المحتوى الرئيسى

البحرين.. خروقات حقوق الإنسان تهدد استقرار البلاد

01/16 17:36

أفاد مركز البحرين لحقوق الإنسان بأنه لم يتم إطلاع المتهمين الثلاثة بتنفيذ حكم الإعدام الذي جاء "مفاجئا" بالنسبة إليهم، كما أعلن المركز استنادا إلى تصريحات ذوي الرجال الثلاثة.

ويرفع المركز اتهامات قوية بشأن ظروف اعتقال الأشخاص الثلاثة والمحاكمة التي جرت ضدهم. وتفيد الاتهامات بأن الأشخاص الثلاثة تعرضوا بعد اعتقالهم في مارس 2014 للتعذيب من خلال الضرب والصعق الكهربائي والاعتداء الجنسي. وأعلن المركز على موقعه الالكتروني بأن المحاكمة كانت "ظالمة"، دون تقديم إيضاحات إضافية حول هذا الاتهام. وتشمل الانتقادات رفض المحكمة أو تجاهلها لاتهامات التعذيب.

وعمليات الإعدام هذه هي الأولى في البحرين منذ 2010. سيد أحمد وداعي، مدير المعهد البحريني لحقوق الإنسان وصف الإعدام "كتهديد للأمن في البحرين والمنطقة".

ويمثل الشيعة 70 في المائة من مجموع سكان البحرين، فيما يبقى أفراد العائلة المالكة من السنة. ويشعر الشيعة منذ مدة بأنهم مهمشون، وتحصل من حين لآخر اشتباكات بين متظاهرين شيعة وقوات الشرطة.

منظمة العفو الدولية وكذلك هيومان رايتش ووتش أشارتا سابقا بصفة متكررة لخروقات حقوق الإنسان في البحرين. وفي تقريرها لعام 2017 تحدثت منظمة هيومان رايتس ووتش عن تدهور "واضح" لوضع حقوق الإنسان في البحرين منذ منتصف 2016. وفي تلك الفترة قامت السلطات البحرينية بحل أهم قوة سياسية معارضة باسم "الوفاق" التي اعتُقل زعيمها الشيخ علي سلمان إلى جانب ناشطين في الدفاع عن حقوق الإنسان.

وصدر حكم السجن بحق الشيخ علي سلمان لمدة تسع سنوات بعد استئناف حكم بثلاثة أعوام من السجن. وتحدثت هيومان رايس ووتش عن "هجوم منسق على حرية التعبير والتجمع". وهذا يوضح أن "وضع حقوق الإنسان تدهور بوضوح"، وبالتالي فإن إيجاد حل سياسي للاضطرابات الداخلية في البحرين يبدو "بعيد الاحتمال أكثر". ووصفت منظمة العفو الدولية من جهتها الحكم الصادر بحق الشيخ علي سلمان بأنه "مثال إضافي على عدم احترام البحرين الواضح للحق في حرية التعبير".

جانب من مشهد احتجاجات في المنامة ضد حكومة البحرين

ويقبع منتقدون ومعارضون آخرون للحكومة في سجون البلاد. الناشط نبيل رجب مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان يوجد في السجن منذ يونيو 2016. وهو مهدد بالاعتقال لمدة 15 عاما، ويُتهم بدعم الانتقاد الموجه للحملة العسكرية التي تقودها العربية السعودية في اليمن.

وفي الـ 22 من ديسمبر 2016 وجه رجب في صحيفة "لوموند" الفرنسية رسالة مفتوحة لحكومتي فرنسا وألمانيا. وفي مقدمة الرسالة يدعو الحكومتين إلى مراجعة علاقاتهما مع البحرين، وأوضح أن محاكمته ليست أمرا غير معتاد، وقال "إن الآلاف من البحرينيين يقبعون في السجن، لأنهم انتقدوا الحكومة وتظاهروا ضدها". كما أنه انتقد المملكة العربية السعودية، وهي حليف وثيق للبحرين.

وتشهد البحرين اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج فيها اندلعت في شباط/فبراير 2011 وقادتها الغالبية الشيعية مطالبة بإقامة ملكية دستورية في هذه المملكة التي تحكمها عائلة سنية.

وكانت محكمة التمييز البحرينية ثبتت الاثنين أحكام الإعدام بحق الأشخاص الثلاثة إضافة إلى أحكام بالسجن المؤبد بحق سبعة آخرين دينوا بالتورط في القضية ذاتها.

حكمت محكمة الاستئناف العليا في البحرين بتثبيت حكم السجن تسع سنوات بحق أمين عام جمعية الوفاق المنحلة علي سلمان. وأدين سلمان بعدة تهم منها "الترويج لتغيير النظام بالقوة" و"إهانة هيئة نظامية". (12.12.2016)

أعلنت وزارة الداخلية البحرينية وقوع هجوم مسلح على أحد السجون، ما أسفر عنه مقتل شرطي وفرار عدد من المحكومين في قضايا إرهابية. (01.01.2017)

وقالت النيابة العامة إن اثنين من المحكوم عليهم شكلا "جماعة إرهابية ضمن تنظيم سرايا الاشتر الإرهابي، ونجحا في تجنيد المتهمين الآخرين".

والضابط الإماراتي الذي قتل في التفجير كان أول عنصر امن أجنبي يقتل في البحرين حيث تقوم قوة خليجية بقيادة السعودية منذ آذار/مارس 2011 بدعم قوات الأمن في تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية التي أطلقتها الأغلبية الشيعية.

وكثفت السلطات البحرينية محاكمة وملاحقة معارضيها منذ قمع الحركة الاحتجاجية. ورغم تراجع وتيرة العنف في الأعوام الأخيرة، لا يزال القضاء يصدر عقوبات قاسية بحق المعارضين. كما أن هذه الأحكام تكون مرفقة أحيانا بقرار إسقاط الجنسية.

وأصدرت أربع منظمات حقوقية أخرى، بينها مركز البحرين لحقوق الإنسان بيانا مشتركا اعتبرت فيه أن المدانين الثلاثة "ضحايا تعذيب وحكم عليهم بالإعدام اثر محاكمة ظالمة".

واعتبر الاتحاد الأوروبي المعارض لعقوبة الإعدام "مهما كانت الملابسات"، أن هذه الإعدامات في البحرين تشكل "تراجعا بعد أن كان البلد أوقف تنفيذ أحكام الإعدام" منذ نحو سبع سنوات.

وفي لندن أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون مجددا "معارضة بريطانيا لعقوبة الإعدام" وأعلن انه تطرق إلى مسألة أحكام الإعدام مع الحكومة البحرينية.

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (61 عاماً) يسجل سابقة في العالم العربي بتسليم السلطة سلمياً، رغم أنه كان قد ستولى على السلطة عام 1995 بعد الإطاحة بأبيه الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي كان بدوره قد أنقلب على ابن عمه الشيخ أحمد عام 1972. وجاءت هذه الخطوة في الوقت الذي يتشبث فيه الحكام العرب، سواء كانوا من الملوك أو الأمراء أو الرؤساء، بالسلطة حتى الرمق الأخير من حياتهم، حتى لو كانوا على فراش الموت.

في دول الخليج التي يحكم معظمها كهول تجاوزوا الستينات والسبعينات والثمانينات من عمرهم ويرث عروش بعضهم أمراء من الفئة العمرية ذاتها، لاشك أن تولي الشيخ تميم (33 عاماً) الحكم بهذا الشكل من شأنه أن يثير حسد واهتمام الشبان من أفراد الأسر الحاكمة في مختلف أرجاء منطقة الخليج، خاصة الذين نفد صبرهم ترقباً لتولي المناصب العليا.

تنتقل الخلافة بين أبناء الملك عبد العزيز آل سعود على أساس السن والخبرة ومكانته داخل العائلة، ما يجعل تولي المناصب العليا من نصيب الكهول الذين ينتظرون طويلاً وفاة من هم أعلى منهم في المنصب، فالملك الحالي عبد الله يبلغ 90 عاماً وخضع لعدة عمليات، لكنه لم يفكر في نقل السلطة بعد...

الملك عبد الله نفسه كان قد أنتظر أكثر من عشر سنوات ولياً للعهد، قضاها أخيه الملك فهد على فراش المرض، بعد أن أُصيب بجلطة في عام 1995 حتى وفاته عام 2005...

ولي العهد السعودي الحالي، الأمير سلمان بن عبد العزيز يبلغ من العمر 82 عاماً، مازال ينتظر نحب أخيه، وكان قبله قد توفى اثنان من ولاة العهد قبل أن يتسلموا العرش، وهم الأمير نايف والأمير سلطان. وحتى الرجل الثالث في الأسرة الملكة، الذي تشير التوقعات إلى أنه مرشح لمنصب ولي العهد، قبل أن يصبح ملكاً بعد عمر طويل، وهو الأمير مقرن، يناهز عمره السبعين عاماً.

وفي سلطنة عمان يحكم السلطان قابوس البالغ من العمر 72 عاماً البلاد منذ 43 عاماً، ولم يختر خليفة له بعد ومن غير المعروف من ستولى بعده العرش، في ظل أنباء عن عدم وجود ذرية له. السلطان قابوس كان قد وصل إلى الحكم بعد انقلابه على أبيه سعيد بن تيمور عام 1970، وبالتالي فليس هناك من خوف من أن تتكرر مأساة الأب للابن.

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد (84 عاماً) عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط وهو على فراش المرض قبل تجريده من المنصب. أما ولي العهد الحالي الشيخ نواف الأحمد الصباح فيبلغ من العمر (75 عاماً). وتظهر من وقت لآخر تسريبات عن حالته الصحية.

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة من مواليد 1950، تولى الحكم بعد وفاة والده عام 1999. كان قد تولى منصب ولي العهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً...

أما ولي عهد ملك البحرين وخليفته المنتظر فهو ولده الشيخ سلمان من مواليد 1969، ولا توجد مؤشرات على نقل السلطة إليه قريبا، لاسيما وأن مملكة البحرين شهدت ومازالت تشهد أحداثا سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة، لولا تدخل قوات درع الجزيرة.

نرشح لك

Comments

عاجل