المحتوى الرئيسى

خريطة صفقات السلاح فى 2017 ..من القاهرة إلى تل أبيب والدوحة

01/17 23:21

تطرح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «CIA» فى بداية كل عام كتاباً عن دول العالم، وهو ما سارت عليه فى العام الحالى 2017 بإصدارها كتاب «حقائق العالم»، الذى تناول عدة ملفات وقضايا عالمية منها «الحدود، التعداد، الزراعة، الصناعة، الموارد الطبيعية، والأنهار والبحار والمحيطات التى تطل عليها»، وغيرها.

ورغم تعدد هذه الملفات، فإن الكتاب تضمن أكثر الأجزاء خطورة، ذلك المتعلق بالصفقات العسكرية والتسلح حول العالم، المقرر توقيعها العام الجارى، التى اخترنا منها أهم دول بمنطقة الشرق الأوسط، وتعرضه «الدستور» فى السطور التالية للإجابة عن تساؤل: «هو الرئيس السيسى بيشترى صفقات السلاح دى كلها ليه؟»، فبمجرد الاطلاع على ضخامة صفقات الأسلحة التى تبرمها تلك الدول، ستجد مبررات وأسبابًا حقيقية وخطيرة لهذا الاتجاه من النظام المصرى.

وسيبدو جلياً أن النظام المصرى لم يكن سيقف موقف «المتفرج» وهو يرى إسرائيل تزيد من ترسانة أسلحتها، وهو ما عبر عنه كتاب الـ«CIA» بالقول: «إعادة تسليح مصر وسعيها لتصبح قوة إقليمية مرة أخرى يجعل تل أبيب حذرة، وتعتبره تهديدا محتملا فى المستقبل»، والحال نفسه بالنسبة لتسليح إيران وتركيا والسعودية وقطر وغيرها من دول المنطقة.

1 ـ مصر.. عودة لأمريكا بعد تولى ترامب.. وترقب لصفقة «إف 16»

رغم توتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة فى الفترة الماضية، واعتماد «القاهرة» على صفقات الأسلحة الروسية والفرنسية، إلا أن أحدث صفقات مصر كانت مع «واشنطن» بما يشير إلى بداية تجديد العلاقات بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترمب.

وتتضمن الصفقة اتفاقية تعاون عسكرى للحصول على مقاتلات «إف 16» متعددة المهام من شركة «لوكهيد مارتن كوربوريشن»، إلى جانب صفقات وعقود من المقرر أن تكتمل بحلول 18 أغسطس المقبل.

وقد يبدو أن مصر لا تحتاج لتلك الأسلحة فى الوقت الحالى، إلا أن ذلك يعتبر نظرة قاصرة، فالمنطقة ساخنة للغاية، والحروب الأهلية والعمليات الإرهابية على كل الحدود المصرية، إلى جانب مساهمة ذلك فى عودة وضعها السابق كقوة إقليمية فى الشرق الأوسط، مع القدرة على استعراض قوتها فى جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط وإفريقيا. وبحسب المخابرات الأمريكية فإن مصر الآن تتفوق على إسرائيل بشكل نوعى فى الهواء، فى ظل صفقات الطائرات الحربية، وصواريخ أرض-جو، التى يمكن أن تؤثر على حرية سلاح الجو الإسرائيلى على العمل حتى فى المجال الجوى الخاص به.

ومن ضمن الصفقات المتوقع أن تبرمها مصر صفقة رادارات من طراز «AN / MPQ-64F1»، والمعدات ذات الصلة بها، وذلك بتكلفة 70 مليون دولار، فضلا عن البرمجيات وكذلك قطع الغيار ومعدات الدعم والتقنية ونظام اللاسلكى المحمول جوا «منظومة سنكجارس».

وترى الولايات المتحدة أن تلك الصفقة مفيدة للسياسة الخارجية والأمن القومى للولايات المتحدة من خلال المساعدة على تحسين أمن الشريك الاستراتيجى الذى كان ولايزال قوة هامة للاستقرار السياسى والتقدم الاقتصادى فى الشرق الأوسط. وسيتم عقد صفقة مع شركة «بوينج» لتوفير 20 صاروخ «هاربون» لمصر، بمكوناتها وقطع غيارها، إلى جانب مكونات وقطع الغيار للقوات البحرية.

وتعتزم مصر أيضاً بحسب التقرير توسيع التقنية القائمة فى مجال الدفاع الجوى، لمواجهة التهديدات التى يشكلها الهجوم الجوي، وتحديث الهدف العسكرى المصرى وقدراته، وزيادة تعزيز العمل المشترك بينها والولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

2ـ قطر.. اتفاقيات ضخمة «بس فين الجيش؟»

رغم أن قطر لا تمتلك جيشاً نظامياً، إلا أنها من أكثر الدول تسلحا فى المنطقة، فضلا عن استضافتها للقاعدة الأمريكية «العديد»، وتعقد معظم صفقاتها للأسلحة مع الولايات المتحدة.

وتنوى «الدوحة» خلال الفترة المقبلة، توقيع صفقات أسلحة مع تركيا، لتطوير الدفاع الجوى والصاروخى، إلى جانب صفقة أسلحة من شركة «رايثيون لأنظمة الدفاع المتكاملة»، وسيتم تنفيذ العمل فى «تيوكسبورى» بولاية «ماساتشوستس»، ومن المتوقع أن يكتمل بحلول 14 ديسمبر المقبل.

