«40 عاما على انتفاضة الخبز.. عايزين نعيش»: كيف ضربت قرارات «الخميس الأسود» سوق العطارة.. «هنروح فين تاني»

تجار لـ«البداية»: الأسعار ارتفعت للضعف وأكثر في الآونة وحركة البيع قلت بنسبة 50% بسبب زيادة الأسعار وثبات المرتبات

مسئول بشعبة «العطارة» بالغرف التجارية: واردات مصر من العطارة خلال النصف الأخير من 2016 أقل بـ40% بعد انخفاض قيمة الجنيه

40 عاما مروا على مظاهرات واحتجاجات 18 و19 يناير، التي عرفت بعد ذلك بـ«انتفاضة الخبز»، خرج المصريون في الشوارع احتجاجا على ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية في ذلك الوقت، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين.

اليوم، في 2016، ربما يواجه المصريون أزمة ارتفاع أسعار هي الأقوى والأكثر حدة في تاريخهم، أسعار كل شيء ارتفعت لأكثر من الضعف في بعض الأحيان، الأكل والشرب والملابس والسلع الأساسية التي لا يستغني عنها أي منزل، فما كان من السلطة إلا أن تطالب الشعب بـ«الصبر والتحمل».

هنا في هذا التقرير، ترصد «البداية» الأزمة التي تعرض لها سوق العطارة، والتي بالتأكيد لا تقف فقط عند البائع الذي لا يجد من يبيع له، ولكن ربما تصل لضرر واضح على حياة ومستوى من يعمل في هذا السوق.

«لا في بيع ولا شراء.. بيوتنا بتخرب»، هكذا بدأ «هاني» أحد العطارين حديثه مع «البداية»، حيث تقول تقارير أن مبيعات العطارة انخفضت ما يقرب من 60% منذ قرار تعويم الجنيه.

شهدت أسعار العطارة عدة قفزات، حيث ارتفعت الأسعار نحو 40% يوليو الماضي، نتيجة لارتفاع الأسعار العالمية والتعريفة الجمركية وانخفاض قيمة العملة المحلية في مواجهة الدولار الأمريكي، وفى ظل اعتماد القطاع بنسبة 95% على الاستيراد.

وتلاها القفزة الثانية في سبتمبر الماضي، وارتفعت الأسعار نحو 80%، وجاء ذلك بعد قرار "التعويم"، وانتهت القفزات بارتفاع ديسمبر الماضي لتصل بعض السلع لـ100%.

ويقول محمد، عطار: "البهارات اللي الأكل ميستغناش عنها مبيعاتها قلت النص، هنروح فين تاني".

ويعلق رئيس شعبة العطارة بغرفة القاهرة التجارية، رجب العطار: "واردات مصر من العطارة خلال النصف الأخير من 2016، أقل بـ40% من المعدلات الطبيعية نتيجة لزيادة الأسعار العالمية وانخفاض قيمة العملة المحلية، أما عن الشهر الجاري انخفضت الواردات نحو 10%".

وتستورد مصر95% من منتجات العطارة، ويقتصر الإنتاج المحلى على بعض أنواع الكزبرة والشيح واليانسون والكراوية، بينما تغطى شركات الاستيراد باقي الأنواع من دول شرق آسيا والصين وفيتنام والبرازيل وسيريلانكا وإندونيسيا.

وجاء ذلك في ظل شكوى إيهاب، عطار، من الركود الاقتصادي قائلا: "المرتبات في الأرض وكل حاجة في ارتفاع مستمر، هنبيع لمين طيب؟!، كنت بشتري بضائع لـ4 مخازن بمليون جنيه حاليا مبقاش يكفي لملء مخزنين كل أصناف العطارة ".

بينما أوضح أحمد سيد عبد الله، بأن هناك بعض سلع من العطارة قد ارتفعت بنسبة 100% مثل "الحبهان"، فقد وصل سعرها لـ 280 جنيهًا بدلًا من 140 جنيهًا.

وقد أكد أحد تجار التجزئة في السيدة، بأن أسعار جميع السلع الغير غذائية والسلع الغذائية، ارتفعت في الآونة الأخيرة بنسبة لا تقل عن 80%.

ورصدت "البداية" متوسط الأسعار، حيث سجل العدس الأصفر 27 جنيها، بينما ارتفع العدس الأسمر لـ30 جنيها، كما سجل الزبيب 50 جنيها، والمكرونة 400 جرام سجل 7 جنيهات، بينما سجل الحبهان 300 جنيها للكيلو، وارتفع سعر كيلو الدقيق لـ7 جنيهات.

وارتفع سعر كيلو الفلفل الأسود إلى 175 جنيه، وسعر الحمص 26 جنيها، بينما سجلت الطحينة 30 جنيها، وسجل السحلب بين 29 جنيها لـ50 جنيه.