المحتوى الرئيسى

«مولانا» يكشف النقاب عن قضايا شائكة

01/17 20:06

لا خلاف أن دخول فيلم من تأليف الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى يجعل المشاهد مهيأ نفسياً لرؤية فيلم مفحم برائحة المعارضة، الكاتب الذى يقف على يسار السلطة دائماً وينتقد الأوضاع السياسية دون حسابات، فى رواية «مولانا» أراد إبراهيم عيسى أن يكشف النقاب عن قضايا كثيرة شائكة مثل العنف الذى يسيطر على المجتمع المصرى وتكفير الآخر لمجرد الخلاف فى الرأى والتشيع والبعثات التبشيرية فى المسيحية، لم يدرك مجدى أحمد على مخرج الفيلم أن تقديم هذه القضايا فى فيلم واحد أمر صعب على المتلقى لأنها سوف تكون أشبه بجرعة مكثفة لمريض فى حالة حرجة.

تدور قصة الفيلم حول «حاتم الشناوى» الذى عرف الطريق إلى الفضائيات بالصدفة وفى غمضة عين أصبح نجما تطارده الأضواء القريبة والبعيدة، جسد الدور عمرو سعد والحقيقة أنه حاول كثيراً التمرد على أعماله السابقة واكتشاف نفسه من جديد. اعتمد عمرو على نفسه فقط، ولذا لم يقدم جديدا فى الأداء وظهر متقمصاً أداء أحمد زكى، ذلك الفنان الذى أصبح عقدة هذا الجيل رغم الرحيل، لم يساعد مجدى أحمد على لأنه مخرج تقليدى جداً، فلا توجد صورة مبهرة ولا توجد حركة للكاميرا جاذبة للانتباه، فى لحظات كثيرة حاول عمل بانوراما بالكاميرا مثل استعرض مبنى المسجد من أسفل إلى أعلى وهذا تكرر فى أعمال كثيرة. اقترب الفيلم من قضايا عديدة أبرزها العلاقة بين المسلم والمسيحى وكشف السيناريو عن أنها علاقة فى ظاهرها الرحمة والمحبة وفى باطنها العذاب، ففى مشهد يحدث الانفجار فى الكنيسة وبعد ذلك يذهب وفد من شيوخ الأزهر لتقديم واجب العزاء ومشاركة المسيحيين أوجاعهم فيقرر المسيحيون الرد بالحجارة، يحسب للرقابة على المصنفات الفنية بكل تأكيد تمرير هذا الفيلم الذى يكشف أن الوحدة الوطنية فى مصر مجرد شعار وصورة تجمع بين الشيخ والقسيس وتنهى بالتعليق على الجدار.

جاء الحوار فى فيلم «مولانا» ضعيف إلى حد كبير خاصة الذى جمع بين الشيخ حاتم الشناوى ورجال أمن الدولة، اعتمد الحوار على المباشرة والخطابة وهذا أفقد العمل جماليات كثيرة، كما أن شخصية الشاب المضطرب الذى يرتبط بعلاقة قرابة بالنظام جاء بناؤها الدرامى هشا جداً وقد جسد الدور أحمد مجدى أحمد على نجل المخرج وكان أداؤه باهتاً إلى حد كبير، العنصر النسائى فى الفيلم حضر بلا طعم، فقد أدت درة دور زوجة الشيخ حاتم ولم تقدم انفعالا جديدا مختلفاً عن أدوارها السابقة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل