مستثمرون مصريون بكينيا: الخط الملاحي المباشر ل"مومباسا" ضروري لزيادة الصادرات وتوفير عملة صعبة

"إفريقيا"، القارة التي كانت مصر تنتشر فيها طولا وعرضًا منذ عقود مضت، تراجع التواجد والانتشار وإن ظلت مصر تحتفظ لنفسها بصورة "تاريخية" تعطيها "بطاقة مرور" للقارة تمنحها العودة من جديد وفي أي وقت تريده.

تمر مصر بظروف اقتصادية صعبة، عزا خبراء الاقتصاد سببها إلى عدم توافر القدر اللازم "العملة الأجنبية".. فهل تكون الأسواق الإفريقية البوابة الرئيسية لتدفق العملات الأجنبية على مصر؟.

يقول إبراهيم علي، مدير المجموعة الدولية للدهانات الحديثة، "شركتنا تأسست عام 1998 في مصر وهي تعمل في جميع أنواع الدهانات، ونصدر إلى 50 دولة.. في عام 2012 بدأنا التفكير في فتح أفرع لشركتنا، وفي العام نفسه قررنا أن نفتتح فرعًا في كينيا".

ويضيف، "اخترنا كينيا لأنها سوق واعد معدل النمو فيها كبير، فقد حققت خلال العام الماضي معدل نمو بلغ 6.1% إضافة إلى أنها مستقرة".

ويستكمل علي، "بالإضافة إلى ذلك فإن كينيا هي المركز الرئيسي لشرق إفريقيا كله وعن طريقها قمنا بالتصدير إلى أوغندا وتنزانيا".

وتابع، "السوق الإفريقي ليس صعبا كما يروج البعض، وأنصح كل رجال الأعمال والمستثمرين صغارا وكبارًا بالاستثمار هنا".

وأردف، "تواجد رجال أعمال مصريين هناك يعني إدخال عملة صعبة لمصر، فتوريد المنتجات إلى كينيا يتيح ذلك بشكل قوي، كما أن المنتجات المصرية ستكون منافسة بسبب عضويتنا في (الكوميسا) التي تُخفض 25% من الضرائب المفروضة على المنتجات.. وهذا يمنحنا ميزة تنافسية كبيرة".

ونبه مدير المجموعة الدولية للدهانات إلى ضرورة وجود خط ملاحي مباشر "ومنتظم" بين موانئ مصر ومومباسا، وهو أمر قد يضاعف حجم الصادرات المصرية.

وأشار إلى أن الرحلات من موانئ مصر إلى مومباسا تستغرق على أقل تقدير 16 يومًا، بينما يمكن أن تقلل الرحلات المباشرة من هذه المدة، وبالتالي يعني هذا التقليل توفيرًا في النفقات وزيادة في المكاسب المحققة.

"السوق الكيني أصبح كبيرا، ومتعطش للبضائع المصرية"، هكذا قال رجل الأعمال محمد خميس أو "عمدة إيسلي" كما يلقبه المصريون في نيروبي.

و"إيسلي" هي أكبر منطقة تجارية في نيروبي بل وفي كينيا كلها، كان ملفتًا للنظر تواجد المنتجات المصرية فيها بكثافة خاصة "المواد الغذائية".

وعن ذلك يقول محمد خميس، "السوق الكيني بحاجة إلى كثير من المنتجات المصرية، وليس المواد الغذائية فحسب".

ويضيف "ليس صحيحا أن مصر ليس لديها ما تصدره، بالعكس، هناك الكثير من المنتجات المصرية التي يجب أن تتواجد في السوق الكيني ومنه إلى شرق إفريقيا كله".

وأوضح خميس، "على سبيل المثال لا الحصر، مازال هناك حاجة لمزيد من المواد الغذائية، والدواء وكل ما يتعلق بالخدمات الطبية، ومواد البناء والمفروشات.. كل هذه منتجات يمكن أن تغزو الأسواق الكينية بسهولة، بشرط أن يكون اهتمام وتواجد مستمر من جانب رجال الأعمال المصريين، وألا يتعاملوا على اعتبار أنها مجرد شحنة سيوردونها وينتهي التعامل".

واستطرد "التواجد المصري في الأسواق الكينية، وزيادة حركة الصادرات من مصر سيوفر بما لا يدع مجالا للشك عملة صعبة مصر في أشد الحاجة إليها حاليا".

وعن الخط الملاحي قال خميس، "الخطوط الملاحية المباشرة ضرورة، صحيح أن هناك خطوط مباشرة لكنها قليلة وبتكلفة أعلى.. كلما كانت هناك خطوط أكثر كلما كانت الأوضاع أفضل وزادت حركة الصادرات".

سعيد عثمان، أقدم أعضاء الجالية المصرية في كينيا، يقول "أنا متواجد في كينيا منذ أربعين عاما، وأنصح رجال الأعمال المصريين بالتواجد في السوق الكيني، لكن التجارة تحتاج استدامة، ولا يمكن إدارة تجارة عبر الهاتف، والسوق الكيني سوق واعد لكنه بحاجة إلى استمرار.. وعلى رجال الأعمال المصريين التواجد فيه".

يشير سعيد عثمان إلى أن التواجد المصري في إفريقيا كان أحد أعمدته الرئيسية محمد غانم رئيس شركة النصر للتصدير والاستيراد، مضيفًا أن هذا الرجل لم يلق التكريم الكافي.

يتذكر عثمان، التواجد المصري في إفريقيا خلال ستنيات القرن الماضي، ويقول "كنا نتواجد بقوة وقدمنا العديد من المساعدات، لكن نظرتنا إلى إفريقيا بشكل عام يجب أن تتغير، فالمجتمعات الإفريقية تقدمت بشكل ملفت للانتباه ولم تعد بحاجة إلى (مساعدات)".. ويوضح "التطور في المجتمعات الإفريقية يستدعي التواصل معها بشكل أكبر وأكثر قوة، وعلى أساس من (الشراكة)".

"أملك مزارع (سيزال) وهو نبات شبيه بالصبار، تستخرج منه الألياف، ويتم منها تصنيع العديد من المنتجات منها (الحبال) و(المواد العازلة)، وأحد عملائنا هيئة قناة السويس.. وشركتنا هي من أكبر 5 شركات على مستوى العالم، ونصدر لمختلف الدول"، هكذا عرف رجل الأعمال سعيد عثمان طبيعة عمله.

وتساءل عثمان "كيف يمكن أن يظل هناك حالة من عدم الانتظام في الخط البحري ما بين مومباسا وموانئ مصر؟!".

وأضاف "عملية الشحن تستغرق في بعض الأحيان شهرين كاملين، لأنها تدخل خلال رحلتها عدة موانئ أخرى.. النقل البحري بين مصر ومومباسا يجب أن يكون مباشرًا