شاه إيران.. اتهمه ناصر بالخيانة وأقام له السادات جنازة شعبية

العلاقات المصرية الإيرانية دائمًا ما توصف بالتوتر وأحيانًا القطيعة التامة، بدأت إبان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالعداء الشديد، إذ كان الشاه محمد رضا بهلوي، يمد المعسكر الإسرائيلي بالنفط الإيراني، في حرب الاستنزاف من العام 1967 حتى 1970، فالعلاقة بينهما لم يكن أولها إمدادات الأخير بالبترول لإسرائيل، بل كانت آخرها، فالبداية كانت عام 1960، حين قرر الشاه إقامة تمثيل دبلوماسي كامل بين إيران وإسرائيل، وهو ما اعتبره الزعيم قد يُتخذ ذريعة لاتخاذ دول إفريقية وإسلامية أخرى نفس المنهج، لذا شرع في تقريع الشاه في بيانه الشهير، الذي حذره فيه من أن تكون نهايته مماثلة للعملاء وخدم الأمريكان، لذا كان من طبيعيًا أن يستنجد الإمام الخوميني في ثورته ضد الشاه بناصر الذي يُعد الزعيم العربي الوحيد الذي أيد حركته.

وبموت جمال عبد الناصر وتقلد الرئيس السادات الحكم، عادت العلاقات ببهلوي بشكل يتسم بالمحبة الشديدة، فبعد نجاح الانقلاب عليه لم يجد مكان يأويه سوى مصر، ففي مثل هذا اليوم من 1979 استضافته مصر ، دون النظر لمآل العلاقات مع النظام الجديد بإيران، وبعد وفاته في السابع والعشرين من يوليو لعام 1980، أقيمت له جنازة عسكرية لتشييعه، وتقدم وقتها الرئيس الراحل الصفوف، على الرغم من أن وصية بهلوي أن يدفن إلى جوار والده بمسجد الرفاعي بالقاهرة، في إطار جنازة بسيطة.

يُذكر أن بهلوي تُوفي عن عمر ناهز الستون، بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، بعد صراع مع مرض سرطان الغدد الليمفاوية، وحضر جنازته إلى جانب السادات، الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، وملك اليونان السابق قسطنطين الثاني.