المحتوى الرئيسى

3 أسباب تقلل فرص نجاح زراعة القمح على دورتين

01/16 10:16

❏ تهديد المحاصيل الشتوية.. وتوفير كميات مضاعفة من المياه.. أبرزها

قلل عدد من الشركات الزراعية والمحللين من جدوى تطبيق تجربة زراعة القمح مرتين فى الموسم الواحد، بدلاً من مرة واحدة حاليا، مستبعدين أن يحقق ذلك التوجه الاكتفاء الذاتى من القمح خلال 5 أعوام، وفقا لمستهدفات وزارة الرى.

وحدد المحللون 3 أسباب رئيسية تهدد نجاح التجربة، أولها تأثيرها السلبى على المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية، وثانيها صعوبة توفير كميات ضخمة من مياه الرى تمكن من زراعة القمح على عروتين «مرتين فى الموسم الواحد»، وأخيرا ما تتطلبه تلك التجربة من مجهودات تعريفية وتوجيهية جديدة للمزارعين.

وأعلنت الحكومة ممثلة فى المركز القومى لبحوث المياه، التابع لوزارة الرى، عن نجاح تجربة زراعة القمح على عروتين بطريقة "التبريد"، لأول مرة فى تاريخ الزراعة المصرية.

وبحسب المعمول به يتم زراعة القمح فى عروة واحدة فى الفترة من ديسمبر حتى مايو، ولكن وفقا للتجربة الجديدة سيتم زراعته على عروتين الأولى تبدأ فى سبتمبر وتنتهى فى منتصف يناير، فيما تبدأ الثانية منتصف يناير ويتم حصادها منتصف مايو، الأمر الذى تم تطبيقه فى 5 مزارع بحثية فى عدة محافظات منها الشرقية وكفر الشيخ.

وتعتمد التجربة الجديدة على تبريد تقاوى القمح لمدة 40 يوما فى درجات حرارة منخفضة باستخدام ثلاجات، بما يكسبها قدرة على سرعة الإنبات خلال عروتين، بدلا من البرودة التى يوفرها فصل الشتاء فى المناخ الطبيعى.

فى البداية، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة والرى بجامعة القاهرة، أن زراعة القمح مرتين فى الموسم، لن يرفع معدلات الإنتاج بالشكل المتوقع، خاصة أن الفدان ينتج بالطريقة الحالية نحو 17 أردبا، ومع تطبيق التجربة الجديدة سيرتفع إلى 20 أردبا فقط مقسمة إلى 10 أرادب بكل عروة.

وأوضح نور الدين أن مصر شهدت مؤخرا، ارتفاعا ملحوظا فى درجات الحرارة خلال سبتمبر، بما سيقلل من إنتاجية فدان القمح، والذى يحتاج إلى مناخ بارد لرفع جودته وزيادة إنتاجه.

ولفت إلى أن التوسع فى زراعة القمح، باستحداث عروة جديدة خلال سبتمبر، سيلحق الضرر ببعض المحاصيل الشتوية المهمة التى تزرع مبكرا، مثل البقوليات والخضراوات، وعلى رأسها البسلة والفاصوليا والبطاطس والعدس والفول والشعير. وحذر نور الدين من تراجع مساحة محصول البرسيم الذى يعد واحدا من أهم مدخلات إنتاج الثروة الحيوانية، وأكثر محصول يزيد خصوبة التربة، إذ تتم زراعته قبل القمح للاستفادة من تلك الميزة النسبية.

وتعجب من قيام وزارة الرى بتبنى المشروع وإنجازه، دون الرجوع والتعاون مع وزارة الزراعة، خاصة أن الباحثين فى الرى أغلبهم خريجى كليات الهندسة.

وقدم نور الدين روشتة لزيادة إنتاج القمح، من بينها التوسع فى زراعته فى الأراضى القديمة، فضلا عن تخصيص مساحات كبيرة من أراضى المشروعات الجديدة لزراعته، ونقل زراعة البرسيم إلى الصحراء، مطالبا بعودة نظام الدورة الزراعية والتوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا؛ لإنتاج الزيوت والأعلاف التى تستورد مصر أغلب احتياجاتها منها.

وأكد مصطفى النجارى، رئيس مجلس إدارة شركة "الفواكه الطازجة"، أن التوسع فى تجربة زراعة القمح على عروتين يتطلب توفير كميات متضاعفة من المياه، الأمر الذى يصعب تنفيذه.

وتتطلب زراعة فدان القمح الواحد توفير نحو 4000 متر مكعب من المياه، ومع طول فترة الزراعة على عروتين مقارنة بالطريقة الحالية، سترتفع الكميات المطلوب توافرها من مياه الرى.

وأوضح النجارى أن تطبيق التجربة يلزمه إعادة تعريف وتوجيه المزارعين بمواعيد الزراعة الجديدة، وطرق تبريد التقاوى.

وقال عادل الغندور، رئيس شركة "فنتك" الزراعية، إن زراعة محصول القمح على دورتين سيواجه تحديات تعيق فرص نجاحه، أبرزها عدم توافر مياه رى كافية، مضيفا أن التجربة الجديدة ستكون ملائمة أكثر فى الأراضى القديمة وليس الصحراوية ولا الجديدة.

وتبلغ إجمالى المساحات الزراعية فى مصر نحو 8.5 مليون فدان من بينها 5.5 أراض قديمة و3 ملايين فدان أراض صحراوية.

وأشار الغندور إلى أن نجاح تلك التجربة يتطلب توافر مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية، لافتا إلى أن قرار الحكومة بتطبيق زراعة القمح على دورتين متتاليتين سيقلص من مساحة الزراعة الصيفية، خاصة محصول الذرة الصفراء والأرز والخضراوات مثل الطماطم والبسلة والبقوليات مثل الفاصوليا وكذلك البطاطس.

وتستورد مصر ما يقرب من 10 ملايين طن قمح، تمثل %50 من استهلاكها، وتصنف الدولة الأولى فى استيراد القمح، بينما تنتج نحو 9.5 مليون طن قمح، من إجمالى 3.2 مليون فدان يتم زراعتها.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل