أمم أفريقيا: الكاميرون تدفع ثمن إضاعة أسهل الفرص

لو تكررت مباراة الكاميرون وبوركينا فاسو عشر مرات اخرى ما فقد الفريق الكاميروني فوزه.. ولم يكتف منتخب الكاميرون بإضاعة الفرص ولا بالاستعراض ولكنه أطاح بكل سيطرته على المباراة العجيبة التي انتهت بالتعادل 1-1 وضاعت على الأسود نقطتان بينما استحق لاعبو بوركينا فاسو ومدربوه تبادل التهنئة بنقطة التعادل عقب اللقاء.

حذر شديد من الفريقين في بداية اللقاء مع ندرة هجومية عددا وضغطا وزمنا حتى مرت 15 دقيقة بلا خطر حقيقي في جانبي الملعب.. والكرة الوحيدة التي اشعرتنا بكرة القدم كانت من ركلة حرة بعيدة وذهبت الكرة العرضية مباشرة نحو الحارس الكاميروني اليقظ فابعدها برد فعل ممتاز ولكنه أعادها في طريق البوركيني باكارى كونى داخل المنطقة والمرمى خال فأودعها الأخير كأحسن مدافع خارج المرمى.

تحول خططى تدريجي مؤثر لمصلحة الكاميرون مع تدنى بدنى ملحوظ في مستوى بتروبيا نجم بوركينا فاسو فخسر كل العاب الالتحام أو السباقات الثنائية.. واستفاد الكاميرونيون من المساحات بفضل تحركات بارعة للجناح الايمن باسجوج وتقارب زوما وموكاندجو وتفاهمهما العالي امام منطقة الجزاء.. وتفتحت الثغرات تباعا ولولا انانية باسكوم نجى وامتياز الحارس البوركيني هيرفي كوفي لتغيرت النتيجة.

أثمر الضغط في الدقيقة 34 وجاء الهدف المتوقع للكاميرون من ركلة حرة مباشرة نفذها موكاندجو على غرار العاب الارجنتيني ميسى بتسديدة مباشرة في المكان الخالي من الحائط.. ووقع الحارس كوفي في خطيئة التحرك في الاتجاه العكسي للكرة فور انطلاقها فعجز عن اللحاق بها عندما عاد الى المكان الصحيح.

سيطرة كاملة لمنتخب الكاميرون المتقدم في الجزء الباقي من الشوط الاول ثم مع مطلع الشوط الثاني.. وضاعت سلسلة من الفرص بينها اثنتان بين الأسهل في عالم كرة القدم سواء مع انفراد تام لباسجوج من قبل خط الوسط أى من مسافة 60 مترا دون أى ممانعة دفاعية.. ولكن باسجوج لم يحسن السيطرة على الكرة فطالت لمسافة قصيرة لينفذ الحارس كوفي تدخلا تاريخيا بقدمه خارج منطقة الجزاء ويمنع الهدف.. ثم كانت تسديدة زوما الهائلة التى ردها الحارس بصعوبة لتسقط أمام كلينتون نجى وحده والمرمى الخالي فسدد برعونة بعرض الملعب.

فجأة وبدون مقدمات حاول اكثر من لاعب كاميروني استعراض مهاراته الفردية دون داع في وسط الملعب مما استثار لاعبي بوركينا فاسو وايقظ داخلهم حماسة ضائعة فعادوا بقوة الى المباراة في ربع الساعة الأخير.. وجاء هدف التعادل من خطأ كارثي لحارس المرمى اوندوا الذى اعاد كرة قوية سددها ديوارا من الجانب لمسافة مترين فقط وأمامه مباشرة فتحولت من رأس 444 الى رأس يوسف دايو الى الشباك.

ثمن باهظ للتعالي والاستعراض وإضاعة الفرص.

الثنائي جاك زوما مهاجم الكاميرون وهيرفي كوفي حارس بوركينا.. ونفذ الأول تحركات ولمسات ممتازة ولكنه لم يجد دعما مناسبا من زملائه ومنع الحارس هدفين مؤكدين له.. والحارس كوفي نفذ إنقاذا فريدا بقدمه من خارج منطقة الجزاء وستظل تلك اللعبة خالدة في أرشيف كرة القدم على مر العصور.

المخطئ: الجناح الايمن للكاميرون ليس بسبب الفرصة السهلة التى اضاعها من الانفراد البعيد ولكن بسبب انانيته المتكررة وإصراره على إنهاء الهجمات من أوضاع صعبة فأهدرها جميعا.