وهناك صفقة صواريخ باتريوت بأكثر من 163 مليون دولار لسلاح الجو القطرى، ويتضمن العقد أيضاً التدريب فى مجالات متنوعة، منها التدرب على اللغة الإنجليزية، إلى جانب مشروع جديد متعدد الجنسيات يضم الشركات التركية والألمانية والماليزية، وتجرى محادثات مع قطر لإنتاج 1000 عربة مدرعة.

وستستمر «واشنطن» فى تقديم خدمات الدعم اللوجستى والمعدات، وتبلغ التكلفة المقدرة 700 مليون دولار، وبالفعل سلمت وكالة التعاون الأمنى الدفاعى إخطاراً لـ«الكونجرس» بالعقد الذى يتضمن ضمان الجودة، وإصلاح معدات الدعم، وإدارة سلسلة التوريد، وقطع الغيار، والتجديد والصيانة، والخدمات المرتبطة بها، ودعم طائرات C-17 التى تدعم قدرة النقل الجوى الثقيل فى عقد ينتهى تنفيذه فى سبتمبر 2017، والمقاول الرئيسى للصفقة شركة «بوينج».

وستبرم قطر أيضاً صفقة زوارق دورية سريعة تتضمن المعدات والتدريب والدعم الخاص بها، وتبلغ التكلفة المقدرة 125 مليون دولار، ومنها معدات الدفاع «MDE»، و8 رشاشات عيار «M2HB .50» تعمل بنظم الأشعة تحت الحمراء، فضلا عن البنادق والذخائر، وتدريب على الرماية والمطبوعات والوثائق التقنية، وسيكون المقاول الرئيسى فى الصفقة شركة «إنكوربوريتد USMI».

3ـ تركيا.. رفع ميزانية الإنفاق الدفاعى

قررت تركيا زيادة ميزانيات الإنفاق الدفاعى والأمنى بنحو 11.4٪، لتبلغ ما يقرب من 19.98 مليار دولار، ورغم أنها تواجه توترات مع الولايات المتحدة منذ فترة، إلا أن شركة «لوكهيد مارتن» تبقى على العلاقة الحميمة مع الحكومة التركية، وتجرى معها محادثات حول إمكانية تزويد الشركة لتركيا، بنظام الدفاع الجوى العاجل «MEADS»، وهو ما أكده الرئيس التنفيذى للشركة «هيوسون».

وهناك أيضاً محادثات جارية حاليا مع كل من «رايثيون» و«لوكهيد مارتن»، بعد أن طلبت تركيا المساعدة من شريك دولى، وذلك فى تطوير النظام الدفاعى الجديد، وهى الخطوة التى أعادت فتح شراكات محتملة مع شركات «رايثيون»، و«يورسام وميداس»، إلى جانب مساهمة «لوكهيد مارتن» فى تحديث القدرات الدفاعية والمشاريع الحكومية الأخرى فى تركيا، مثل التحكم فى حركة مرور السفن.

وعملت تركيا بشكل وثيق مع «لوكهيد مارتن» على تطوير النظام «SDD»، للتأثير على عناصر تصميم الطائرة «إف 16»، و«إف 35»، من خلال مشروع مشترك مع شركة الصناعات الجوية التركية TAI، يتيح تعزيز الكشف عن الهدف، وتحديد وتوسيع قدرة «إف 16» لإجراء عمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع غير التقليدية. وتتضمن هذه الصفقات تحديث نظم الجيش التكتيكية للصواريخ ATACMS، والصواريخ بعيدة المدى، والصواريخ الموجهة، والنظام الصاروخى AGM-114M، وهو البديل المتقدم من صواريخ «هيلفاير» على الطائرات ذات الأجنحة الدوارة «S-70B سيهوك»، ووقعت شركة «لوكهيد مارتن» مع الشركة التركية لتصنيع الصواريخ «روكتسان» اتفاقاً لإنتاج وبيع SOM-J وهى صواريخ كروز تطلق من الجو للطائرات «إف 35».

4ـ إسرائيل.. زيادة المركبات الجوية

كشف كتاب المخابرات الأمريكية أن القوات الجوية الإسرائيلية ستزيد من المركبات الجوية خلال العام الجارى، وكخطوة فورية سيتم مضاعفة المخزون الحالى من أنظمة «إلبيت هيرميس 900 طائرات دون طيار»، إلى جانب اتجاهها للتصنيع.

ومن المقرر أن تتسلم «تل أبيب» فى إطار اتفاقات وصفقات جديدة مع شركة «لوكهيد مارتن» مقاتلات الـ «إف 35»، خاصة فى ظل رغبة الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل فى الاحتفاظ بالتفوق الجوى فى المنطقة.

ويظل الفرق بين ما يمكن لإسرائيل أن تحصل عليه، والبلدان الأخرى فى المنطقة، من الولايات المتحدة، هو أن إسرائيل دائما تختار النوع الأكثر تطورا من الأسلحة، فمثلاً لا يسمح ببيع «إف 35» فى بلد مثل المملكة العربية السعودية أو قطر والكويت.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل