يوم الإتحاد العظيم
خمس وأربعون سنة مرت على انطلاق اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، حافظت خلالها الدولة الفتية على قوتها وتلاحمها وتعاضدها وشهدت قفزات تنموية وحضارية فاقت التوقعات وأذهلت المراقبين.
ففي السنوات الخمس والأربعين الماضية ظلت البلاد تحت علم واحد وقائد واحد وهدف واحد، وانجزت ككيان متحد واحد ما عجزت عنه كثير من البلدان العريقة حتى صار يشار للإمارات بالبنان وتضرب بها الأمثال في بناء الإنسان والمعمار والحضارة، وأصبحت قبلة للناس من كل أنحاء العالم يأتونها للعمل والاستقرار والسياحة والمؤتمرات والمعارض والتجارة والثقافة والفنون والعلوم.
لقد أثمرت جهود المغفور له «بأذن الله تعالى» الشيخ زايدref="/tags/92885-%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%86-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86">زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» في لم شمل سبع إمارات مترامية الأطراف تفصلها حدود وقيود ومنازعات في ظل كيان واحد متين تجمع أبناؤه جميعهم رؤية مشتركة في الانضواء تحت راية العز والفخر والتقدم واللحاق بركب الأمم المتقدمة في جميع مجالات الحياة وتوفير أسباب الحياة الكريمة لجميع أبناء الدولة من دون تمييز مناطقي أو قبلي وتأسيس مجتمع متمدن آمن مسالم يسهم إسهاما إيجابيا في مسيرة الحضارة العالمية ويلتزم في الوقت نفسه بمبادئ الدين الإسلامي الحنيف والقيم المحلية العريقة المستلهمة من تاريخنا وتراثنا.
لقد كانت رؤية الشيخ زايد في بناء دولة الاتحاد رؤية استراتيجية بعيدة المدى ثبت صحتها باتفاق جميع أبناء الوطن الواحد وبرهنت على متانتها وقوتها وسط أنواء الإضرابات والحروب والأزمات الإقليمية، إذ ظلت دولة الاتحاد في منأى عن المخاطر التي تعصف من حولها لتكون كالسور المنيع في وجه أي طوفان مدمر أو عاصفة هوجاء، ودلت على حكمة الأب والقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وإخوانه رواد الاتحاد – رحمهم الله – في السعي الحثيث والدأب الكثير وبذل الجهد العظيم لبناء سور الاتحاد لبنة لبنة حتى صار كالطود العظيم.
لقد اتحد أبناء الإمارات منذ أربعين سنة ونيف تحت راية زايد وقيادته وغرس فيهم روح الاتحاد والمحبة والأخوة، فأصبحت الإمارات دولة واحدة متحدة تتحلى بروح الاتحاد.
لم تكن ولادة الاتحاد من رحم الأحداث الضخمة التي مرت بها المنطقة سهلة أو يسيرة ولكن همة الأباء المؤسسين كانت أقوى وأصلب من المعوقات كافة لأنهم كانوا يحلمون لمواطني الإمارات جميعاً بالأمن والأمان والرفاهية ولدولتهم الفتية بالرخاء والنهضة والتقدم الذي تحقق بفضل الله في قادم الأيام على أيديهم وبأيدي قيادتنا الرشيدة التي أكملت المسيرة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظة الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يشد عضدهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
إن هذه الأيام العظيمة كيوم الاتحاد تذكرنا بالإنجازات الكبيرة والتضحيات الجسيمة التي كانت لقائد الوحدة وصانعها، وتدفعها إلى مواصلة كل جهد ممكن لصون وحماية هذه الوحدة المباركة، وتحقيق المزيد من الإنجازات، وعلى مختلف الصعيد والميدان، باسم دولتنا الغالية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، الذي آمن بالوطن والمواطن وأيقن زن بناء الإنسان الإماراتي هو أعظم بناء وأن الثروة الحقيقية والمكسب الفعلي للوطن يكمن في الشباب الذي يتسلح بالعلم والمعرفة باعتبارهما وسيلة ومنهجاً يسعى من خلالهما لبناء الوطن وزيادة قوته وتعزيز منعته في كل موقع من مواقع العطاء والبناء.
وعندما نحتفل بذكرى اليوم الوطني فإننا نعتز في هذه المناسبة الوطنية الغالية بأن دولة الإمارات ستظل واحة أمن واستقرار لجميع المواطنين والمقيمين على أرضها الطيبة، مدركين حجم الأمانة التي تحملها قيادتنا العليا، وعظم المهام النبيلة التي كرسوا جهودهم لها، ويبذلون جل أوقاتهم للنهوض بها والحفاظ عليها.
مقالات مختارة تُنشر بالتزامن مع عدد الصحف العربية والأجنبية.
Comments