المحتوى الرئيسى

فيديو| «التحرير» تقتحم إمبراطورية صناعة «البامبرز القاتل» بالقليوبية

01/19 15:06

كتب - يونس محمد وسمر فتحي:

بامبرز مغشوش يغزو الأسواق ويصيب الأطفال بأمراض قاتلة

تدخل في صناعته مواد كيماوية خطرة تسبب تهتك الأجهزة التناسلية للأطفال

والدة إحدى الضحايا: البامبرز شوه الأعضاء التناسلية لبنتي

احتراق الأعضاء التناسلية لطفلة، قاد بالصدفة إلى الكشف عن واحدة من أكبر إمبراطوريات صناعة الحفاضات المغشوشة في القاهرة الكبرى. حيث يعد مركز باسوس بالقليوبية، أحد أوكار تصنيع الحفاضات "القاتلة" التي تحتوي على على مواد كيماوية خطيرة تتسبب في تشوه الأعضاء التناسلية، وتصيب الأطفال بأمراض تؤدي إلى الوفاة.

"التحرير" رصدت بالفيديو التفاصيل الدقيقة لعمليات إعادة تدوير الحفاضات المستعملة، والمواد المضافة، وكيف يتم وضع ماركات شهيرة لكبرى الشركات على المنتج المغشوش، وطريقة التسويق؟.

واقعة تشوه الأعضاء التناسلية للطفلة "لوجينا أحمد السيد"، نتيجة ظهور ما يشبه الحروق، كانت خيطا قاد للكشف عن بعض الحقائق الهامة في رحلة الكشف عن عالم الحفاضات "المضروبة". حث اتهمت والدة الطفلة إحدى دور الحضانة بالزيتون، بالإهمال الذي تسبب في حرق أجزاء حساسة من جسد ابنتها.

وخلال حديثها لـ"التحرير"، صرخت والدة الطفلة  "بنتي أصيبت بحروق خلال اليوم الثاني لها في الحضانة، واكتشفتها وأنا بغير ملابسها وعلامات الالتهاب ظهرت عليها، لكني كنت مضطرة أجعلها ترتدي البامبرز لأنه شرط أساسي من شروط الحضانة".

وأضافت "في اليوم الثاني، اتصلت بيَّ الحضانة، وقالوا بنتك تعبت تعالي خديها"، لتهرول الأم مسرعة بينما يتملكها الخوف، لتفاجئ بالسكرتيرة تخبرها "مش هتشوفي بنتك قبل ما تراجعي التقرير مع المديرة"، الأمر الذي أصابها بحالة من الارتباك الممزوج بالقلق، لتنهار فور مشاهدة ابنتها، وبدت أعضائها التناسلية محروقة.

للكشف عن التفاصيل الحقيقة، توجه مراسلا "التحرير" إلى الحضانة، عبر بوابة الرغبة في إلحاق أطفالهما بالحضانة، وتبين أن المكان آمن عقب جولة تفقدية، وخاصة دورات المياه؛ للتأكد من عدم مياه ساخنة "مغلية".

وبسوال العاملة المسؤولة عن العناية بالأطفال، أكدت أنها عندما نزع الحفاضات عن الطفلة، ففوجئت بوجود التهابات حادة، فأسرعت إلى الطبيب لإجراء الكشف الطبي عليها، حيث أكد التقرير الطبي، أن جسدها احترق بفعل مادة كاوية أو مياه ساخنة، لافتة بأنها توجهت بعد ذلك إلى قسم الزيتون لعمل محضر، ما أدى لإحالتها إلى مستشفى منشية البكري، وأكدوا صحة التقرير الطبي، لتتحول الطفلة "لوجينا" إلى كلمة السر في تتبع أباطرة التجارة القاتلة.

تعد المناديل والحفاضات الصناعة الأولى لمعظم سكان مركز باسوس، حيث توجد ورش لتصنيعها (مستعملة - مجمعة)، حيث رصدت عدسة "التحرير" وضع قالب حفاضة من ماركة معينة إلى باقى المكونات من ماركات مختلفة حتى تظهر نوع ثالث جديد، وهذا ما أكده "نبيل" إمبراطور صناعة الحفاضات هناك.

التنكر كان الوسيلة الوحيدة من أجل الوصول للمعلم "نبيل"، الشاب العشريني، الذي يعد أحد كبار المصنعين لـ"البامبرز المغشوش". وطلب مراسلا "التحرير" مشاركة "نبيل" أو التصرف في كمية من الحفاضات المستعملة، ليوافق شريطة الحصول على أرباح تقدر نسبتها بـ70 % قبل إخباره "العرض مض مناسب يا معلم"، ليتأكد من جديتهما في العمل، ومع ترك ورشته، قال الشاب العشريني "على فكرة، محدش هنا بيفهم في الصنعة زيِ، والكل بيجيلي علشان أعمله أي ماركة بامبرز".

وعقب مرور مدة زمنية قليلة، عاد مراسلا "التحرير" لمقابلة "نبيل"، وتم الاتفاق على تخفيض نسبته لـ60%، ليؤكد أنه يقوم باستيراد الحفاضات المستعملة، قائلا "إحنا بيجلنا شحنات من ألمانيا وتركيا، فبنغسل البضاعة ونبيعها السوق من جديد"، مشيرا إلى أنه يقوم بإعادة تصنيعها "ممكن تحتاج لـ"استك" أو "بطانة"، ثم تغليفها داخل عبوات لماركات شهيرة.

وقام صاحب الورشة بعرض بعض منتجاته لماركات شهيرة، وتبين أنه يصعب على المستهلك التفرقة بين الأصلية والمغشوشة "أنا بضيف مادة كميائية يطلق عليها السكر، مسؤولة عن الاحتفاظ بفضلات الطفل داخل الحفاضة"، مشيرا إلى أن تلك المادة يوجد منها نوعين الأول جيد باهظ الثمن، والآخر "شعبي" قائلاً "إحنا في الصنعة بنقول على المادة الشعبية إنها زي سكر التموين، مش حلو لكن بيقضي الغرض".

وحصل مراسلا "التحرير" على عينة من تلك المادة المعبئة داخل أجولة لا تحمل أية بيانات، وذلك لتحليلها ومعرفة خطورتها على الأطفال.

وتفاخر "نبيل" بخبرته في تلك المهنة لمدة 10 سنوات، قائلاً "أنا أقدر أصنع أي نوع وماركة حفاضة، والناس يهماها السعر، ومش مشكله الجودة، وكما بعمل حفاضات كبار السن". 

وأوضح "إمبراطور البامبرز"، أنه يبيع الحفاضات بالكيلو وليس بالقطعة باستثناء الماركات الشهيرة لارتفاع تكلفتها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل