المحتوى الرئيسى

تحليل إخباري| أبو مازن يلعب على الأوضاع الجديدة.. ويوسِّط بوتين عند ترامب

01/13 21:45

"نقلت رسالة خطية من عباس إلى بوتين وبصراحة كانت تطلب من بوتين المساعدة".. هكذا صرح صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مفصحا عن طلب رسمي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف مقترح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية لدى دولة الاحتلال إلى مدينة القدسef="/tags/120692-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A9">القدس المحتلة.

ومنذ أيام، تقدم أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري بمشروع قرار يقضي بخفض ميزانية تأمين السفارات الأمريكية في دول العالم إذا لم تقدم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

والمدينة المقدسة هي عاصمة دولة فلسطين العربية، أكبر مدن الأراضي المحتلة. فيما تزعم إسرائيل أنها "العاصمة الدينية" لليهود. وأمميا، لا يعترف مجلس الأمن بتبعية المدينة للكيان الصهيوني، ولا الجزء الشرقي منها، والذي ضمه الاحتلال عام 1980، بعد أن استولى عليه في عدوان 1967.

وطالما كانت فكرة نقل السفارة من عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب إلى القدس مطلبا لداعمي إسرائيل إبان الحملات الانتخابية الرئاسية، وكان الرؤساء السابقون لا يقطعون بكلمة في هذا الموضوع، وأجّله الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الذي لم يكن على وفاق كبير مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتينياهو، فيما تعهد ترامب مع اقترابه من الفوز بالرئاسة في نوفمبر الماضي بتنفيذ ذلك.

وترى السلطة الفلسطينية برئاسة "أبو مازن" أن مثل هذه الخطوة ستؤثر بالسلب على مفاوضات السلام، التي كانت ترعاها الولايات المتحدة لسنوات، على أساس أن نقل السفارة سيعني ضمنيا اعتبار الولايات المتحدة لمدينة القدس على أنها عاصمة الدولة الصهيونية.

ويراهن أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي على تنفيذ ترامب للخطوة، ويلوحون بورقة خفض ميزانية تأمين السفارات الأمريكية في الخارج، مستعيدين حادث تفجير سفارة الولايات المتحدة في بني غازي في العام 2012، بينما يرى آخرون أن ترامب سيكون ملزما بذلك حتى لا يتتراجع شعبيته لدى داعمه إبان ترشحه في الانتخابات الرئاسية.

وإعلاميا، شن رئيس السلطة الفلسطينية هجوما حادا على ترامب والإدارة الأمريكية الجديدة، للضغط لعدم تنفيذ الخطوة، التي وصفها بـ"الخط الأحمر الذي لن يقبل به الفلسطينيون".

ودعا أبو مازن ترامب إلى عدم اتخاذ أي إجراء يغير من وضع مدينة القدس، وقال " ولدينا أساليبنا السياسية والدبلوماسية الكثيرة، التى سنستعملها إذا اضطررنا لذلك، ونرجو من الإدارة الأميركية ألا تسير فى هذا الطريق".

وفيما يبدو فإن "أبو مازن" بدأ في استخدام "أساليبه السياسية" على نطاق أعلى، باللجوء إلى الرئيس الروسي، باعثا إليه برسالة مكتوبة سلمها له كبير مفاوضي السلطة ياسر عريقات.

ونقل عريقات رسالة أبو مازن إلى بوتين خلال زيارة أخيرة إلى موسكو التقى خلالها وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف. وصرح: "نقلت رسالة خطية من عباس إلى بوتين وبصراحة كانت تطلب من بوتين المساعدة" بعدما "وصلتنا معلومات تفيد أن الرئيس الاميركى المنتخب دونالد ترامب، سيقوم بنقل السفارة إلى القدس، وهذا يعتبر بالنسبة إلينا خطا أحمر وأمرا خطيرا".

ويبدو أن "أبو مازن" بتوجهه إلى بوتين طالبا الضغط على ترامب ، يريد أن يختصر طرقا أطول في مخاطبة رؤساء آخرين أو انتظار جلسات مجلس الأمن التي لن تفيد في نقض قرار النقل إذا جرى تنفيذه، لأن أمريكا تملك اليد الطولى في المنظمة الدولية.

وأصبح بوتين في الآونة الأخيرة محركا رئيسا للأحداث في المنطقة العربية، ودليل ذلك دخوله بثقله في سوريا لإعادة التوازن في الصراع الذي دار بين نظام الرئيس بشار الأسد من ناحية وبين جماعات جهادية مدعومة من الولايات المتحدة ودول خليجية من ناحية أخرى.

وتمكن الأسد بمساعدة بوتين، التي أخذت أشكال الدعم الاستخباراتي والسياسي والعسكري المباشر، من استعادة الأوضاع في سوريا وتحقيق مكاسب في الأراضي التي يحتلها المسحلين بقعة تلو الأخرى، وصولا إلى ختام العام 2016 بتحرير مدينة حلب.

وفرض بوتين كلمته تماما، ونحى الولايات المتحدة من الوساطة مع المسحلين جانبا، وتغاضى عن خلافاته مع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتخذه وسيطا مع المسلحين، وأثمرت جهود "الدب الروسي" عن الوصول لاتفاق مبدئي لعقد مؤتمر سياسي في الأستانة التركية.

لكن، رسالة "أبو مازن" لها مبعث آخر على ما يبدو غير قوة مركز بوتين في المنطقة حاليا وإن كان مرتبطا بها، وهو العلاقة الهادئة والجدلية في آن بين بوتين وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبمخاطبته الرئيس الروسي، يلعب "أبو مازن" على وتر "الخواطر" الذي من الممكن أن يكون حاكما لعلاقة ترامب وبوتين حاليا، تمهيدا لتدشين علاقات هادئة بين القطبين الكبيرين، ويظهر ذلك من خلال التصريحات الغزلية بين الطرفين، والاتجاه الواضح في خطابات الرئيس الأمريكي الجديد لنيته الاعتماد على بوتين في حل مشاكل العالم. ومن الواضح أن رئيس السلطة الفلسطينية ينهدف للاستفادة من الأوضاع الجديدة.

وفي آخر خطاب له، قال ترامب في مرتمر صحفي عقده أمس في برجه بمانهاتن، هو الأول له منذ فوزه بالانتخابات في نوفمبر، أن الكلام عن "حب" بوتين له ميزة ومكسب، كما اتخ موقفا غير عدائي بخصوص القضية التي أُثيرت مؤخرا عن احتمالية تجسس روسيا على أنظمة الانتخابات الأمريكية الأخيرة، بل أنه هاجم استخبارات بلاده واتهمهما بتلفيق التهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل