدول الغربية عمومًا والولايات المتحدة على نحو خاص، هدفًا رئيسيًا لهجماته.

بينما فضل داعش استهداف ما يسميه «العدو المحلي» قبل «الخارجي». ويدعو قائد التنظيم البغدادي إلى الجهاد ضد ما يطلق عليه «الأنظمة الكافرة» حيثما وجدت في العالم العربي و«تطهير» المجتمع الإسلامي بالقضاء على كل من يخالف تنظيمه فكريًا ودينيًا ومذهبيًا.

لم يصدر عن تنظيم القاعدة على مدى العقدين الماضيين ما يشير إلى نيته احتلال أراض أو ضم مناطق ضمن دولة عربية أو إسلامية ما، وعزلها والتمدد فيها وفرض نظام ديني متشدد على سكانها، أما استراتيجية داعش فتتضمن السعى إلى بسط سيطرته على الأرض وتوسيع وجوده لإقامة دولة تحت سلطة حكومة يعيش فيها مسلمون سنة دون غيرهم، يخضعون لمفهوم خاص للشريعة الإسلامية اختاره التنظيم.

فيما يتعلق بتنظيم القاعدة تتوزع المهام داخله، بداية بمنصب الأمير ورئيس هيئة عمليات القاعدة ومجلس شورى القاعدة وزعيم القاعدة في العراق، وبالتنظيم لجنة عسكرية لعمليات التدريب والأسلحة والتخطيط للهجمات مع لجنة المال والأعمال ولجنة الشريعة، بينما في داعش هناك مسار تصاعدي كما يتضمن تشكيل وزارات وتعيين ولاة على المناطق التي يسيطر عليها في تزاوج بين صورة الدولة والتنظيم السري.