المحتوى الرئيسى

حكاية شهيد| مجند مصطفى خليل.. قتلوه داخل المسجد في شهر رمضان

01/17 20:09

لا تُفرق اليد التي تسفك الدماء بين شخص أو آخر.. رغبة الإرهاب ووحشيته تغتال دون تمييز، وتستبيح الحُرمات دون تفرقة، لتكشف عن وجهه القبيح، حتى وإن حاول التخفي وراء ستار.

قبل 3 أعوام، وتحديدًا في وحدة مرور حلوان بمنطقة عرب راشد، كانت واحدة من الجرائم التي ما زال يتذكرها أهالي المنطقة، وكأنها كانت بالأمس.

"هنا.. داخل المسجد.. قتلوا المجند في شهر رمضان".. هكذا يروي أهالي المنطقة مشهدا ما زال عالقًا بالأذهان، في لحظات اختلطت فيها دماء الشهيد بوجبة إفطاره التي كان يجهزها لتروي ظمأه وتسد جوعه بعد ساعات صيام طويلة.

في الثالث من يوليو من عام 2014، وكان بداية أيام رمضان، انطلقت سيارة العقيد أحمد فؤاد، قائد وحدة مرور حلوان، إلى الخدمات المرورية بالمدينة لتوزيع وجبات الإفطار عليهم، وكان بالوحدة مجموعة من مجندي قوات الأمن في خدمتهم لتأمين الوحدة.

اقتربت الشمس من المغيب، واقتربت معها لحظة الإفطار بعد طول صيام، وصلاة المغرب.. فاستأذن المجند مصطفى خليل جاد وعدد من زملائه للذهاب للمسجد، وبقي بعضهم عند الباب الرئيسي للوحدة، وأثناء التجهيز للإفطار، ومع تكبيرات المساجد مُعلنة موعد صلاة المغرب، كانت أعيرة كثيفة تُطلق نحو الوحدة في آنٍ واحد.

اعتلى المسلحون مدرسة خالد بن الوليد، القريبة من وحدة المرور، والتي تكشف الوحدة جيدًا، ولم يمنعهم خفير المدرسة من الدخول لأسباب غامضة، وأخذوا يُطلقون النيران على الوحدة، لتُصيب الطلقات جُدران المسجد بكثافة.

اخترقت بعض الطلقات أحد نوافذ المسجد، وأصابت المجند بداخله، فسقط غارقًا في دمائه وتحولت وجبة الإفطار وسجادة الصلاة إلى اللون الأحمر، وحاول زملائه التصدي لهم، لكن كثرة العدد وكثافة النيران حالت دون ذلك.

اقتحم المسلحون الوحدة، وأضرموا النيران في سيارات وغُرف تحوي ملفات لسيارات المواطنين، وتحول المشهد إلى جحيم.. تحولت وحدة المرور إلى نيران وأدخنة ودمار.

سريعًا، وصلت إمدادات من قوات الأمن المركزي ومباحث حلوان، وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين، وألقت القبض على 8 منهم، أحدهم كان يختبئ بسلاح آلي خلف المسجد، وفرّ بقيتهم هاربين.

نُقل المجند في حالة خطرة إلى المستشفى، لكن فاضت روحه أثناء محاولات إسعافه، ليُكتب بين شهداء الوطن في شهر رمضان، على يد الإرهاب الأسود.

أغلق زملاء المجند، المسجد وقتها، حتى لا تدوس الأقدام دمائه الطاهرة، وتولوا مهمة إزالة آثار الدماء، ثم أُعيد فتحه مرة أخرى، وبقيت آثار الطلقات شاهدة على الجريمة المأسوية.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل