المحتوى الرئيسى

أحمد حلمي يكتب: ومن الأحلام ما قتل | الفيومية

01/15 15:18

الرئيسيه » رأي » أحمد حلمي يكتب: ومن الأحلام ما قتل

الحلم ما يكون دائماً جناحان يحلمونك إلى دنيا الأمانى فترسم لهذه الدنيا كل التفاصيل وتلونها بألوان زاهية، وتتقمص دورك الجديد، وقد يكون هذا صحى كى يكون دافعا لتغير حياتك والمضى قدماً نحو مستقبل مشرق فأنت دائما ما تحاول أن تستفيد من مواهبك وأدواتك كى ترتقى وتحسن من تلك الأوضاع التى تعرقل طريقك وتنعم بحياة جميلة هادئة مستقرة، فمثلا المؤمن يحلم بالجنة فيكد ويتعب من أجل أن ينعم بها فى الآخرة، والمخترع يكد ويتعب من أجل أن يحقق حلم يحلم به ….وهكذا

ولكن دائما ما لابد لكل قاعدة من ضوابط تحكمها فى الأول والأخر، إمكانيات هذا الفرد ومواهبه فإذا ما إستوعبت إمكانياته ومواهبه حلمه كان قابلا للتحقيق والتحقق أما إذا تعدى الحلم تلك الإمكانيات والموهبة وما توفر لديه من أدوات فتلك هى الطامة الكبرى.

ينقلب السحر على الساحر ويتحول الحلم الذى كان دافعا إلى ألة تدمير لا تتحلمها النفس البشرية، وبدلا من أن تكتسب البشرية مبدعاً أو تقياً أو مخترعاً يكسب المجتمع مريضاً نفسياً يحتاج إلى علاج نفسى يعيده مرة أخرى إلى الإنخراط فى المجتمع، وقد يحتاج هذا إلى مدى زمنى طويل.

وقد عالجت السينما المصرية هذه الحالة فى الكثير من الأفلام واذكر منها على سبيل المثال شخصية “على بك مظهر” التى جسدها الفنان محمد صبحى، وكذا الدور الرائع الذى قام به المرحوم الفنان نجاح الموجى فى فيلم “زيارة السيد الرئيس” للمخرج منير راضى، وهى شخصية قريبة الشبه بذلك الرجل الذى يعمل فى تحميل وتفريغ إسطوانات الغاز بأحد الوحدات المحلية التابعة لأحد مراكز الفيوم، الذى أخذه الحلم بعيداً وطار به فى عنان السماء، وأخذه من عالم الواقع وأسكنه جنات الوهم، فراح يحلم أن يكون تلك الشخصية المهمة التى تتمتع بعظمة وجاه وكل الناس تطلب وده، حتى أتى ذلك اليوم فقد كان الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية لا يحتاج إلا إلى مجرد سحب ملف الترشيح.

ولما لا فقد جائتنى الفرصة من حيث لا أدرى فسوف اسحب الملف وسوف تنتخبنى الناس، وإن لم أفز على الأقل سوف أصير مشهوراً هكذا حدث صاحبنا نفسه

وكان مثيراً للصحافة هذه الشخصية التى أخذتها الجرأة للترشح لإنتخابات رئاسة جمهورية مصر العربية، فأجرت معه بعض المقابلات والحوارات للتعرف على هذه الشخصية ومؤهلاتها، وما الذى دفعها لهذا، ونشرت هذه الحوارات وتصدرت صورة له الصفحة الأولى فى إحدى الصحف القومية، مما جعله يشعر أنه بين قوسين أو أدنى من أن يصير رئيسا للجمهورية، ولكن لابد أن يعلن عن نفسه بشكل أكبر فأخذ الصحيفة، ووقف بميدان عام وراح يتحدث مع المارة عن أنه هو ذلك المرشح التى تتحدث عنه الصحيفة، وأنه سيوفر الغاز لكل المواطنين، ولن تكن هناك أزمات مستقبلية فى الغاز، وحتى يتخلص المارة من هذا الموقف أعطوه وعودا بـ إن شاء الله سوف ننتخبك …..

ومرت الأيام وجاء موعد تقديم الملف، بعد الإنتهاء من كافة الاجراءات المطلوبة، ومنها الكشف الطبى وخلافه، والتى كانت تتطلب بعض المال، فلم يستطع هذا الشخص أن يتحمل كلفتها، وبالتالى لم يتقدم للترشح، وانتهت دورة السباق الرئاسى وفاز من فاز وخسر من خسر.

لكن هذه الشخصية مازالت تعيش أجواء الحلم ” المرشح الرئاسى السابق لجمهورية مصر العربية” وبدأ يكتب لافتات يعلقها فى ميدان المدينة، وكانت تكلفه مرتبه الشهرى كله، لا تحتوى على مضمون يفهم أو كلام يمكن أن يكون منطقياً لمجرد أن يعلن أنه كان مرشحا رئاسيا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل