المحتوى الرئيسى

مصراوي يزور ''غار السجدة'' بالمدينة المنورة .. هنا سجد النبي شكرًا لله

01/18 09:22

بقلم – هاني ضوَّه :

المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله مليئة بالآثار والمواضع النبوية الشريفة التي زارها الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو صلى فيها فحلت فيها البركات والأنوار.

وكان من حرص العلماء والصالحين بل والخلفاء أن يتحروا هذه الأماكن ويوثقوها ويزورونها تبركًا لعل أقدامهم تصادف موضعًا لقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيفوزون فوزًا عظيمًا، ولذلك قام الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه عندما كان واليًا على المدينة المنورة قبل أن يصبح خليفة بتتبع المواضع والآثار النبوية الشريفة وتوثيقها وإقامة المساجد والقباب فيها، فلم يترك موضعًا عرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر به أو زاره أو جلس فيه أو صلى فيه إلا ووثقه وحافظ عليه، ولكن للأسف ابتلينا في هذا الزمان بأناس يسعون بكل ما أوتوا من قوة لهدم ومحو الآثار والمواضع النبوية الشريفة بدعوى أنها قد تكون ذريعة للشرك، رغم أن الصحابة الكرام كان يتحرونها ويتبركون بها وبزيارتها ويخلعون نعالهم فيها لعل أقدامهم تمس مكان داس عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ولله الحمد قد وفقني الله سبحانه وتعالى للاعتمار وزيارة المدينة المنور على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بداية هذا العام قبل أسبوعين، والحمد لله تمكنت من زيارة بعض الأماكن التي تشرفت بوجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها سأتناولها تباعًا في موضوعات عدة بالصور والفيديو قدر المستطاع.

ومن بين تلك الأماكن "غار السجدة" أو "كهف بني حرام" الذي سجد فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم شكرًا لله عندما أخبره أنه لن يخزيه في أمته، وقد يسر الله لي التبرك بالسجود في موضع سجود الحبيب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، والصلاة ركعتين في موضع صلاته أمام الكهف في غزوة الخندق.

ويقع "غار السجدة" في جبل سلع بالمدينة المنورة، وهو على يمين الشارع في المدخل المتفرع على بعد نحو مائة متر خلف المدرسة المتوسطة الأولى بالقرب من مسجد بني حرام، وكان الخليفة عمر بن عبدالعزيز قد بنى عليه قبة ومسجدًا مكان صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واعتنى بها الخلفاء من بعده حتى عهد الدولة العثمانية، حتى تم هدمها والمسجد مؤخرًا للأسف بدعوى أنها ذريعة للشرك.

وتروي كتب الحديث والسيرة النبوية المطهرة أن "غار السجدة" أو ما يعرف في بعض الكتب بـ "كهف بني حرام" من الأماكن التي شرفت بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ولقائه بأمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام وزف إليه البشارة من الله حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لأمته ويلح على الله في الدعاء.

وأخرج الإمام الطبراني رحمه الله عن أبي قتادة قال: "خرج معاذ بن جبل يطلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجده فطلبه في بيوته فلم يجده، فأتبعه في سكة حتى دل عليه في جبل ثواب- وهو أحد أسماء جبل سلع- فخرج حتى رقى جبل ثواب فنظر يميناً وشمالاً فبصر به في الكهف الذي اتخذ الناس إِليه طريقاً إِلى مسجد الفتح. قال معاذ: فإِذا هو ساجد، فلم يرفع رأسه حتى أسأت به الظن، فظننت أنه قد قبضت روحه، فقال: "جاءني جبريل عليه السلام بهذا الموضع فقال: إِن الله تبارك وتعالى يقرئك السلام، ويقول لك: ما تحب أن أصنع بأمتك؟ قلت: الله أعلم. فذهب ثم جاء إِلي فقال: إِنه يقول لك: لا أسوءك في أمتك، فسجدت، فأفضل ما تقرب به إِلى الله عز وجل السجود".

نرشح لك

Comments

عاجل