المحتوى الرئيسى

عصفور.. المثقف الذى سرق أفكاره من لطفى الخولى وباعها لـ«مبارك»

01/18 03:16

النمنم يسير بخطى ثابتة (!).

لم أنتظر من جابر عصفور أن يقول عن حلمى النمنم أكثر من ذلك فى حواره، الذى أجراه الزميل محمد نصر العدد ( 3344) من الدستور، فالوزير الحالى حافظ بالفعل على «الخطى الثابتة» التى يقصدها الوزير السابق، كلاهما تربى فى دائرة «ثقافية واحدة» ترعرع فيها «النمنم» وأصبح الصحفى الأقرب للمؤسسة الثقافية التى ظل جابر يديرها ويضع خريطتها برعاية فاروق حسنى، ظل جابر عصفور قبطان الثقافة المصرية أميناً على خزائنها وحارسا لأبوابها وجوائزها وسفرياتها ورحلاتها وإقامة مهرجاناتها وحفلاتها واستضافة ضيوفها من النقاد والشعراء والروائيين والمطربين العرب والأجانب.. بينما كان حلمى النمنم المحرر الثقافى الكبير الذى يحصل على المعلومات من «مصدرها الأصلى» وينشرها، وجرى فى النهر ماء كثير وطحالب بالطبع، وترعرع أبناء عصفور وفاروق وانتشروا بفضل الله انتشاراً مروعاً فى قطاعات وزارة الثقافة ومازالت خيراتهما تفيضعلى الأبناء القدامى والتلاميذ والدراويش الكبار من المثقفين والفنانين والأدباء والشعراء الذين ظلوا كل هذه السنوات فى الدائرة القديمة أو الحظيرة كما يطلق عليها البعض.

أى خطى ثابتة يسير بها الوزير الحالى يا سيادة الوزير السابق؟! هل تقصد افتتاح المعارض والمهرجانات وإرسال الدعوات للأحباب والأصحاب فى مواعيد ثابتة ومحددة؟ أم تقصد الخطى المتثاقلة البطيئة العاجزة؟ وهل سيكون هذا رأيك لو أن الوزير الحالى ليس ابناً شرعياً «للدائرة القديمة»؟!.

المثقفون الانتهازيون المنتشرون فى القاهرة وأقاليمها يعرفون ماذا فعل جابر عصفور بالثقافة المصرية؟ لكنهم اعتادوا «الخرس»، فقد كان الرجل يحكم ويتحكم ويدير ويسيطر، والخروج عليه بكلمة أو انتقاد سيحرم صاحبها من «جنة» الوزارة التى تمتلئ بأشجار من الجوائز والمنح والإقامة فى فنادق المؤتمرات الكبيرة والصغيرة!، وبعد ثورة يناير صرخ البعض فى وجهه، لكن الجميع سرعان ما عاد والتزم «الخرس القديم»، فقد جاءت الثورة بجابر عصفور وزيراً! وتحول الخرس إلى عمى وصمم وتدليس ونفاق! وخرج من الوزارة، وعاد وزيراً ثانيةً بعد ثورة يونيو فترسخت قاعدته وتعددت وتشعبت وانتشرت كتائبه القديمة فى مواقع ثقافية مختلفة ومازالت تنمو وتترعرع حتى اليوم رغم خروجه من وزارة الثقافة وابتعاده عنها تماماً!

هذه هى القوة التى يعتمد عليها جابر عصفور إلى اليوم، فحولك مئات من تلاميذه ودراويشه فى مناصب وزارية ومواقع مؤثرة يدينون له بالولاء ويسمحون بوجوده حتى اليوم فى ظاهرة مصرية خالصة فشلت ثورتان متتاليتان فى تغييرها.

الكاتب عمرو عبدالسميع كان قريباً جداً من جابر عصفور فى عصر مبارك، وكانا معاً فى مطبخ الدولة العميقة، لذا كان مندهشاً للغاية من «ركوب» جابر عصفور لثورة يناير وضرب كفاً بكف وكاد يشد شعره وهو يقول «إحنا دافنينه سوا يا جابر» وكتب مقالاً بالأهرام بهذا المعنى وضمنه كتابه «بعض من ذكريات دار سما»، وراح «عمرو» يسرد تفاصيل ووقائع مشينة عن المكالمات الليلية التى كان يتلقاها عصفور من إحدى المثقفاتوالتى حصلت فى مقابلها على جائزة!، واتهمه بسرقة أفكاره عن التنوير وتجديد الخطاب الدينى من لطفى الخولى وفى حضور مبارك الذى استمع إلى الخولى بينما قفز «عصفور» على الفكرة ونسبها لنفسه، كما حكى عن رغبة عصفور الدائمة فى مشاهدة «الهانم سوزان مبارك» للحلقات التى يظهر فيها على الشاشة، مشيداً بها وبدورها فى الثقافة، وتطرق «عمرو» إلى دولة المصالح و«الشللية»، التى أسسها عصفور فى عهد مبارك وفاروق حسنى وكيف استقل بالوزارة لصالح مجموعة من الأصحاب والأحباب الذين اصطفاهم.

يقول عمرو: «وأراد جابر أن يوسع دائرة زمرته الشخصية التى تستولى – الآن – على وزارة الثقافة، وتجعل من مؤسساتها قاعدة لحركتها، فبدأ يقترح جوائز للمبدعين العرب تحت عنوان براق لا يمكن لأحد أن يختلف عليه وهو: (عودة ريادة مصر الثقافية ودورها كنور قائد للجماعة الثقافية العربية).. ولكن حقيقة الأمر أن ما يجرى هو تكرار لما رأيناه من قبل فى ندوات ومؤتمرات ومهرجانات أشرف عليها جابر عصفور، وقت رئاسته للمجلس الأعلى للثقافة، وشهدنا فيها احتفالاً مبالغاً فيه ببعض النكرات والمجاهيل على الساحة الثقافية العربية، ومنهم كتاب وصحفيون كتبوا عن جابر واستكتبوه، ومنهم كاتبات وشاعرات، لم يعرف أحد بهن سوى جابر الذى بذل مجهوداً لافتاً ومريباً فى إقناعنا بهن...».

انتهت كلمات عمرو عبدالسميع، الذى كان يودع مكتبه بالأهرام منذ شهور قليلة، بينما كانت المؤسسة تعلن عن انطلاق «صالون الثقافة» الذى سيعقد شهرياً، تحت إشراف الدكتور جابر عصفور!!.

الآن يمكن أن نتفهم معنى «الخطى الثابتة» التى يسير بها أو عليها حلمى النمنم، حسب تعبير عصفور، ومن الواضح أنها مدرسة تجعل تلاميذها يعيشون ويستمرون وينتشرون ويتكاثرون ويتوالدون طالما يسيرون بتلك الخطى الثابتة على جسد الثقافة والمثقفين، كل شىء يبقى على ما هو عليه: نفس المؤتمرات والندوات والمهرجانات والاحتفالات.. نفس الطرق والوسائل فى إغراء محررى الثقافة وتحويلهم إلى «رجال وزارة»!.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل