المحتوى الرئيسى

حكايات السبت.. الرئاسة والفضاء.. والسيسي وسلمان | المصري اليوم

01/13 22:03

فكرت فى أشياء إيجابية لأكتبها فى هذه «الحكايات». طوال الأسبوع الماضى، تعايشت كمصرى وكصحفى مع الأحداث الإرهابية البشعة والخسيسة فى سيناء وما خلفته وراءها من شهداء أبرار انضموا إلى قافلة العطاء لمصر.

تعايشت أيضًا مع الأزمات الداخلية الساخنة فيما يتعلق بأسعار الدواء والسلع والخدمات. لذلك فتشت عن شىء إيجابى لأدوّنه هنا. تذكرت أننى فى يوم واحد استقبلت فى مكتبى أستاذين من جامعة القاهرة.

الأول الدكتورة هدى أبوشادى، أستاذة بكلية العلوم، عضو المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى، ومستشار رئيس الجمهورية. والثانى الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة. ورغم وجود خلاف بين الأستاذين ظهر إلى العلن قبل فترة فإن العطاء عنوانهما معًا. استمعت إلى د. هدى فى حوار غير رسمى ولم يُنشر عن مشروعات وأحلام تقدمت بها للرئاسة وتتمنى أن ترى النور.

ترى- أبوشادى- أنه مع قرب توقيع مصر عقد المحطة النووية فى «الضبعة» فإنه ينبغى الاهتمام بالتدريب والتعليم فى هذه المجالات. الدكتورة هدى لدينا مشروع سنتعاون بشأنه معها وأعتقد أنه سيترك بصمة إيجابية للغاية فى مجال الاستفادة من الأبحاث العلمية الموجودة فعليًا. أما الدكتور جابر نصار فأرى أنه أفضل مقاتل على الساحة الداخلية حاليًا. نجح فى مواجهة كل الأخطار. هو قوى بسلوكه وطهارة يده وبإنجازاته التى لا ينكرها حتى منافسوه. حقق إنجازات مادية بارزة لا أريد أن أكررها فقد كتبها باقتدار زميلى محمد كامل الذى أخرج حواره الشامل على صفحتين فى أفضل صورة. أتذكر أننى طلبت خدمات إنسانية من الدكتور نصار استجاب لها على الفور. اشتركت «المصرى اليوم» فى مبادرة إنقاذ مستشفى أبوالريش ولم نزايد بهذه المشاركة- كما فعل البعض- رغم أن أرشيفنا وموقفنا يشهد على ما قدمناه. لذلك فإننى ألتزم هنا بالقول إننا نساند كل المشاريع الخيرية التى يقوم بها «نصار»، وأخص بذلك معهد الأورام فى «الشيخ زايد» سنساعده وندعمه بكل الصور.

مولود منتظر، أتوقع أن يرسم لنا ملامح شىء إيجابى آخر فى مصر. ولا أدرى سر المخاض المتعسر بشأنه. مشروع الفضاء المصرى. أعرف أحد العمالقة الوطنيين المخلصين القائمين على مشروع القانون، والذى تربى فى مؤسسة سيادية. كل فترة يبشرنى هذا «الصديق» بأن مشروع قانون الفضاء المصرى سيرى النور قريبًا، ثم تخبو فرحته وفرحتى مع بطء الحكومة فى إقرار المشروع، وبعد ذلك لحبسه فى أدراج مجلس النواب. قبل يومين فقط قلت لهذا الصديق، وهو أستاذ دكتور فى مجال قوانين الفضاء، ومسؤول سابق فى المخابرات العامة: أريد أن أنشر أى شىء إيجابى عن مشروع الفضاء. أنا واحد من الذين تابعوا رحلة الأقمار الصناعية المصرية من بدايتها. حتى القمر الأول إيجبت سات 1 الذى تاه هناك فى ظروف غامضة، نشرت خبره فى صدر الصفحة الأولى. وعلى ما أتذكر أن زميلنا عبدالقادر شهيب قد نشر معنا خبر فقدان هذا القمر إيجبت سات 1 داخل مقاله بجريدة الأخبار، ولدىّ معلومات تفصيلية عن كواليس «المشروع» فى عهد مبارك. من الممكن نشرها بالتفصيل فى «حكايات» قادمة. أعود لإجابة صديقى عن السؤال، والذى قال لى فى جمل محدودة وقصيرة: جوانب عديدة تحيط بموضوع الفضاء. البعض يعرقل إصدار القانون الموجود لدى مجلس النواب منذ فترة. بعض المسؤولين لم يدركوا أننا بدون علوم وتكنولوجيا وصناعة الفضاء «عميان»، لا نرى ولا نسمع ولا نستطيع حماية أنفسنا. شراء قمر مفيد لفترة ولكنه لا يعطيك المعرفة الشاملة المحيطة بكل علوم وتكنولوجيا الفضاء. اقتصاد الفضاء أمر عظيم الأهمية.

انتهت رسالة صديقى المخلص. ومن رسالته أوجه دعوة مخلصة للرئيس بأن يفتح مشروع الفضاء المصرى، كما أدعوه لزيارة المحطة الفضائية فى القاهرة الجديدة. نريد سيدى الرئيس أن نعطى صورة إيجابية ومتحضرة للشعب. نخرج الناس من همومهم اليومية. لدينا علماء مخلصون سيدى الرئيس. لو تأكدوا أننا ننفذ مشروعًا وطنيًا فى مجال الفضاء وكذلك فى المشروع النووى سيلبون نداء الوطن على الفور. افتح سيدى الرئيس ملف مهندسى برنامج الفضاء المصرى الذين تدربوا قبل سنوات فى أوكرانيا، ثم تقطعت بهم السبل فخرجوا بالعشرات للعمل فى الإمارات والسعودية. وبهذه المناسبة يا سيدى: أدعوك لمراجعة عدد الأقمار التى تمتلكها دول الخليج الآن، فليس من العيب أن نتعلم من تجارب الأشقاء!.

اللعبة السياسية أصبحت غريبة جداً. سألت الأصدقاء فى صالة تحرير «المصرى اليوم»، وبالتحديد الزملاء الأعزاء فى القسم السياسى عن عدد الأحزاب فى مصر الآن.. اختلفت الإجابة، فمنهم من قال إنها 85 حزبًا، وآخرون أعطوا أرقاما تقديرية مختلفة لكنها غير دقيقة. معظمها بلا أجندة وبلا قيادات حقيقية. مقراتها مغلقة. قلت لهم إننى لا أتذكر تغطية متميزة لهذه الأحزاب مؤخراً سوى الانقسامات أو الانشقاقات. وآخرها ما حدث فى «المصريين الأحرار»، وأنا هنا لا أتهم زملائى بأى تقصير، فلدينا أفضل قسم سياسى فى الصحف، لكن البيئة العامة لم تعد مجالاً خصبًا للعمل الحزبى أو العمل السياسى بوجه عام. من الممكن أن نعقد ندوة شاملة ونوجه لضيوفها من زعماء الأحزاب ومن الخبراء هذه الأسئلة: أين أنتم. ولماذا توارى نشاطكم الآن. هل تواجهون قيوداً فى عملكم. هل مناخ التعبئة الذى هو أشبه بجو الاستعداد لخوض المعارك هو السبب. هل مواجهة الإرهاب عامل مساعد فى سكونكم. هل الاستقطاب الإخوانى أو دعايات الجماعة السلبية وراء عزوفكم؟ أنا اشتقت- بصراحة- للمجتمع المدنى. أريد مزيداً من العمل الإيجابى والتفاعلى لجميع الأحزاب مع تفعيل الدستور والقانون. نريد أن تعود اللعبة السياسية إلى الشارع وإلى الأحزاب، فما يحدث الآن غريب جداً. فريق مسؤول ويدير المشهد ويتحكم فى جميع التفاصيل، والآخر يلعب فى الظل أو فى الكواليس. المسؤول بيده القرار وتحديد المصير. ماذا يقال. من معنا ومن ضدنا. يجيد هذا المسؤول تجفيف المنابع للمعارضين. شعارهم: إذا لم تكن معنا فأنت ضدنا. لا توجد لديهم عقلية صفوت الشريف أو حتى فتحى سرور. الشريف كان يضيّق على الصحف والأحزاب ويوصى بأماكن أفضل لمن فيها.. للترقى فى مؤسسات أفضل. الأمثلة عديدة. سرور كان الأصدقاء المقربون منه صحفيى جرائد المعارضة. كانت المناورات السياسية عنوانًا لعهد مبارك، لكن كان لهم أرض وسقف إنسانيًا. هذه الأرضية الآن غائبة. ربما يكون ذلك بسبب الإرهاب. وسط ذلك، رصدت فى أسبوع واحد احتفاءً جماهيريًا بعلاء وجمال مبارك وذلك فى مدرجات مباراة مصر وتونس، واجتماعًا منظمًا لمجموعة من السياسيين والخبراء داخل حزب الوسط، ولقاءً مهمًا وتوصيات شديدة اللهجة لقيادات مجلس حقوق الإنسان، وحديثا عن قرب عودة أحمد شفيق، وكذلك قرب انتهاء مدة العقوبة المحكوم بها على الرئيس الأسبق حسنى مبارك. هذه أبرز الفعاليات التى استوقفتنى وتتعلق بأبطال الفريق الثانى «لاعبو الكواليس»، لا أرتاح لمعظمهم، أريد أن أستمر فى عملى حتى لو فى مناخ «شبه حر»، لكنه يحافظ على أصول اللعبة السياسية بمفهومها «المصرى». أنا داعم للاستقرار، وأرى أموراً إيجابية تحققت ولكنى أتمنى لبلدى ولنفسى الأفضل.

أمير سعودى بارز زار القاهرة مرتين خلال شهر واحد. المرة الأخيرة كانت منتصف الأسبوع الماضى. الزيارة من المؤكد لم تكن رسمية، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالتسريب الذى خرج حول جهود وساطة بين العاصمتين، وأن وفداً مصريًا زار السعودية، وفى المقابل فان وفداً من المملكة بقى لأيام فى القاهرة. معلوماتى أنه توجد اتصالات لكن الزيارات الرسمية لم تحدث بعد. الأمير الذى أقصده، وزار القاهرة، كانت له أجندة لقاءات فى الجامعة العربية والتقى على هامش الزيارة بعدد من السياسيين والإعلاميين بمقر إقامة معالى السفير السعودى أحمد قطان بالزمالك. دار حوار قوى للغاية حول الأزمة المصرية- السعودية وسبل حلها. كان ضمن الضيوف المصريين مسؤولون سابقون على أعلى مستوى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل