المحتوى الرئيسى

عاملة تقتل طفلها إرضاءً لزوجها الثانى

01/19 18:28

كان هدفها أن تجد الرجل الذى يملأ الفراغ الذى يقتلها.. ويؤنس وحدتها بعد أن انفصلت عن زوجها.. فكلما تذكرت مشاكلها مع زوجها كانت تكره اليوم الذى تعرفت فيه على هذا الرجل الذى أذاقها من الجحيم كئوساً.. لم تكن تحبه فى يوم من الأيام، بل زادت كراهيتها له أيضاً بعد الزواج.. فشخصيتها تختلف تماماً عنه، فهى تعشق حياة الرفاهية والخروج والتنزه وهو على النقيض من ذلك.. بدأت الخلافات تنشب بينهما لكن قبل أن ينفصلا عن بعضهما رزقهما الله بطفل جميل.. الابتسامة لا تغادر وجهه.. لكن للأسف الأب لا يعرف قيمة هذا الطفل، وكان دائم التشاجر مع الأم التى كانت تطلب فى كل لحظة الطلاق تم الانفصال.

قررت «هناء» أن تستأجر شقة فى مدينة أكتوبر وأن تعمل فى أحد المصانع وتنفق على نفسها وطفلها.. همها الوحيد هو تربية ابنها. كانت أحياناً تقف أمام المرآة تنظر إلى نفسها بحسرة وألم، فهى لا تزال صغيرة فى العمر ولم تعش حياتها بعد.. ودائماً لسان حالها يقول سيمضى قطار العمر دون أن أعيش ولو لحظة مع رجل أحبه ويحبنى لكن سرعان ما كانت تعود إلى الواقع وتنظر إلى طفلها الصغير وتتألم حينما تراه.. دموعها تذرف من عينيها دون أن تشعر حزناً على هذا الطفل الذى فارق والده ولم يجد أباً يحنو عليه وينفق عليه مثل بقية الأطفال.. لذلك حينما كان يطرأ على ذهنها فكرة الزواج كانت ترفض وتقول لنفسها: «أجيب لابنى زوج أم يقسو عليه؟».

تمر الأيام ولا تزال «هناء» مشغولة بعملها بالمصنع تكافح من أجل تربية ابنها.. وفى أحد الأيام جاء رجل فى العقد الخامس من العمر بالمصنع.. منذ أن شاهدته لأول مرة وقلبها استراح له.. ابتسم لها فى اول لقاء بضحكة عريضة أخذت قلبها.. بعدها  تعرفت عليه اسمه «محمود».. بدأ يغازلها.. أعجب بها وخاصة أن ظروفه المادية صعبة وأنه من الأرياف.. لم تكن تعتقد فى البداية أنه سوف يعجب بها.. تعرفت عليه وأعجب بها وبكفاحها من أجل تربية ابنها كما أن ظروفها الصعبة تعتبر قريبة من ظروفه.. بدأ الحب يدق قلبه لكن لم يصل بعد إلى قلبها حرصاً منها على طفلها لكن الوقت يمر والحب يكبر ويزداد محمود تعلقاً بها وأخذ يكلمها فى كل وقت ويغازلها بكلمات تجذب القلب.. أحبته لكن عندما جاء وتكلم معها فى الارتباط والزواج رفضت بحجة طفلها الصغير.. لكنه استطاع أن يقنعها بأنهما سوف يتزوجان وأنه سوف يرعى ابنها وكأنه والده وأكثر.

تزوج الحبيبان على الزواج الذى تم بسرعة وعاش الزوج فى شقتها بعد أن اتفقا على أنه الذى يقوم بدفع الإيجار.. بدأت الزوجة تعطيه حنانها وحبها.. انشغلت بعض الشىء عن ابنها الذى فقد نصف وزنه لعدم اهتمام أمه به.. بدأ الحزن يطرق أبواب قلبه.. دائم البكاء والوحدة.. ينظر إلى زوج أمه على أنه المجرم الذى خطف منه أمه.. كان محمود زوج الأم يشعر بمشاعر هذا الطفل ناحيته.. يختلس بعض النظرات ويرى وجه الطفل العبوس!

بدأ الزوج الثانى يغير من معاملته للطفل وأخذ يقسو عليه لا يعطيه مصروفاً مثلما بدأ معه.. كما أنه أصبح يعود إلى المنزل فى وقت متأخر.. لاحظت الزوجة سوء معاملة زوجها لطفلها.. أصبحت تراقبه لتعرف أن هناك امرأة غيرها فى حياته أم لا.. لكن لم تعثر على شىء.. أصبح يعاملها بفتور.. وعندما يراها مع ابنها تهتم به يترك لها المنزل!

وفى أحد الأيام عاد «محمود» إلى منزله فى وقت متأخر ولم يهتم بزوجته.. تعجبت هناء وأسرعت له وسألته عن سبب تغير مشاعره تجاهها.. ابتسم الزوج ابتسامة خفيفة تحمل بعض من السخرية منها.. وقال لها أبداً، ثم ألحت عليه لمعرفة السبب فأوضح لها انها لم تعد تهتم به وأصبح اهتمامها بابنها يستحوذ على كل حياتها.. تعجبت الزوجة وقالت له لم أهمل فى حقوقك.. ونشبت مشادة بين الزوجة وزوجها وتركها ونام فى الحجرة المجاورة.

لم تنم الزوجة فى هذه الليلة وكانت حائرة وتساءلت: هل سأفقد زوجى الثانى.. هل أترك هذا الرجل الذى كان بمثابة حماية لى ولأنوثتى بعد انفصالى عن زوجى الأول.. كانت تخشى الانفصال وتقدر حاجتها لرجل تستظل به بعد ما جربت قسوة الوحدة.

استيقظت الزوجة فى الصباح الباكر.. أسرعت إلى حجرة زوجها.. لم تجده يبدو أنه خرج إلى عمله.. وهنا وقعت عينيها على ابنها فنظرت له بشدة وعاملته بقسوة وكأنها تحمله سبب مشاجرتها مع زوجها.. لم يدرك الطفل سبب انفعال والدته عليه.. ومر الوقت وعاد الزوج وأسرعت إليه لتسترضيه.. بدأت الزوجة تهمل فى ابنها وتحولت خادمة لزوجها.. لكن الطفل كان يقتحم خصوصيتهما.. ولا يترك لهما المجال فى الحياة ودائماً ما كان يبكى لأمه حتى تهتم به.. تغيرت الأم ولم تعد تهتم بتوسلات ابنها أو صراخه أو ألمه أو مرضه فقد تحول إلى كابوس فى حياتها، لكنها فى نفس الوقت كانت ترفض إعطاءه لوالده من باب العناد والتحدى وحرمان الأب من فلذة كبده الذى تخلى عنه منذ صغره كنوع من العقاب.

واستغل الزوج الجديد الحالة التى وصلت لها الزوجة وجاءت اللحظة التى كان تخشاها فخيرها بينه وبين ابنها.. الزوجة هنا فى موضع اختيار صعب وكانت تشعره بأنها لا تستطيع العيش بدونه.. وفى أحد الأيام جلس الابن يبكى بحرقة وكانت الزوجة مع زوجها.. فقام بضربها ونهرها وطردها خارج غرفته.. هنا خرجت الأم تسيطر عليها مشاعر الغضب وظلت تضرب ابنها.. فهى تعشق زوجها بجنون.. حتى سقط الطفل على الأرض.. نظر إلى أمه فى حسرة وألم.. كانت الدموع تنهمر من عين الطفل وكأنه يقول له: «هل هنت عليكى.. هل أصبحت الدم ماءً.. أين حنان الأم وقلبها؟

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل