المحتوى الرئيسى

نجوى أبوالنجا: برامج التوك شو.. تذبح الوطن بسكين باردة

01/15 20:16

رحلت عنا مساء أمس الأول، إعلامية من طراز فريد ونادر نجوي أبوالنجا صاحبة الصوت الرخيم، أطلت علينا عبر الأثير منذ ما يقرب من نصف قرن، كان لبرامجها سحر خاص لدي ملايين المستمعين، من ينسى «أضواء علي الجانب الآخر» التي حاورت من خلاله أبرز الشخصيات السياسية والأدبية والفنية في الوطن العربي، كما تألقت في برنامج «سفير فوق العادة» عبر أثير «صوت العرب».

كان النجاح حليف نجوي أبوالنجا في كافة المناصب التي تقلدتها، مدير عام المنوعات بشبكة «صوت العرب» ورئيس لإذاعة الشباب والرياضة واستطاعت إحداث طفرة هائلة في الشباب والرياضة وخاصة أسواق الشباب والرياضة التي أقامتها وكانت متنفسا للشباب في مجال الصناعات الصغيرة والاستثمار، وأخيراً توليها منصب رئيس قطاع القنوات المتخصصة واستطاعت كالعادة تحقيق طفرة في تلك القنوات.

وبعد بلوغها سن المعاش لم تتوقف عن العطاء وأراد الجميع الاستفادة من خبرتها، وتولت عدة مناصب منها معاون رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي وعضو لجنة الدراما والنصوص بقطاع الإذاعة ومحاضر بمعهد الإذاعة والتليفزيون وعضو لجان اختيار المذيعين والمعلقين، برحيلها فقد الإعلام المصري قيمة كبيرة وأستاذة بمعني الكلمة.

- الإذاعة كانت نجمة تتألق بين الصحافة والتليفزيون وتتسابق الشخصيات العامة بالتواجد ببرامجها، وكان المذيع يمر بدورات تدريبية مثل اختبارات تنسيق الثانوية العامة يشرف عليها خبراء في جميع المجالات من إعلام وإلقاء وعلم نفس واجتماع وثقافة ويقبل المذيع وهو متمكن لغوياً وثقافياً، أما الآن البعض يخطئ في نطق الحروف وابتعد المذيع عن الاطلاع والمعرفة، للأسف الإذاعة فقدت 80٪ من سحرها وبريقها.

- ليس بكثرة الإذاعات وإنما بالمحتوي واختيار الضيف المناسب والمذيع المناسب لكل اذاعة للأسف معظم إذاعات «الـ«إف إم» لا علاقة لها بالعمل الإعلامي أسمع مذيعا أخنف وآخر نبرة صوته تؤذي أذن المستمع وأخري «تفتي» في السياسة، وأصبحت إذاعات سمك لبن تمر هندي، في حين أن هذه الإذاعات من الممكن أن تكون جاذبة للجمهور لو كل إذاعة اختارت لنفسها لونا اعلاميا واحتفظ المذيع بتحليلاته لنفسه واشتغل مذيع بس إنما ما يحدث عكس ذلك.

- سفير فوق العادة برنامج قدمته بـ«صوت العرب» وحقق نجاحا وقابلت شخصيات لا أنساها في حياتي ولكل واحد منهم قصة وهؤلاء قدموا لوطنهم الكثير.

- وجدي الحكيم أستاذ ومُعلم كبير احتضن موهبتي هو وأحمد سعيد وسعد الدين نصار وبدأت القصة عندما كنت طالبة في الجامعة دخلت الإذاعة للتدريب وطلب منيّ وجدي الحكيم عمل تقرير عن كعك العيد ونزلت وسط الأفران والمحلات التي تتزين بحلويات رمضان والعيد وكتر الزحام جعل الصوت ضعيفا جداً فأخذ «الحكيم» الشريط من الكاسيت وقذفه من الشباك وأعطاني درسا لا أنساه جعلني أجتهد حتي أصبح مذيعة مشهورة.

- معروف أن «صوت العرب» لكل العرب ويعتبرها الحكام في ذلك الوقت بالجامعة العربية وتجولت في أنحاء الوطن العربي وتعامل معنا الحكام كرؤساء دول لنا قيمتنا وهيبتنا، إيماناً ان الاعلامي يمثل دولته، فحاورت الزعيم ياسر عرفات وعندما سألته عن القضية الفلسطينية دمعت عيناه وخفق قلبي حزناً وأحسست ان الوطن غال وفلسطين تحتاج تكاتف العرب، ومرة أخري أجريت حوارات مع رؤساء لبنان وعبر لقاء تليفزيوني في بيروت، عندما سألتني المذيعة هل حضرت للبنان لحضور احتفالية؟ أم لتسجيل مع شخصيات لبنانية؟ وحكيت لها أنني حضرت للقاء نبيه بري و«الهراوي» وبعض الشخصيات، ولكن للأسف لم أتلق رداً إلي الآن، وبعد دقائق من اللقاء لم يهدأ تليفون الاستوديو، وطالبت الشخصيات بأن أذهب إليهم للتسجيل ودخلت علي الرئيس نبيه بري وإذ أجد نخبة من رؤساء التحرير وأعضاء النواب متواجدين معه، فطلبت أن أنتظر خارجاً لحين انتهاء الاجتماع إلا انه أصر على التسجيل وسط هذا الحشد وكل الجميع يستمع إلي حواري مع الرئيس، وفي ختام الحلقة يصفق الجميع وقالوا في صوت واحد أبدعت.

- «الشباب والرياضة» لها قصة كبيرة فوجئت بقرار تعييني رئيساً لشبكة «الشباب والرياضة» وجلست يومين أبكي علي تركي لـ«صوت العرب» التي تربيت في بلاطها وتخوفت من التجربة خاصة وأنا بعيدة عن الرياضة ولم أشاهد مباراة واحدة، وكان ترحاب شباب الإذاعة بي كبيرا اجتمعت معهم وقررنا أن تكون أهم اذاعة في المنطقة وتحدثت مع المعلقين الرياضيين بأنني في حاجة إليهم لتثقيفي رياضياً ومعرفتي أصول اللعب الكروي، وفعلاً تخرجت من تحت أيديهم لدي معلومات تجعلني معلقة رياضية بدرجة امتياز، وعلقت علي إحدي المباريات باستاد القاهرة وهتف الجمهور: «نجوي يا أبهة إيه العظمة دي كلها» وأصبحت «الشباب والرياضة» راعيا رسميا للمباريات وجميع الألعاب ونشاطات الشباب في كل مكان.

- من احتكاكي بالشباب ورؤيتي لأعمالهم ومشروعاتهم الصغيرة فكرت في عمل شيء لهم يجمعهم ويفتح لهم آفاقاً استثمارية جديدة فطرحت فكرة سوق الشباب التي رحب بها المسئولون وافتتحه رئيس الوزراء والوزراء وتكاتفت الهيئات والوزارات لنجاح الفكرة ووصلت منتجات الشباب للعالم.

ودخلنا شراكة مع شركات كثيرة أما فيما تفعله وزارة الشباب فهو إيجابي جداً واهتمامها بمراكز الشباب شيء حضاري لفتح متنفس للشباب الذي لا يملك آلاف الجنيهات للاشتراك في النوادي.

والوزير خالد عبدالعزيز حرك المياه الراكدة وجعل الشباب ينتبه بوجود وزارة تخاطبه والمسابقات الإبداعية التي تتبناها الوزارة وينقلها التليفزيون المصري نقلة نحتاج إليها الآن لتقديم مواهب حقيقية للمجتمع، بدلاً من تصدير الفضائيات لثقافة الراقصات والشتائم والتشكيك في كل شيء إيجابي تفعله الدولة.

- برامج التوك شو سكين تذبح الوطن أمام أعين الجميع دون أن يتحرك أحد، فالوطن يمر بظروف عصيبة يحتاج الإعلام أن يساعده ويقدم رسالته الحقيقية بعيدا عن الضجيج والصراخ فكم برنامجا اهتم بشهداء الجيش والشرطة واستضاف أسرهم وتحدث عن الإرهاب الغاشم الذي يحصد الأبرياء أو استضاف شخصيات تقف مع ما يقوم به جيشنا العظيم في مواجهة الإرهاب وحماية مصر التي تواجه المخاطر داخلياً وخارجياً، الإعلام ترك زيارة الرئيس الناجحة في اليابان وكوريا الجنوبية وبعض الدول التي زارها واهتم بقتل الشاب الإيطالي «ريجيني» كأنه أبوه أو أمه ونسي المذيع الهمام أنه يخاطب الشعب المصري.

- تطبيق القانون علي من يخالف أعراف الإعلام والدولة والاهتمام بماسبيرو ووقف الحرب ضده فهو مليء بقوي بشرية لو وظفت بشكل صحيح تجعله منافساً قوياً للإعلام العربي فمازالت الدول تهتم بإعلام الدولة وتعقد بروتوكولات تعاون معه لأهميته وعلي أهل ماسبيرو الابتعاد عن المشاكل الداخلية والانتباه إلي أن الخلافات عامل أساسي في انهيار مبني ماسبيرو الكائن علي كورنيش النيل داخلياً وأطلب من رؤساء القنوات ترك الخلافات جانباً والنظر إلي الشاشة ومساندة البرامج الناجحة فالعائد للنجاح يضاف لرصيد المسئول وعلي الدولة مد يد العون لماسبيرو.

- الرئيس يساند ماسبيرو بشكل كبير ومعظم خطاباته تؤكد علي ذلك وأعتقد أن الرئيس يختار الوقت المناسب لإجراء حوار علي الشاشة، فالأمر ليس سهلاً ويحتاج لتحضير واختيار الشخصيات المناسبة التي تكون قادرة علي اجراء الحوار مع رئيس الجمهورية.

- الحياة اتغيرت والمشهد الاعلامي أكثر غيوماً بسبب كلمة الحرية وكل مذيع شايف نفسه بطل همام هينقذ البشرية ولم ينتبه للشاشة وهذا ما يحدث في المتخصصة وباقي القنوات وعلي المذيعات أن يعترفن بالسن فكيف تظهر مذيعة طالت وجهها التجاعيد، كما علي القنوات المتخصصة بفصل الأفكار ويكون لكل قناة أفكار مختلفة عن الأخري فالتشابه طال البرامج حتي الضيوف يتكررون بصفة مستمرة وهذا خطأ شائع.

- بالتأكيد، فالإمكانيات المادية تفعل المستحيل وشراء الأفلام يحتاج إلى مادة إلا إذا أهدي المنتج الفيلم للمشاهد يعرض خلال شاشته التليفزيونية فالمعادلة صعبة ومعقدة.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل