مؤتمر باريس .. فرحة ما تمت
انتهت أعمال المؤتمر الدولي للسلام المقام في باريس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا في بيانه الختامي ضرورة حل الدولتين دون تحديد جدول زمني وآليات لتنفيذ هذه القرارات ما جعله مخيبيا للآمال بحسب مراقبين.
وانطلقت أمس الأحد أعمال مؤتمر باريس الدولي للسلام بمشاركة وزراء خارجية وممثلين عن سبعين دولة، لبحث آليات تنفيذ المرجعيات الدولية وإمكانية عقد المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالتزامن مع تحركات الجالية اليهودية في فرنسا لرفض انعقاد المؤتمر.
ويأتي هذا الاجتماع قبل خمسة أيام من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي تثير مواقفه من القضية قلقا لدى عدد من الأطراف المعنية بالملف.
وكان ترامب قد تعهد بانتهاج سياسات موالية لإسرائيل بشكل أكبر ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب والموجودة فيها منذ 68 عاما إلى القدس مرسخا تقريبا المدينة كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية.
ووفق مسودة البيان الختامي، فإن مؤتمر باريس يعتمد حدود عام 1967 بين الطرفين، ويشدد على عدم شرعية الاستيطان. ويطالب أيضا بإقرار مبدأ حل الدولتين كمرجعية لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
ودعت الدول المشاركة في المؤتمر طرفي النزاع إلى "برهنة تمسكهما بحل الدولتين وذلك من خلال اعتماد سياسات وأفعال واضحة تدعم هذا الحل".
وأعرب المجتمعون عن ترحيبهم "بكل أشكال التعاون بين اللجنة الرباعية وجامعة الدول العربية وباقي المكونات التي تعمل على أهداف هذا البيان".
وتحفظت السلطات البريطانية على نتائج مؤتمر السلام في باريس ورفضت التوقيع على البيان الختامي الصادر عنه باعتبار أنه سيؤدي إلى "تشديد المواقف".
كما هاجم الكيان الصهيوني المؤتمر الذي وصفه بأنه "خدعة"، في إطار مبادرة فرنسية انطلقت قبل سنة لتعبئة المجتمع الدولي حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي وحض الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مؤتمر باريس "يعيد عجلة السلام إلى الوراء"، ووصفه بأنه "عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل".
وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان عضو لجنتها المركزية محمد اشتية، أن نجاح مؤتمر باريس مرتبط بتأكيده على تشكيل لجنة متابعة والخروج بإطار زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني غازي فخري، إن مؤتمر باريس خرج بنتائج إيجابية لكن لم يضع لها آليات جادة لتنفيذ هذه الإيجابيات، لافتا إلى أن الدولة الفلسطينية حصلت على قرارات دولية كثيرة ووثائق مسجل بمجلس الأمن لكن الاحتلال لم يلتزم بها.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن قرار المؤتمر بحل الدولتين نقطة مهمة واعتماد حدود عام 1967، لكن على العالم أن يقدم نموذجا إيجابيا بالضغط على الكيان الصهيوني، واستصدار نظام عقوبات وفقا للقانون الدولي ضد إسرائيل فيحال عدم التزامها بالقرارات الدولية.
ولفت عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إلى أن موافقة 69 دولة من الذين شاركوا في المؤتمر على البيان الختامي واعتراض دولة واحدة وهى بريطانيا من أهم النقاط الإيجابية التي تشير إلى أن العالم لم يعد يقبل الممارسات غير الإنسانية للكيان الصهيوني.
وطالب فخري الشعب الفلسطيني باستغلال موجة الغضب العالمي ضد إسرائيل، من خلال تصعيد أكبر للانتفاضة ومقاومة الاحتلال بشتى الطرق الممكنة، مؤكداً أن العالم لابد أن يرى ثورة من الفلسطينييين على المحتل الإسرائيلي الذي يريد اقتلاع جذور الدولة الفلسطينية.
فيما رأى المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب، أن مؤتمر باريس جاء مخيبيا للآمال في بيان الأخير والذي يتضح منه الضغوط التي مورست من الحركة الصهيونية لتغيير الوجه النهائي لهذا المؤتمر، ليصبح كأن لم يكن، قائلاً" تمخض الجبل فولد فأراً".
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه كان يتوقع من المؤتمر مخرجات تحدد جدول زمني لإنهاء الاحتلال وحتى أقل التقديرات الاعتراف بالدولة الفلسطينية كردة فعل لعدم قبول الاحتلال المشاركة في هذا المؤتمر.
Comments