المحتوى الرئيسى

شاهد| كيف تسبب خطاب في وفاة «منافق السلاطين» حسن البارودي؟

01/18 13:50

الفنان حسن البارودي واحد من أبرز مواهب السينما المصرية، وهو من النجوم القلائل الذين يذكر له الجمهور العربي العديد من جمله ذات المغزى والدلالات العميقة، وأحيانًا يطلقها محبيه على سبيل المزاح والسخرية، والتي كان أشهرها «تعالى يا قناوي يا ابني.. هجوزك هنومة»، والتي قالها مخاطبًا للعالمي يوسف شاهين الذي جسّد شخصية قناوي المفتون بحب هند رستم في رائعته الخالدة «باب الحديد».

فالبارودي الذي من مواليد 1890، كان عاشقًا لفن التمثيل منذ أن كان صبيًا في المدرسة، حتى مرحلة الثانوية، التي أتقن من خلالها اللغة الإنجليزية، ويُذكر أن تلك الإجادة أهلته للعمل كمترجم في شركة توماس للسياحة، إلى أن اضطرته لترك الدراسة، والبحث عن عمل، فلم يجد أمامه سوى بيع «الطرابيش».. وبالرغم من تلك الظروف كان البارودي مداومًا على حضور الكثير من العروض المسرحية في تلك الفترة، التي كان من روادها الشيخ سلامة حجازي، والفنان جورج أبيض، وبعدها أتته الفرصة كى يعمل ملقنًا بفرقة حافظ نجيب، إلا أن تلك المهنة لم تستهوه وعاد مجددًا لبيع الطرابيش.

في الآونة التي كانت فيها فرقة يوسف وهبي واحدة من أهم الفرق المسرحية، أراد البارودي الانضمام إليها كممثل، إلا أن اكتمال طاقم التمثيل بالفرقة حال  دون ذلك، وهو ما اضطره للرضا بدور الملقن الذي كان قد رفضه من قبل.

باعتذار الفنان استيفان روستي عن دوره بمسرحية «غادة الكاميليا» أُسند الدور من باب المصادفة للبارودي الذي استغل تلك الفرصة أفضل استغلال وهو ما أقنع الفنان يوسف وهبي بجعله عضوًا أساسيًا بالفرقة حتى عام 1951.

براعة أداء حسن البارودي في المجال المسرحي سلطت الأضواء عليه، وهو ما أهلّه بعدها لنيل العديد من الأدوار في السينما، والتي كان أغلبها يتمحور حول شخصية الرجل العجوز صاحب الحكمة، هذا في أدوار الخير، أما في الجانب الشرير تتحول ذلك العجوز إلى شيخ منافق يحلل المحرمات إلى السلطان كما في دروه الشهير في فيلم «الزوجة الثانية»، الذي فسّر فيه الآية الكريمة «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم» تفسيرًا يبرر اضطهاد العمدة لأبو العلا الذي أدى دوره الفنان شكري سرحان.

إلى جانب دوريه الشهيرين في فيلمي «الزوجة الثانية، وباب الحديد»، قدم البارودي أدوارًا أخرى لا تقل أهمية، كأدواره في أفلام «الشيماء، الحرام، زقاق المدق، صراع في النيل، بلال مؤذن الرسول، جعلوني مجرمًا».

العالمية التي لا يعرفها الكثيرون

قد لا يعرف البعض أن البارودي اشترك في ثلاثة أعمال عالمية، وهم الفيلم الألماني «روميل يغزو الصحراء»، والإنجليزي «الخرطوم»، ثم الأمريكي «EGYPT BY THREE».

بيد أن عام 1965 هو العام الأسوء على الفنان حسن البارودي، حيث استلم فيه الخطاب الذي بموجبه شعر بأن الفن يستغني عن خدماته.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل