القوات العراقية تطبق سيطرتها على شرق الموصل وتتهيأ لغرب المدينة
أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي وقائد جهاز مكافحة الإرهاب الذي يخوض معظم المعارك في الموصل، أمس الأربعاء (18 كانون الثاني/ يناير 2017) "تحرير" الجانب الشرقي من المدينة. وقال الفريق الركن طالب شغاتي قائد جهاز مكافحة الإرهاب في مؤتمر صحافي عقده أمس في الموصل الأربعاء "نحتفل اليوم بعيد النصر والتحرير، تحرير الساحل الأيسر بإحيائها وأرضها وناسها الطيبين".
لكن القوات العراقية لا تزال اليوم الخميس تواصل عملياتها العسكرية ضد تنظيم "داعش" وتمكنت من استعادة القصور الرئاسية وفندق نينوى أوبري. ووقال الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد قوات جهاز مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن قواته تقوم بمساعدة الجيش في استعادة منطقتين متبقيتين تحت سيطرة "داعش" بينها القصور الرئاسية وفندق. ويقع الفندق والقصور على الضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين.
وقال الفريق الركن الأسدي إنه حتى صباح اليوم الخميس، لا تزال هناك اشتباكات بقناصة وأسلحة ثقيلة، موضحا انه "تم التعامل معهم من قبل طيران التحالف الدولي وقواتنا تستعد الآن للتقدم لإكمال عمليات التطهير".
كما كانت سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل عام 2014 نقطة تحول في تاريخه، فقد يشكل استعادة هذه المدينة الهامة بداية تحول لمرحلة جديدة. وفيما يرى مراقبون أن نهاية التنظيم باتت قريبة، يرى آخرون أن الطريق إلى ذلك مازالت طويلة. (21.10.2016)
بعد فرار مسيحيي العراق من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، ساءت ظروف عيش هؤلاء. ورغم تحرير بعض البلدات من مقاتلي "داعش" إلا أنهم لا يريدون العودة، كما هو حال لاجئين في مخيم "مريم العذراء" ببغداد. والأسباب كثيرة. (11.12.2016)
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة في بيان اقتحام قوات الجيش لبلدة تلكيف الواقعة شمال الموصل والتي كانت تحت الحصار من قبل القوات العراقية لعدة أسابيع. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن مطلع العام الجاري أن القضاء على تنظيم "داعش" في العراق سيتحقق خلال ثلاثة أشهر.
وقبل انطلاق العملية العسكرية الكبرى ضد "داعش" في 17 تشرين الأول/أكتوبر، كان دائما يعتقد أن الضفة الغربية ستكون أصعب للسيطرة عليها من قبل القوات الاتحادية.
من جانبه، قال باتريك مارتن وهو محلل مهتم بشؤون العراق ويعمل لصالح معهد دراسات الحرب، إن الأسوأ لم يأت بعد. وأوضح أنه "على قوات التحالف وقوات الأمن العراقية أن تخطط لمعركة شرسة في غرب الموصل". وتابع أن "المناطق في غرب الموصل أكثر كثافة عمرانية والأحياء قديمة والشوارع ضيقة مما يجعل عملية تطهيرها صعبه جدا". وأضاف أن "تنظيم داعش والجماعات المتمردة السنية لديها مناطق دعم قديمة في الموصل"، محذرا من أن القوات الاتحادية المتقدمة في الشوارع قد تتعرض لعدوانية من قبل السكان أكثر مما حصل في الجانب الشرقي.
وبحسب إحصائيات من قبل الأمم المتحدة، ما زال حوالي 750 ألف شخص يعيشون في الجانب الغربي من الموصل الذي يضم المدينة القديمة ومواقع مهمة بينها المسجد الذي أعلن أبو بكر البغدادي منه إقامة دولة "الخلافة" في حزيران/يونيو 2014 .
من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان إن التحالف ضرب أكثر من ألف صاروخ على أهداف تنظيم "داعش" في الموصل، منذ بداية العملية، مشيرا إلى أن المعركة ستكون صعبة. لكنه أكد على أن عناصر التنظيم المتطرف ضعفوا بشكل كبير منذ تشرين الأول/أكتوبر. وقال دوريان "خسروا الكثير من المقاتلين والكثير من المصادر، والسيارات المفخخة والمتفجرات والأسلحة خلال الجزء الأول من هذه المعركة". وأضاف أن "المدينة محاصرة من جميع الجهات وهم غير قادرون للحصول على الإمدادات أو تعزيز ما تبقى".
أثناء تقدم الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على الموصل من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، تم العثور على مقبرة جماعية فيها حوالي 100 جثة، العديد منها مقطوعة الرأس. وتظهر صوراً عرضتها وكالة "الاسوشيتد برس" عظاماً وجثثاً متحللة أخرجت بواسطة جرافة، وفي الصورة ضابط من الشرطة العراقية يحمل لعبة أطفال على شكل حيوان محشو وجدت بين الجثث.
المقبرة الجماعية وجدت قرب "حمام العليل" البلدة التابعة للموصل، وتبرهن على وحشية تنظيم "الدولة الإسلامية". حيث لا تعد هذه أول مجزرة يرتكبها التنظيم إذ نفذ سلسلة مجازر منذ استيلائه على مناطق واسعة من جنوب ووسط العراق في عام 2014. وتظهر هذه الصورة عنصر من قوات الأمن العراقية يتفقد مبنى كان يستخدم كسجن من قبل مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" في حمام العليل.
رجال عراقيون من منطقة حمام العليل يحتفلون عند عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها بعد استعادة السيطرة على القرية من قبل القوات العراقية وتحريرها من "تنظيم الدولة الإسلامية".
قام "تنظيم الدولة الإسلامية" بإحراق حقول النفط كرد فعل على الهجوم العسكري العراقي لطرد التنظيم من شمال العراق. وقال قائد عسكري إنه تم إجلاء أكثر من 5000 مدني من مناطق شرق الموصل حيث نقلوا إلى مخيمات. ويتبين من الهجوم المفاجئ أن تنظيم الدولة لا يزال يزرع الفوضى في مناطق حتى بعيدة عن قاعدته في الموصل كرد فعل على الحصار المضروب عليه من قبل القوات العراقية.
في بداية الأمر حاول "داعش" السيطرة على الموصل لإقامة "الخلافة"، فيما بعد أصبحت المنطقة رمزاً لقوة وسيطرة التنظيم ومصدراً للموارد، وتقول الأمم المتحدة ان التنظيم الإرهابي يستخدم المنطقة كمركز لتصنيع أسلحة كيميائية. كما شكلت المدينة الآشورية القديمة مصدرا حيويا لعائدات الضرائب وأعمال السخرة التي يقوم بها التنظيم. في الصورة دخان جراء اشتباكات عنيفة بين البيشمركة وداعش في بلدة بعشيقة شرق الموصل.
يقاتل الجيش العراقي في الموصل إلى جانب البيشمركة الكردية والميليشيات الشيعية في حرب استعادة السيطرة من "داعش"، وفي الآونة الأخيرة كثفت القوات العراقية عملياتها البرية في مناطق المدنيين دون غطاء جوي من قوات التحالف، التي تقودها الولايات المتحدة، تخفيفاً من ضرر المعارك على المواطنين. في الصورة تظهر القوات العراقية الخاصة وهي تقوم بعملية تغطية درءاً من رصاص قناصة "داعش".
Comments