المحتوى الرئيسى

بائع الحلوى النابلسية.. "الطبال": مصر قدمت للسوريين مالم تقدمه تركيا وأوروبا | ولاد البلد

01/13 20:15

الرئيسيه » جيران » تقارير » بائع الحلوى النابلسية.. “الطبال”: مصر قدمت للسوريين مالم تقدمه تركيا وأوروبا

حياة مرفهة بين مبانٍ ملكية خاصة وسيارات فارهة وأوامر مجابة ودراسة ميسرة.. أربعة محاور أساسية لخصت نشأة محمد الطبال فى مدينة حمص السورية، لكن نيران الحرب اشتعلت لتقضي على ذلك كله، وتجبر الطفل صاحب الـ14 عاما على أن يشب فجأة ويتحول إلى رجل قادر على أن يعول أسرته ويلبي احتياجاتها.

أربع سنوات مرت على قدوم محمد الطبال إلى مصر، فارا من الموت المحقق له وأهله نتيجة القصف، حيث اضطر خلالها لترك دراسته وحياته المرفهة التى نشأ عليها ليستطع توفير عائد مادي لأسرته من خلال عمله.

يسرد “الطبال” خلال حديثه لـ”ولاد البلد” أبرز ما تعرض له فى مجال عمله، الذى اختص بالحلويات السورية والشامية والشرقية، متطرقا إلى سرد مواقف محفورة فى ذاكرته لم يمحها الزمن مطلقا.

“جئت إلى مصر منذ عام 2012، بعد قيام الثورة السورية لتجنب القصف، حيث جئنا إلى مصر قبل أن ننتقل لليبيا التي مكثنا فيها 6 أشهر، ثم عدنا لمصر مرة أخرى، والسبب وراء اختيارنا لمصر تحديدا هو كونها أكثر الدول العربية استقرارا لحد ما آنذاك” بهذه العبارات المتواصلة لخص الطبال سبب مجيئه لمصر ورحلته من سوريا لمصر ثم ليبيا ومصر مرة أخرى.

ومن أبرز الصعوبات التي واجهت الطبال فى مصر منذ قدومه، ضعف الحالة المادية، التي ترتب عليها ضعف تيسير ظروف المعيشة.

بدأ الطبال فى شرح كيفية دخوله مجال الحلويات وبيعها وعمله كبائع للحلويات من خلال أشخاص كان على علاقة بهم من سوريا جاؤوا لمصر منذ 2011، وقاموا بافتتاح سلسلة محلات حلويات، مثلما كانت فى حمص تحت مسمى “الوردة الشامية” فذهب إليهم وعمل معهم.

ثم بعد ذلك نقل إقامته إلى منطقة فيصل، واتجه بعدها لإنشاء “فرشات” ومعارض للحلويات، حتى صار لديه 12 فرشة، بالتعاون مع أصدقاء آخرين له، مقابل دفع أجرة يومية لهم، وكان ذلك يتم من خلال الحصول على الحلويات من مصنعها، ثم بيعها مقابل نسبة ربح يتم الاتفاق عليها مسبقا.

ويوضح بائع الحلويات السورية أن المصريين يفضلون الكنافة النابلسية والبسبوسة بالطريقة السورية، والسبب أن السوريين صنعوا وأضافوا الطعم المفقود الذى يبحث عنه الزبون المصرى، فنادرا ما تجد سوري يعمل في مجال الفطائر والمعجنات والباتيهات، لافتا إلى أن السوريين يفضلون حلوى الجبن الشهيرة لديهم والكنافة النابلسية.

وعلى الرغم من عمله فى الحلويات السورية، إلا أنه لم يعتمد مطلقا على الزبون السوري، فكان من بين كل 20 زبونا واحدا سوريا، مما جعله يعتمد على المصريين ويوثق علاقاته بهم.

لم يختر الطبال بيع الحلويات كعمل له، لكن هذا ما وجده متاحا أمامه ويستطع التطوير به، مشيرا إلى أنه ترك مدرسته وجاء لمصر ولم يجد فرصة للدراسة مرة أخرى.

ويقول الطبال إنه إذا ما قام بتغيير مجال عمله سيعمل بشكل عام بتجارة المواد الغذائية، لأنها الأكثر مبيعا فى مصر، ومن منطلق عمله فهم ما يحتاجه المصريون فى مجال الأزياء والملابس والحلويات، وما يفتقده السوق، وأي زاوية يمكنه الدخول منها.

وقد تم تكريم الطبال ضمن مبادرة “سوريا الأهل” القائم عليها باسم الجنوبي، أحد أهم الشخصيات السورية التى ضحت بمستقبلها لأجل مساعدة أسرتها، بالإضافة لإيجاده عمل لنفسه، ونشر صورة جيدة للسوريين وسط المجتمع المصري، مشيرا إلى أن تعارفه مع باسم الجنوبى جاء من خلال التعامل معه كزبون متردد.

ويقول الطبال إن هذا التكريم كان الأفضل لدي، حيث شعرت حينها أن هناك من يحتاج التكريم أكثر مني، بالإضافة إلى أنني شعرت بأنني خلقت سمعة جيدة لنفسي ولأهلي وللسوريين، موضحا أن المصريين يتعاملون مع السوريين من باب العطف والمحبة، فإذا ما جلست مع مصري وأقنعته بحبي له س يحبني ويجد القبول من ناحيتي.

“السوريون ما كان لديهم بديل آخر غير العمل في مصر، فهم لم ينتظروا من شخص تقديم مساعدات لهم، طالما فى إمكانهم مساعدة أنفسهم، بسبب عزة نفسهم الشديدة” بهذه العبارة أوضح الطبال أسباب ارتقاء السوريين في عملهم وانتشارهم بين المصريين، وتحقيقهم نجاحات وإثبات ذواتهم.

ويعترف الطبال بما فعلته مصر للسوريين فيقول إن مصر قدمت ما لم تقدمه تركيا وأوربا لنا، فنحن عشنا فى مصر بحرية بدون تقييد، كما منحت لنا حرية التنقل، وحرية اختيار السكن والعمل، ولم تجبرنا على شئ معين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل