الجمال: مصر تدعم العراق في مكافحة الإرهاب.. وحوار بغداد خطوة ايجابية على الطريق

أكد رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب اللواء سعد الجمال دعم مصر الكامل للعراق في مكافحة الإرهاب ومساندته في كافة المجالات الأخري.. وقال: إننا مع أشقائنا العراقيين في خندق واحد في مواجهة الإرهاب، نشاطرهم مشكلاتهم وهمومهم ونساندهم في المحن والظروف الصعبة التى لن تمنعنا عن تقديم الدعم لدولة العراق توثيقا لعلاقات عريقة لشعبين شيدا أقدم حضارات التاريخ.

ونبه الجمال- في حوار مع مراسل (أ ش أ) في العراق إبراهيم رجب - إلى أن القضاء علي الإرهاب لايقتصر فقط على المواجهات الأمنية بل يتوازي معها ويكملها المواجهة الفكرية للتطرف بالتنوير الثقافي والتوعية الدينية بمشاركة علماء الدين والمثقفين وإجراء مراجعات فكرية لمن غرر بهم من الإرهابيين في السجون الذين اعتنقوا الفكر المتطرف، لافتا إلى أن المواجهة الشاملة للإرهاب حمت مصر وساعدتها في مكافحة موجات متتالية من الإرهاب، وأن المجتمع الدولي بات يدرك اليوم مخاطر الإرهاب وضرورة مشاركة الجميع في مواجهته.

ونوه إلى أهمية زيارته للعراق للمشاركة في "حوار بغداد" الذي اختتم اعماله يوم /الأحد/ الماضي، والتى تأتي في إطار عودة الدور العربي لمصر بوصفها قلب الأمة العربية والتى تساند الدول العربية دائما ولاسيما في وقت المحن والأزمات بتواجدها الفاعل من خلال تقديم خبراتها ورؤاها بهدف التوصل لحلول للمشكلات.

وتابع: أن دور مصر وكلمتها تلقي قبولا عربيا وفي العراق لحرصها على المصالح العليا للدول العربية، مؤكدا أهمية العمل الجاد حفاظا على هوية العراق ووحدة أراضيه، وقال: إن الانتماء للوطن أعلى من أي انتماءات سياسية أو حزبية أو مذهبية، الوطن أولا وهو يحتوي تنوع الجميع داخله.

وثمن الجمال مؤتمر "حوار بغداد" بوصفه بداية وخطوة إيجابية على الطريق من أجل ترسيخ الحوار وأن الاختلاف والتنوع هو مدعاة للتكامل والتعاون وليس للنزاع والصراع وثقافتنا الإسلامية تحترم الاختلاف وترسخ الحوار وترفض النزاع والشقاق والصراع.

ولفت اللواء سعد الجمال إلى أن إدعاء الغرب بصراع الحضارات ووصف حضارة العرب والمسلمين بانها حضارة عنف وعدم قبول الآخر هو أمر يجافي الواقع والحقيقة، مؤكدا ان التصدي للنزاع يكون من خلال الحوار وثقافة السلام والتعايش الإسلامية وفق صحيح الدين.

وأكد وجود مصالح مشتركة تجمع العراق ومصر والدول العربية، وقال: ان مصر تمتلك خبرة كبيرة في مكافحة الارهاب الذي تتصدي له الأجهزة الأمنية منذ ثمانينيات القرن الماضي وحققت نجاحات كبيرة وتراكمت لديها خبرات واسعة، واضاف: أنا شخصيا شاركت في جود مكافحة الإرهاب لسنوات طويلة بوزارة الداخلية.

وأشار إلى أن جماعات متطرفة تم توفير المأوي لها في الغرب بدعوي انهم لاجئين سياسيين إلا انه لاحقا حدث تعاون دولي وتنسيق أمني مع جهد فكري وثقافي يجب أن يستمر لمواجهة مخاطر الارهاب الذي يهدد العالم أجمع حاليا.

ونوه إلى أن الحوار في العراق وجهود "التحالف الوطني" العراقي الكتلة الأكبر في البرلمان ونائب رئيس مجلس النواب العراقي همام حمودي الذي عقد مؤتمر"حوار بغداد" تحت رعايته جهد مقدر وطيب ولكنه ليس نهاية المطاف بل خطوة على طريق الحل ويحتاج لاستكمال وتوسيع قاعدته ليشمل الشباب وكافة مكونات المجتمع العراقي وعشائره التى هي غالبية أهل العراق وهو شىء جيد يمكن استغلاله في التقريب واحتواء الخلافات من خلال مجلس حكماء يساعد الدولة العراقية على لتعميق الانتماء للوطن والبعد عن الانتماءات الضيقة مع إعلاء المسؤولين كل في موقعه لقيم "المواطنة" من أجل اعلاء شأن العراق والعمل على انجاز مصالحه العليا.

واعتبر أن هناك صعوبات في توقع الايجابيات للحوار سريعا، مؤكدا أن الايجابيات ستكون انعكاسا للسياسات المطبقة على الأرض وتفعيل توصيات والرؤي التى تم التوصل لها في مؤتمر "حوار بغداد"، مشيرا إلى أن كلمته في الجلسة الافتتاحية كانت باسم مصر والأمة العربية في حضور رئاسات العراق وكبار المسؤولين وفي الجلسة الختامية وركزت على رؤية مكافحة الارهاب استنادا للاختصاص المهني النابع من عملي بوزارة الداخلية.

وشدد الجمال على ضرورة الاستفادة من تجارب الدول في مكافحة الارهاب بوصفه "جريمة منظمة" متعددة الأطراف فيها الدول والمنفذين والمخططين والذين يعملون انطلاقا من مناطق ودول عدة مما يستلزم تعاونا دوليا لمواجهة الإرهاب وكشف مخططاته والقضاء عليه.

ولفت إلى فشل التنسيق مع المجتمع الدولي فرغم وجود اتفاقية عربية لمكافحة الارهاب منذ عام 1998 إلا انها لم تنفذ على الأرض حتى الآن لوجود بعض الخلل وغياب بعض الإرادات السياسية في الأمة التى تعاني ظروفا مريرة حاليا، وقال: إن آخر إرادة عربية اجتمعت في حرب 1973 وتحقق فيها نصر عظيم على إسرائيل وكانت نقطة البداية توحد الشعب والجيش على هدف واحد هو تحرير الأرض من المحتل ودعمت الأمة العربية الإرداة المصرية بالسلاح والمساندة بوقف تصدير النفط العربي وتم التوحد عسكريا واقتصاديا على هدف واحد فكان الانتصار عظيما.

ونبه رئيس لجنة الشؤون العربية سعد الجمال إلى أن الوضع الراهن في المنطقة هو نتاج مؤامرة دولية ومخطط صهيو-غربي من عشرات السنين يستهدف الأمة العربية حماية لإسرائيل من خلال تأجيج الخلافات والصراعات بين دول المنطقة وزرع الفتن الطائفية والمذهبية، مؤكدا أن هذا المخطط فشل في مصر فقد حاولوا إحداث فتنة بين المصريين مسلمين ومسيحيين وفشلوا بسبب احترام وتقديس "الوطنية" و"المواطنة" في الدولة المصرية.

وأضاف: ان أجهزة الأمن المصرية تفوقت على نفسها وعلى الأجهزة الدولية المناظرة في حادثة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية مؤخرا وتوصلت خلال أربع وعشرين ساعة وقبل أن يدفع الضحايا وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مراسم التشييع للضحايا كاشفا عن منفذ الجريمة البشعة وفك غموض وملابسات الحادثة دون أدني تدخل خارجي في التحقيقات بفضل التصميم والارادة والعزيمة على الحفاظ على كيان الدولة قويا وحماية مقدراتها ووفاء لدماء الشهداء والتضحيات الجسام التى تعد وقود المعركة ضد الإرهاب ودحره.

ولفت إلى أنه أكد خلال "حوار بغداد" ان القضية قضية وطن وأن الارهاب هو عدو الأديان والأوطان والإنسان وكل مكونات الوطن معنية بالدفاع عن الوطن في مواجهة عدو يستهدقف الجميع وليس فقط الأجهزة الأمنية بل الوطن والمواطنين والانتقام من الشعب وهدم الدولة من خلال افكار منحرفة ومتطرفة.. داعيا كل جهاز ووزارة وهيئة إلى وضع برامج خاصة بها تصب في الحرب الشاملة ضد الارهاب والفكر المتطرف والتحديات الأمنية.

وأكد أهمية التعاون العربي المشترك وتوعية الشباب وترسيخ الانتماء للأوطان والتواصل الايجابي وطنيا وعربيا.. لافتا إلى أن المستقبل القريب سيشهد زيارات لوفود من البرلمان العرقي إلى مصر في إطار تبادل الزيارت التى جاءت مشاركتي في حوار بغداد" في إطارها ورغم أنني كنت في طور النقاهة من مشكلة صحية إلى أنني كنت راغبا وحريصا على القدوم لبغداد لدعم ومساندة أشقائنا في العراق.

وأضاف: أنه عار علينا ان نتحدث عن دعم العراق ولا نأتيه زائرين مهما كانت الظروف لمساندته ومعايشة أشقائنا ومشاطرتهم مشكلاتهم وهمومهم في المحن والظروف الصعبة التى لن تمنعنا أو تدفعنا للتقاعس عن دورنا في دعم العراق "الدولة العريقة" والتى هي مع مصر من أقدم الدول والحضارات.