المحتوى الرئيسى

لماذا يدافعون عن النظام؟

01/18 22:31

كثيرون منا يهاجمون كلَّ مَن يؤيد رئيساً أو حكومة أو برلماناً في بلد انقلبت فيه كل الموازين، وضاقت به النفوس، وكثر به الشقاق، وغاب عنه العدل، وضاعت به الثقة في الوعود بمستقبل أفضل، ولكن مَن منا وضع نفسه مكان الآخر الذي نحسبه على ضلال في أمره، وأنه يحتاج يد العون كي تتم هدايته؟ أليس من الممكن أن نكون نحن مَن بحاجة إلى الهداية وأننا ضللنا الطريق بحثاً عن خيال لحياة أفضل بينما هم مَن يمشون بخطوات على أرض الواقع لتحقيق ما نحلم به؟

من الغباء اتهام كل مؤيدي النظام الحالي بأنهم من المستفيدين من وجوده أو من ذوي المصالح، وليس من العقل أيضاً الادعاء بأنهم الطبقة الغنية من المجتمع الذين لا يؤثر بهم تضخم الأسعار وسوء الخدمات، وبالتالي لا يشغلهم معاناة الطبقات الأدنى من الشعب، ببساطة لأنك ستكتشف أن المسبِّحين بحمد النظام وأكثر مؤيديه تعصباً أكثرهم من الذين عانوا من الغلاء وضاقوا ذرعاً بالروتين، وهاجروا بحثاً عن لقمة العيش، فلماذا إذاً ذلك الرضا والدفاع المستميت عن رئيس وحكومة فشلا في تقديم العون لهم وتغيير الواقع المحبط الذي يعيشونه؟

سأكون اليوم -استثناء- واحداً منهم أعيش مخاوفهم، وأصدق أحلامهم وأهاجم معارضيهم.

1- ثقافة شعب: أظنك لا تختلف معي -صديقي المعارض- في أن سلوك الشعب هو العقبة الرئيسية أمام إحداث تغيير، فالحكومة التي تلومها دوماً لم تأتِ إلينا من كوكب زحل، وكل ما نشكو منه كمواطنين مصريين نتيجة إهمال أو تقصير أو جشع مواطنين مصريين أيضاً، الإصلاح الذي نطالب به هو إصلاح أنفسنا أولاً قبل أن نرمي باللوم على المسؤولين.

2- تراكمات سنين: دائماً تتعجل النتائج -صديقي المعارض- ظناً منك أن الرئيس لديه عصا سحرية ستغير الكون إلى عالم وردي جميل، لا تدرك حجم المصاعب والأزمات التي نواجهها، والتي لم تنشأ بين ليلة وضحاها، ولكنها تراكمات سنين من الفساد والإهمال الذي تغلغل إلى كل صغيرة وكبيرة داخل مؤسسات البلد، البناء دوماً يحتاج إلى وقت يفوق ما يحتاجه الهدم.

3- أعداء الخارج: البعض يزعم وجود مؤامرات تحاك ضد بلدنا الحبيب، ولكني هذه المرة سأوافقك الرأي -صديقي المعارض- بأنه لا توجد مؤامرات أو مخططات من أجل تفتيت البلد، ولكني أكاد أجزم أنك ستوافقني الرأي عندما أقول إن دول الغرب لا تريد لنا الخير وتضع العراقيل دوماً أمام تقدمنا، وتسعى جاهدةً لتأجيج نيران الفتنة في شعوبنا، وأن التصدي لهذه الضغوط الدولية لفرض سيطرتها على المنطقة ليس بالأمر الهيّن.

4- أعداء الداخل: تعرف جيداً -صديقي المعارض- أن هناك فصائل في هذا البلد لا ترغب في تحقيق أي إنجاز يحسَب للنظام، ويتمنون الخطأ قبل الصواب، ورغبتهم في إزاحة مَن هو في السلطة أكبر من رغبتهم في تقديم إصلاح حقيقي ينقذ البلد ويخطو به نحو المستقبل.

5- المعارضة من أجل المعارضة: هذه المرة لن أدعوك بصديقي، فالكثير من المعارضين يهاجمون أي شيء يقدمه الرئيس أو الحكومة، حتى وإن كان إنجازاً عظيماً يشهد له العالم، ينددون في كل وادٍ بكل أزمة تطفو على سطح الواقع، وعندما يأتي الحل الرشيد إما يتخفون في انتظار أزمة جديدة أو ينتقدون طريقة الحل وكأنها ستفضي إلى أزمة أخرى، النقد من أجل النقد، ولا يقدمون أي حلول على أرض الواقع.

6- (ما البديل؟): لقد رأيت بعينيك عندما استحوذ الفريق الآخر على السلطة كيف سارت الأمور إلى أسوأ وأصبح الطريق مظلماً، واختفت معالم المستقبل، وأنت كمعارض لا تقدم بديلاً له شعبية في الشارع ولا تستطيع أن تسمي ممثلاً واحداً عن أفكارك.

7- الاستقرار: عزيزي المعارض، منذ أن سادت آراؤك الشارع في السنوات الأخيرة لم نجد الإصلاح الذي تدعيه، لم نجد سوى الإضرابات عن العمل وغياب الأمن وتغول البلطجة وانهيار المؤسسات وضياع القيم والأخلاق، وأصبحنا نعيش في اللادولة، ما ننشده جميعاً هو الحياة الطبيعية الهادئة، نعمل ونجني ثمار عملنا، وينشأ أطفالنا في بيئة صحية بعيداً عن صراعات السياسية التي لم تجلب لنا غير الخراب.

8- الرئيس: هل لديك أدنى شك -صديقي المعارض- أن الرئيس يبذل قصارى جهده من أجل تحقيق حياة أفضل للمواطن المصري؟ أنا أدعم الرئيس؛ لأنه أكثر الناس حرصاً على تحقيق حلمك وحلمي وحلم كل مصري، ليس بالضرورة على طريقتك؛ لأنك إذا كنت مكانه ستعرف أن الأقوال أسهل كثيراً من الأفعال، وأن ما تنقده اليوم ستتمنى لو كان باستطاعتك فعله وأنت في موقع المسؤولية.

أضف إلى ما سبق: العداء للخونة، الإيجابية في المشاركة، دور الإعلام المخذِّل، الإنجازات الملموسة.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل