المحتوى الرئيسى

11 رئيس دولة سابقًا يطرحون أسئلة الأمن والحرية فى زمن الإرهاب

01/15 20:13

- إيفانوف: «داعش» أصبح الخطر الأكبر الذى يواجه المجتمعات.. موسى: الإرهاب لا يواجه بأسلوب رصاصة ضد رصاصة فقط وإنما بنشر الفكر والمعرفة والتعليم.. وعزب: الإخوان كان لهم الدور الأكبر فى صناعة الإرهاب

حول كيفية تحقيق التوازن بين مقتضيات الأمن فى مواجهة أخطار الإرهاب من جانب، والحريات التى يكفلها الدستور والقانون للمواطنين من جانب آخر، جرت أعمال مؤتمر مكتبة الإسكندرية الذى يعقد فى القاهرة منذ أمس ويختتم أعماله الإثنين، بمشاركة دولية رفيعة المستوى ضمت رئيس مقدونيا الحالى خورخى إيفانوف، ونحو عشرة من رؤساء الدول السابقين، بينهم الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميّل.

أوراق المؤتمر التى استعرضت تجارب الدول المختلفة فى الموازنة بين الأمن والحرية، ورصدت، على سبيل المثال، كيف أسفر القانون الأمريكى الشهير Patriot Act المعروف بقانون مكافحة الإرهاب، والصادر عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، عن جوانتانامو سيئ السمعة ــ كررت باستمرار السؤال الجوهرى: أين يكمن التوازن الصحيح بين الأمن والحرية؟

كما أكد القائمون على المؤتمر فى أوراقه أن الإرهاب «لن ينهزم إلا من خلال المواجهة الثقافية، وهزيمة الأفكار المتطرفة بالفكر المنفتح الذى يدعو إلى التعددية».

وعلى الرغم من تأكيد أوراق المؤتمر على أن حقوق الإنسان حقوق أساسية ينبغى أن تكون مكفولة للمواطنين فى كل الأحوال بما فى ذلك الفترات التى تشهد «الحرب على الإرهاب»، فإنها أشارت إلى أن مجابهة الإرهاب أسهمت فى وضع قوانين خاصة تمنح سلطات أوسع لأجهزة الأمن فى تتبع وملاحقة العناصر الإرهابية، وسرعة التحرك لإجهاض العمليات الإرهابية قبل حدوثها، مما يُخشى معه أن يؤدى ذلك إلى تقليص الحقوق المدنية المكفولة للمواطن العادى.

المعنى ذاته نصت عليه كلمة مدير المكتبة إسماعيل سراج الدين الذى قال إن التحدى الأكبر حاليا هو كيفية التوازن الصحيح بين حماية الأمن والمواطنين من جهة، وبين منع العنف وإيجاد طرق مختلفة لمواجهة التطرف، مؤكدا ضرورة حماية الحريات بشتى أنواعها وعلى رأسها حرية الأفراد، مضيفا أن المؤتمر يسعى إلى التباحث فى شأن التساؤلات والإشكاليات التى تواجه المجتمعات، وكذلك النظر إلى التجارب المختلفة التى لجأت إليها الحكومات، وكيفية مواجهة الإرهاب من خلال الثقافة والفكر المنفتح الذى يدعو إلى التعددية.

وأضاف سراج الدين أن حماية المواطنين من الإرهاب أمر نسبى، يختلف مواجهته من بلد لآخر بحسب طبيعة كل منها، لافتا أن المؤتمر يسعى لوضع توصيات من شأنها إيجاد حلول رادعة لتلك الأفكار المتطرفة.

وقال الرئيس المقدونى خورخى إيفانونف إن الحديث عن فكرة الديمقراطية يجب أن يشمل التأكيد على أن الإنسانية تبدع دائما متى توافرت الحريات، ولكن هناك أعداء دائما ما يسعون لإنهاء تلك الحريات وغلق أفواهنا، مضيفا أنه بغض النظر عما يحدث فى البلدان الآن إلا أن حكومته تسعى لحماية الحرية والأفراد وخلق أجواء من الديمقراطية، وإذا تحدثنا عن توافر الحرية فلابد أن نذكر أن توافر الأمن هو السبيل الوحيد لها.

وأضاف الرئيس المقدونى أن العالم الآن أمام وضع حرج فى الحفاظ على الحرية والديمقراطية من أجل العيش بسلام، لافتا إلى أنه أثناء الحرب الباردة كان هناك محاولات للحد من الحرية من أجل النيل من الأمن العام، مشيرا إلى أن مفهوم الديمقراطية يختلف بحسب كل بلد على حدة، لأن هناك العديد من الإشكاليات السياسية والأمنية التى تضع حدا للديمقراطية، وهذا ما يجعلنا نتطرق لفكرة حماية القانون، لأننا نجد الآن العديد من التهديدات الإرهابية ولهذا نسعى جادين لإنهاء وتفادى هذا الأمر.

وأشار إلى أن تنظيم داعش أصبح الخطر الكبير الذى يواجه المجتمعات بقوة، وأصبح مواجهته معضلة كبيرة، مما جعل الدول تحاول حماية مواطنيها وفى الوقت ذاته الحفاظ على الأمن العام داخلها، مضيفا أن دائرة مكافحة الإرهاب أصبحت تتوسع من آن لآخر، مما يشكل تهديدا لوجود أمن.

فيما قال أولوسيجون أوباسانجو؛ رئيس نيجيريا السابق، أن كلمته حول موضوع المؤتمر تتلخص فى ربط مفهومين أساسيين وهما الديمقراطية والأمن، موضحا ذلك أن الديمقراطية كل ما يتعلق بها يتعلق بشكل أساسى بالأمن، وكذلك فالأمن بجميع جوانبه يقوى ركائز الديمقراطية، قائلا: «إذا أردنا أن نؤكد على ازدهار الديمقراطية فلابد أن يكون هناك أمن»، لافتا لضرورة الحوار حول إيجاد حلول مستدامة وليست مؤقتة من أجل الحفاظ على تواجد الحرية والأمن اللذين يشكلان الركيزة الأساسية لتنمية المجتمعات السوية.

وأضاف رئيس نيجيريا، أن مواجهة التطرف والعنف تتطلب التعامل مع أعراض المشكلة وأسباب الظواهر والأفعال التى تتسبب فى عدم وجود الأمن والإرهاب ومشكلاتهم.

وقالت السفيرة، مشيرة خطاب؛ وزيرة الدولة سابقا للأسرة والسكان بجمهورية مصر العربية، إن هناك قوى خفية لمواقع التواصل الاجتماعى، مما يتطلب إجراءات وقائية مختلفة، تلك الإجراءات ستحمى عقول الشباب، وكذلك يجب الحماية ضد التميز الاجتماعى، ويجب وضع حلول للتنمية ضد الفقر الذى يسمح لكثير من العقول الدمج مع التطرف، والأمر هنا يتعلق بنوعية التعليم والأنشطة الثقافية والمناهج فى المدارس التى دائما ما كانت تدرس فكرة الخوف من الآخر.

ولفتت إلى أن الخطاب الدينى المنفصل عن الواقع وخصوصا فيما يتعلق بصورة المرأة، جعل هناك معضلة فى مواجهة التطرف الفكرى، وهنا يجب أن نتذكر أن الدين ضحية كل هذه التحديات والإساءات ضد النساء وحقوق اللاجئين.

من جانبه، قال الرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل إن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كان أول من أيد مفهوم الحقوق المدنية والديمقراطية من خلال مؤسسة الأزهر، حيث بلور فكرة الحقوق الديمقراطية والمدنية وسعى إلى تحقيقها من خلال ميثاق الأزهر.

وأضاف أن مواجهة الإرهاب تتطلب وجود برنامج شامل للإصلاح التعليمى، وبرنامج للتنمية الاقتصادية، ووجود مساءلة فى الحكومة، والتعامل مع الإعلام من أجل توضيح المبادئ الديمقراطية.

وقال الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى إن دول العالم معبأة ضد الإرهاب وتعلم جيدا ما الذى تقوم به مصر لمواجهة الإرهاب المنظم، ومدى التهديد الإرهابى الذى تتعرض له مصر، مؤكدا أن الإرهاب لا يواجه بأسلوب رصاصة ضد رصاصة فقط وإنما بمواجهة الفكر بالفكر والتفاهم مع العقل ومخاطبة العقل والضمير ونشر المعرفة والتعليم، سواء على المدى المتوسط أو البعيد.

وقال أيفو جوزيبوفيتش؛ رئيس كرواتيا السابق، إن الإرهاب بوضعه الحالى خلق تغيرا ملحوظا فى العالم أجمع حتى أن المجتمعات الحديثة بدأت تحاول مواجهة الإرهاب بشكل جديد يعتمد على التقنيات الحديثة، مضيفا أن هناك حقوق ديمقراطية فى دول لا تمنح لدول أخرى ومن هنا تتضح القيم الديمقراطية المختلفة لكل دولة على حدة، ولكن يجب علينا جميعا أن نفكر فى كيفية تطبيق مبادئ حقوق الإنسان لتطبيق الحريات من أجل مكافحة الإرهاب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل