المحتوى الرئيسى

تلغراف: على بريطانيا أن تتصدى لقيصر روسيا الجديد

01/19 11:18

كتب لوك كوفي المستشار السابق بوزارة الدفاع البريطانية أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب شكك خلال حملته الانتخابية في المبدأ الأكثر قدسية للأمن عبر الأطلسي وهو أن الهجوم على أي دولة في هذه المنظومة هو هجوم على جميع الدول الأعضاء.

وقال إن ترجمة هذا المبدأ إلى سياسة واقعية خلال رئاسته سيظل محل نظر، لكن العديد من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) في شرق أوروبا يشعرون بقلق حقيقي.

ويرى كوفي في مقاله بصحيفة ديلي تلغراف أنه خلال هذه الحقبة من الغموض في العلاقات العابرة للأطلسي ليس أمام بريطانيا خيار سوى أخذ زمام المبادرة إذا فشلت الولايات المتحدة في القيام بذلك، وهذا الأمر يتطلب إعادة النظر في موقفها الدفاعي والإنفاق العسكري ودورها في أمن المنطقة.

ويضيف أنه عند التأمل في تصرفات روسيا في أوكرانيا أو جورجيا أو سوريا أو عسكرتها للقطب الشمالي غالبا ما يقال للغرب إنه يتعامل مع "روسيا سوفياتية" أو إن ما يراه من موسكو هو "سلوك الحرب الباردة"، واعتبر ذلك سوء فهم كامل للتهديد الذي تشكله روسيا للغرب.

ويعتقد كوفي أن الغرب يتعامل اليوم مع "روسيا إمبراطورية"، وليس تكرار للاتحاد السوفياتي، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصرف بطريقة أشبه بالقيصر من رئيس سوفياتي ويتعامل بأسلوب الزعيم الإمبراطوري، بفضل المرونة الدستورية التي جعلت منه رئيسا أو رئيس وزراء منذ عام 1999، ويمكن أن يظل في أي هذين المنصبين بقية حياته.

ولذلك يواجه الغرب روسيا القرن الـ21 بطموحات القرن الـ19، وهدف موسكو اليوم ليس نشر أيديولوجية "يا عمال العالم اتحدوا" كما كان خلال الحرب الباردة، لكن الهدف هو استخدام كل أدوات القوة الروسية العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية وفي مجال الطاقة والدعاية لتعظيم نفوذ روسيا وتعزيز مصالحها.

وأضاف الكاتب أن الهدف في الغالب هو قيم الغرب الأساسية المتمثلة في سيادة القانون والمساواة في الحقوق وتطبيق العدالة والحق في المعلومات وحرية الإعلام وشفافية الانتخابات والحكم الرشيد. وهذا التدخل الروسي يتمثل في أوكرانيا بالقوة العسكرية وفي آسيا الوسطى بالوسائل الاقتصادية غالبا وفي الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية.

وأشار كوفي إلى أن بريطانيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة الأقدر على التعامل مع "روسيا إمبراطورية" لما لها من خبرة تربو على المئة عام في هذا السياق، لأن بعض الأشياء لا تتغير أبدا. ولهذا فإن القيادة البريطانية مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ أوروبا الحديث، وإلى أن (أو ما لم) تتعهد إدارة ترمب الجديدة بالتزام عابر للأطلسي لا لبس فيه سيتعين على بريطانيا ملء الفراغ الأمني الموجود في أوروبا.

Comments

عاجل