سعود عمر ..حاول صناعة"سفينة نوح" للحركة العمالية ورحل في هدوء

يستمع للجميع بابتسامة هادئة وثائرة في الوقت ذاته ،يجلس أقصى اليمين في صفوف غير ظاهرة للعيان،يدون كل ما يقولون ،يرتب الأجزاء في مشهد كلي ليصنع مع الجميع سفينة نوح للوطن.

سعود عمر القيادي العمالي و النقابي أدركه الرحيل قبل ثلاثة أيام فقط في حادث أليم أثناء عودته من المؤتمر التأسيسي الأول لحملة "عاوزين نعيش" التي تواجه ما تصفه بسياسات الإفقار إلى بيته في السويس.

“ وكالات الاستخدام خطر حقيقي على العمال ، ما يحدث الآن تجريف لحقوق الطبقة" العاملة" أخر ما قاله سعود قبل سويعات قليلة من وفاته أثناء كلمته بالمؤتمر التأسيسي الأول للحملة كأنها الوصية الأخيرة.

حصل القيادي النقابي الراحل على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة،وعمل بهيئة قناة السويس، كان عضوا بحزب التجمع منذ 1979وترك الحزب في عام 2005 لاختلافه مع الحزب في بعض النقاط.

تقول فاطمة رمضان -نقابية-إن القيادي العمالي الراحل كان موجود في كل معركة عمالية بالسويس ،حيث يلجأ إليه العمال دائما عندما يتعرضون لأية مشكلة، فيخبرهم بحقوقهم القانونية و مساواتهم بالعاملين الأخرين في الصناعة.

وتضيف فاطمة لـ"مصر العربية"أن سعود كان عضوا رئيسيا دائما في فريق المفاوضة مع عمال السويس،من أبرزهم عمال كيلوباترا أثناء معاركهم العديدة مع رجل الأعمال محمد أبو العنين وعمال السكر والعين السخنة.

"سعود خاض مع عمال شركة توريد عمالة في السويس معركة مساواتهم بعمال الشركة الأصليين، وربحوا القضية طبقا لقانون العمل، وتعد هذه الحالة الوحيدة التي تم فيها المساواة"،بحسب فاطمة رمضان.

على الرغم من انتماء سعود عمر القيادي النقابي الراحل للاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلا أنه آمن بحق العمال في تأسيس نقاباتهم التي تعبر عنهم ،إذ ساهم في تأسيس العديد من .النقابات المستقلة في السويس

وتستطرد الناشطة العمالية فاطمة رمضان :“سعود له علامات مع كل عمال السويس، قبل الثورة كان هو أول من يصل العمال في إضراباتهم بالصحافة والنشطاء الذين يتضامنون مع العمال"

على مدى يومين تحولت صفحات زملاء القيادي الراحل من عمال وقيادات نقابية و عمالية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"إلى دفتر عزاء،الجميع لا يصدق أنهم فقدوا مناضلا صلبا مدافعا عن حقوق العمال ،على حد قولهم.

لكنهم شاركوا في جنازة مهيبة للفقيد الراحل في مدينته السويس الذي خاض فيها نضالاته العمالية والسياسية خرجت بعد ساعات من وفاته.

طلال شكر عضو حملة الحريات النقابية يقول على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"إن سعود انحاز مبكرا لحقوق العمال ووظف دراسته للقانون في الاتجاه الذي اختاره بصدق.

و يضيف شكر :”كان مميزا فى كافة المعارك التى تزاملنا فيها سويا بدءا من أمانة العمال بحزب التجمع مرورا باللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والعمالية وإنشاء المرصد العمالى والنقابى المصرى وشارك فى تحرير تقرير المرصد عام2007 عن .صعود عمالية" target="_blank">الحركة العمالية والنقابية المصرية"

فيما يقول معتز أحمد – ناشط عمالي-إن على الرغم من مرضه جاء من السويس للقاهرة ذات مرة للتضامن مع عمال النقل العام المحتجزين على خلفية التحريض على الإضراب.