المحتوى الرئيسى

جسر مدمّر.. طريق إجباري للفرار من حرب الموصل

01/13 11:25

يلهث "أبو علي"، وهو مسن في العقد السابع من العمر، من شدة التعب عندما يحاول تسلق جسر شبه مدمر على نهر الخوصر شرقي الموصل على أمل الوصول إلى الضفة الأخرى وإكمال طريقه بعيدا عن جحيم آلة الحرب التي تئن المدينة تحت وطأتها منذ نحو ثلاثة أشهر.

وكان "أبو علي" إلى جانب مسنين آخرين ومئات المدنيين يفرون من حي المثنى شمال شرقي الموصل باتجاه أحياء أخرى في الشرق تعتبر أكثر أمنا.

ويضطر سكان الحي الذي تحرر خلال اليومين الماضيين من قبل القوات العراقية الى ترك منازلهم وممتلكاتهم بسبب تساقط قذائف الهاون التي يطلقها مسلحو تنظيم "داعش" على الحي بشكل متواصل.

ولا يجد الفارون سبيلا أمامهم إلا بعبور جسر شبه مدمر على نهر الخوصر مدخل حي المثنى من الجهة الشرقية للوصول إلى الأحياء الواقعة شرقي المدينة.

وكانت القوات العراقية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عبور نهر الخوصر وهو عبارة عن مجرى مائي صغير في الجانب الشرقي من الموصل ينتهي في المحصلة بنهر دجلة.

ويضطر مسنون من النساء والرجال إضافة إلى مقعدين يحملون على الاكتاف لتسلق سلالم وضعت لتغطية الأجزاء المدمرة من الجسر للوصول إلى الضفة الأخرى.

ويقول "أبو علي" الذي تحدثت معه الأناضول على ضفة النهر بعد تمكنه من عبور الجسر، إن "طائرات التحالف دمرت منزلي بسبب صعود القناصة من تنظيم داعش على سطح المنزل عنوة".

وأضاف، وهو يلهث من شدة التعب، "اضطررت الى العبور عبر الجسر بهذه الطريقة التي لا تناسب اعمارنا لاصل الى منزل اقارب لي حتى تستقر الاوضاع في حي المثنى ثم اعود مجددا الى منزلي لاعيد بناءه".

واستدرك قائلا "قذائف الهاون تسقط على الحي وبعض السكان يخلون منازلهم"، لكن رغم كل ذلك يقول الرجل المسن بأنه يشعر بالفرح بعد الخلاص من حكم تنظيم "داعش".

وكانت طائرات التحالف قد دمرت جسر الخوصر بضربة جوية في نهاية نوفمبر الماضي مع انطلاق العمليات العسكرية من اجل قطع امدادات داعش ما بين حي المثنى والاحياء الشرقية الاخرى.

كما دمرت طائرات التحالف خمسة جسور استراتيجية تربط جانبي الموصل الشرقي والغربي على ضفة نهر دجلة لقطع امدادات داعش وعزل المسلحين في الجانب الشرقي، حيث المواجهات بين القوات العراقية ومسلحي "داعش" لكن الجانب الغربي لا يزال هادئا.

وتقول الحكومة المحلية في نينوى انها تبحث عن بدائل لانهاء معاناة السكان من عبور الجسر.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى (مركزها الموصل) حسام الدين العبار الذي كان يتواجد في موقع جسر الخوصر المدمر ان "الجهد الهندسي لبلدية الموصل وبالتعاون مع جهاز مكافحة الإرهاب (يتبع الجيش) يعمل على انشاء معبر مؤقت على نهر الخوصر وعلى مقربة من الجسر لإنهاء معاناة السكان الفارين من الحي".

وأضاف، العبار أن "الحل المؤقت يتمثل في مد انبوب كبير وسط مجرى النهر لتمر المياه من خلاله ومن ثم طمر الانبوب بالتراب كي يكون معبرا للسكان الى الضفة الاخرى بدلا من العبور على الجسر بهذه الطريقة الصعبة".

ويجد مسنون ومعاقون صعوبة بالغة في عبور الجسر الذي تغطي السلالم أجزاءه المدمرة، ويتعاون السكان فيما بينهم لإيصال المسنين والمعاقين إلى الضفة الأخرى، حيث يجري حمل بعضهم على الأكتاف.

المقدم سعدي الحمداني الضابط في جهاز مكافحة الارهاب قال، إن "قصف الجسور ياتي لقطع الامدادات عن داعش وإصلاح مثل هذه الجسور ليس بالامر الصعب".

وتابع بالقول، "الاصعب هو إصلاح الجسور الاستراتيجية الخمسة بالموصل التي لم تقصف فقط من قبلنا وانما الجسر الرابع بالموصل جرى تفجيره من قبل تنظيم داعش من الضفة الاخرى في الجهة الغربية خشية تقدم القوات العراقية".

وأضاف الحمداني أن "السكان لا ينظرون لحجم الدمار في الوقت الحاضر؛ ففرحة التحرير والحرية تطغى على ذلك"، على حد قوله.

وختم حديثه بالقول، إن "نهاية داعش باتت قريبة في الضفة الشرقية"، وفق قوله.

وتواجه القوات العراقية صعوبات كبيرة جدا في عملية اقتحام الاحياء السكنية لمدينة الموصل لاعتماد تنظيم داعش على العبوات الناسفة والبراميل المتفجرة والسيارات المفخخة والقناصة وشبكة الانفاق لسهولة الحركة، فضلا عن ذلك معرفتهم الجغرافية بالمنطقة.

ويسقط مدنيون قتلى وجرحى يوميا نتيجة المعارك وخاصة السيارات المفخخة التي يخفيها مسلحو "داعش" بين الأزقة السكنية، فضلا عن القصف المتواصل للأحياء التي خسرها التنظيم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل