المحتوى الرئيسى

«منتدى دافوس».. فشل متكرر للرؤساء والسياسيين في حل مشاكل العالم

01/19 12:58

آلاف الرؤساء والسياسيين والشخصيات المركزية تجتمع سنويًا على مائدة واحدة، وتضع حلولًا لمشاكل العالم وتخرج بتوصيات وقرارات سرعان ما تتبخر ولا تنفذ مع صباح اليوم التالي لاتخاذها، هكذا عودنا المشاركون بمؤتمر دافوس الاقتصادي الذي يعقد في مثل هذا التوقيت كل عام.

وانطلقت أعمال الدورة الـ47 للمنتدى الاقتصادي هذه الأيام بمشاركة 3 آلاف زعيم ومسؤول سياسي واقتصادي تحت عنوان "زعامة دقيقة ومسؤولة" لمناقشة تعزيز التعاون العالمي، وإحياء النمو الاقتصادي، والتطور السريع في المجتمعات.

وعلى مدار الدورات الـ47 لمنتدى دافوس، رفع المشاركون شعارات العدالة الاجتماعية، والمساواة، ومكافحة الفقر والبطالة، والسعي لإنقاذ الاقتصاد العالمي من المخاطر التي تحيق به، وذلك دون أي تطبيق أو نتائج ملموسة في وقت تزداد فيه هذه المشاكل كل عام وتتضخم أكثر .

وتجسد فشل هذا المنتدى خلال أعوامه التي تقترب من النصف قرن في عدة نقاط وفقًا لتقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية،  على رأس هذه النقاط التفاؤل الشديد والفشل في قراءة المستقبل، ضاربة المثل على ذلك بعدم توقع المشاركون في المنتدى العام الماضي، خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، واستبعادهم فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.

ويتمثل إخفاق فكرة العولمة كمظهر آخر لسلبيات هذا المنتدى وقرارته؛ ووفقًا لـ"بي بي سي"، فإن "غالبية الشعوب باتت على يقين بفشل العولمة، في ظل مخاوف من تصدع النظام الاقتصادي العالمي، ولهذا فإن دورات المنتدى تأتي وسط شعور بالعداء المتزايد للشعوب الغربية تجاه العولمة، ولعل تلك إحدى أهم أسباب التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما أن فرنسا وألمانيا ودول أخرى، باتت مهددة بنفس الخطر.

من جانبه يرى الكاتب والخبير السياسي السوري مناف قومان: إن "منتدى دافوس ليس إلا إثبات مستمر على الفشل في حل المشاكل الاقتصادية العالمي"، مضيفًا أن دافوس - المدينة السويسرية التي تعتبر أكبر منتجع صحي ورياضي على جبال الألب، نجحت بفضل جمالها الطبيعي وفشلت فيما يتعلق بالمنتديات".

وأوضح "قومان"، أن الثابت في تلك المنتديات السنوية أنها تخرج دون حل، ويفشل جموع الحاضرين في إيجاد حل لتلك القضايا، بينما تراجعت الثقة في الحكومات والشركات والإعلام، وغالبية الشعوب باتت تعتقد أن النظم الاقتصادية والسياسية خذلتها"

ولفت "قومان" إلى أن رجل الأعمال دونالد ترامب - الذي أصبح رئيسًا للولايات المتحدة - كان أحد فشل منتديات دافوس فقد كان معروفا بالحفلات الباذخة التي يقيمها على هامش المنتدى سنويا، وإنفاقه مبالغ طائلة، في وقت ينادي فيه المشاركون بحل مشاكل العالم الاقتصادية و قضيبة الفقراء والعاطلين عن العمل"، منوها "لو أنفقت على تلك الطبقات لحلت جزءًا من مشاكلهم".

مجرد شعارات تجعل العالم أسوأ

فيليكس سالمون، الخبير الاقتصادي بصحيفة فيجن الأمريكية يصف المنتدى بأنه "محكوم بالفشل"، لافتًا في مقال له بالصحيفة مؤخرًا إلى أن الشعارات التي يتبناها المنتدى، والمتعلقة بـ(تحسين وضع العالم) لا تثمر - بل إن العالم يزداد سوءًا".

"سالمون" أوضح أن الأسواق العالمية تشهد تدهورًا ملحوظًا علاوة على تضاعف أزمة اللاجئين الأوروبية، وهناك تنامي لسياسة التطرف و ارتفاع معدلات البطالة".

وتوقعت وكالة "بلومبيرج" الأمريكية الاقتصادية أن يفقد المنتدى العالمي كالمعتاد دوره المفترض من عقده، ومحذرة من أن الاخيرة "أصبح جزءًا من الأزمة العالمية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل