المحتوى الرئيسى

الفقر ينهش جسد سيدي بوزيد التونسية بعد 6 سنوات من الثورة

01/15 23:31

على بعد أمتار قليلة من الموقع الذي أحرق فيه محمد البوعزيزي البائع المتجول نفسه في بمدينة سيدي بوزيد التونسية ينتشر ما تبقى من رفاقه الباعة على أمل تحصيل "دنانير" بسيطة لمواجهة أعباء الحياة الصعبة في ظل أوضاع اقتصادية لم تتحسن رغم ثورة نجحت في الإطاحة بزين العابدين بن علي لكنها فشلت حتى الآن في تحقيق أحلام البسطاء بالعيش الكريم.

ست سنوات مرت على اندلاع ثورة "الياسمين" في تونس، التي حملت وعوداً بغد أفضل لأبناء سيدي بوزيد وغيرها من المدن التي انتفضت من أجل الحرية إلا أن رياح الأوضاع الاقتصادية لم تأت بما تشتهي سفن أهالي المدينة بتحسين الظروف المعيشية، وتوفير فرص عمل للعاطلين.

بالقرب من ساحة الثورة التي أحرق فيها البوعزيزي نفسه ليطلق شرارة ثورة الياسمين ومن ثم الربيع العربي بالقرب من هذه الساحة رصدت "الجزيرة مباشر" الوضع في المدينة التي يمكنك بسهولة أن ترى على جدرانها الشعارات المطالبة بالتشغيل والتنمية والعدالة والوحدة الوطنية، لكن سيدي بوزيد 2017 بدت بلا روح أو زخم ثوري .

"عادل الدالي" أحد سكان المدينة يعمل موظف حكومي قال لـ "الجزيرة مباشر" إن الأهالي لم يحصدوا أي ثمار للثورة حتى الآن ففي سيدي بوزيد التي يبدو عليها البساطة الشديدة لا تتوافر فيها أبسط مقومات الحياة كمستشفى متخصص أو بنية تحتية جيدة مستنكرا التجاهل الحكومي للولاية ، لكن الدالي أكد أن الأمل باق وأن الشعب وحده هو من سيصنع التغيير.

أما صابر ولد أحمد ويعمل سائق فقد أكد لـ"الجزيرة مباشر" أن الوضع يتجه من سيئ إلى أسوأ مع ازدياد معدلات البطالة وارتفاع الأسعار وركود نشاط نقل البضائع واستمرار حالة الكساد التي تضرب الأسواق مشيرا إلى أن عصر "بن علي" كان أفضل بكثير على حد وصفه.

في سياق متصل اعتبر "صابر العبدولي - عاطل عن العمل- أن الثورة المضادة هي التي انتصرت بعد عودة المنظومة القديمة للحكم مع تولي الرئيس الحالي الباجي  قايد السبسي رئاسة البلاد على حد تعبيره. 

وفي السياق قال "ناصر أولاد أحمد" للجزيرة مباشر وهو مدرس بمدرسة ثانوية قال إن الفترة التي تلت الثورة كانت بمثابة فرصة ذهبية لاستغلال الزخم الحادث آنذاك والنهوض بالأوضاع في سيدي بوزيد لكنه قال إن غياب الإرادة السياسية الحقيقية للتنمية كان السبب في بقاء الوضع كما هو عليه مشيرا إلى أن ممارسات ما قبل الثورة عادت من جديد على حد تعبيره.

وتبلغ مساحة سيدي بوزيد 6994 كم مربع وتقع وسط البلاد وتعد الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيس في الولاية فيما تشير إحصائيات المعهد التونسي للإحصاء أن عدد سكانها يقدر بنحو 430 ألف نسمة، وترتفع نسبة الأمية إلى حدود 29.2 بالمائة، فيما تقدر نسبة البطالة بـ 17.7 بالمائة ويمثل خريجو الجامعات ومؤسسات التعليم العالي 57.1 من إجمالي العاطلين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل