المحتوى الرئيسى

«سخان الغاز» القاتل الصامت.. كيف تطرد شبح الموت من بيتك؟ - ساسة بوست

01/17 15:07

منذ 1 دقيقة، 17 يناير,2017

في أقل من شهر، سجَّل المغرب على الأقل 21 حالة وفاة بسبب «سخان الغاز» علاوة على إصابات الاختناق، وذلك في سلسلة متوالية من الحوادث، كان أخطرها وفاة أسرة كاملة، بأفرادها الستة، في مدينة الخميسات، جراء استنشاق الغاز المتسرب من سخان الماء، وقبلها بأيام أودى الغاز المتسرب من السخان بحياة أربعة أفراد من عائلة في مدينة إفران.

وتتكرر حوادث الغاز  بشكل شهري تقريبًا ليس فقط في المغرب، وإنما في العديد من البلدان العربية، ولاسيما في فصل الشتاء الذي يكثر فيه استخدام سخانات الماء، وعادة ما تمر مثل هذه الفواجع كحوادث قدرية لا تستدعي الاهتمام الرسمي فبالأحرى المدني، مما يحول دون البحث عن الأسباب أو تحديد المسؤوليات ناهيك عن اقتراح الحلول، لمنع تكرارها أو حتى التقليل منها.

وتعتبر سخانات الماء التي تعمل بالغاز مسؤولة عن نسبة %80 من حالات الاختناق بتونس والمغرب وبلدان عربية أخرى، فيما تتوزع النسب الباقية على وسائل التدفئة وقارورات الغاز الخاصة بالطهي.

كيف يحدث الاختناق بسبب سخانات الغاز؟

يلجأ الناس خلال موسم الشتاء إلى سخانات الماء بشكل مكثف، وفي غياب إجراءات السلامة، تحصل أحيانًا بعض الحوادث المميتة بسبب تسرب الغاز من السخان.

وعندما يحدث خلل في السخان، فإنه ينتج أثناء اشتغاله غاز أحادي أكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد الكربونية، وهو غاز خطير بعكس ثنائي أكسيد الكربون غير المضر، حيث يقلل بشدة عند استنشاقه من كمية الأكسجين المحمولة للأنسجة في الجسم، بالنظر إلى أن له قابلية أعلى من الأوكسجين للارتباط بالهيموجلوبين (عربات النقل في الجسم) بـ200 مرة، مما يعرض الجسد البشري بشكل سريع إلى نقص إمداد الأعضاء الحيوية بالأكسجين.

وما يزيد خطورة هذا الغاز أنه لا لون له ولا طعم ولا رائحة، بحيث لا يدرك الشخص العادي وجوده، إلا بعد أن يتسمم بهذا الغاز بصورة تدريجية، تظهر علاماته من خلال صداع وتشوش ذهني ونقص في الرؤية قبل الإغماء ثم الوفاة، وتحدث كثيرًا حالات الاختناق حتى الموت أثناء النوم بسبب التسمم بهذا الغاز. وتكفي نسبة تركيز % 0.1 من أحادي أكسيد الكربون في الهواء ليكون مميتًا خلال ساعة واحدة.

ويرتفع خطر تأثير هذا الغاز على المسنين والرضع والنساء الحوامل، بالإضافة للمصابين بفقر الدم، ومرضى القلب والشرايين، ومرضى الجهاز التنفسي.

يخلف سخان الماء ضحايا بشكل متواصل في بلداننا، بعكس أوروبا التي لا نسمع عن مثل هذه الحوادث فيها، وذلك لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية ترتبط بالمنطقة.

افتقاد سخانات الغاز لشروط السلامة

تأتي غالبًا السخانات الرائجة في السوق من الصين، وهي أجهزة من المعروف أنها مفتقدة للجودة وشروط السلامة، كما تأتي أيضًا هذه السخانات من أوروبا، إلا أن العديد منها لا يخضع لمعايير السلامة الوطنية، مع العلم أن مواطني البلدان الأوروبية لا يستعملون سخانات الماء العاملة بالغاز. ويزداد الأمر سوءًا عندما يلجأ الناس لشرائها في أسواق الخردة لرخص ثمنها، إلا أن قدمها يجعل مستوى السلامة بها متدنٍ جدًا.

إضافة لذلك، تستعمل معظم البلدان العربية غاز «البروبان» المملوء في القارورات غير المؤمنة، وهو غاز أكثر قابلية للانتشار والاشتعال من الغاز الطبيعي، بخلاف الوضع في أوروبا، حيث يتم إمداد الغاز الطبيعي بواسطة الأنابيب المجهزة بقواطع تعمل بشكل أوتوماتيكي في حالة التسرب، بدل القنينات.

تتسبب ثقافة الإهمال السائدة في مجتمعاتنا في مخاطر قاتلة في بعض الأحيان نتيجة التخلي عن إجراءات السلامة، على سبيل المثال، تحتاج سخانات الغاز بين الفينة والأخرى إلى معاينة المهني المختص، للتأكد من سلامة السخان وصلاحيته، إذ تحتاج الخراطيم الموصلة للغاز إلى الاستبدال بعد مدة معينة.

كما أن توكيل تركيب السخان إلى من ليس له اختصاص بالجهاز يؤدي إلى تثبيته بطريقة سيئة وفي المكان الخاطئ بوضعه داخل الفضاءات المغلقة، مما يزيد من خطر وقوع حوادث خطيرة.

ناهيك عن أن غياب نظام لمعايير السلامة من طرف الدولة، تلتزم بموجبه بمنع استيراد وتسويق سخانات الغاز الفاقدة لشروط السلامة، يفاقم من حالات الاختناق نتيجة تهاون السلطات في حجز الأجهزة غير المناسبة. مثلما تتهاون السلطات الصحية في إسعاف المصابين الذين تعرضوا للاختناق أو الحرائق بشكل سريع قبل وفاتهم.

يحث المختصون المواطنين لتجنب حوادث تسرب الغاز المميتة باتباع مجموعة من التوجيهات، بغاية تقليل خطر الإصابة، خاصة مع ارتفاع حالات الاختناق بشكل ملحوظ في المغرب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل