المحتوى الرئيسى

سنة بعد الدعاية الروسية ضد ميركل واللاجئين في "قضية ليزا"

01/13 09:53

روجت الشائعة أن مهاجرين عرباً هم الذين قاموا باغتصاب الفتاة ليزا وخطفها، فما هو موقف المحتجين اليوم؟

وسائل الإعلام الحكومية الروسية صبت الزيت في النار بنشرها خبر اختفاء الفتاة ليزا في برلين وتعرضها للاغتصاب من قبل مهاجرين عرب، وقدمت الحادثة المفترضة كمثال على فشل السلطات الألمانية التي حاولت التكتم عن القضية. وخرج عشرات الروس من أصل ألماني إلى الشارع للتظاهر مدعومين من يمينيين متطرفين وأنصار حزب "البديل لألمانيا"، وهتف بعضهم أمام مقر المستشارية: "ميركل يجب أن ترحل".  

لكن ليزا ظهرت مجددا بسرعة، وهي لم تتعرض للخطف، بل كان لديها مشاكل في المدرسة، وتواجه قساوة في بيتها العائلي. وفضلت ليزا في ذلك اليوم قضاء الليلة في حضن عائلة إحدى زميلاتها في المدرسة.

ولم يثق الجمهور الغاضب في صيغة شرطة برلين التي رفضت الكشف عن جميع التفاصيل حفاظا على حقوق البنت الصغيرة، واتُهمت الشرطة بأنها أرادت فقط حماية اللاجئين، كي لا تتضرر سمعة المستشارة، كما أفادت التلفزة الروسية التي تشكل مصدر الأخبار الرئيسي للروس من أصل ألماني الذين هاجروا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة إلى ألمانيا بعد إعادة توحيد هذه الأخيرة عام 1990. 

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تبنى هو الآخر نفس الموقف، وأعلن في مؤتمر صحفي نهاية يناير/ كانون الثاني 2016 في موسكو أن "طفلتنا لم تختفِ هكذا طوال 30 ساعة". وقال إن السلطات الألمانية تحاول فقط "تزيين الواقع لأسباب سياسية".

فهل كان وزير الخارجية الروسي يدرك آنذاك أن الأمر يرتبط بخبر زائف؟ كانت المسألة في أتم الوضوح بالنسبة إلى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي رد بشكل غير عادي على تصريحات نظيره الروسي. وقال شتاينماير إن الهدف من "قضية ليزا" هو توظيفها لدعاية سياسية. وجابهت الحكومة الألمانية لاحقا خلال السنة أنشطة دعائية روسية أخرى.

ماذا يقول الروس من أصل ألماني حالياً

في حي مارتسان ببرلين الذي تسكنه غالبية من الألمان من أصل روسي لم تعُد "ليزا" موضوعا مطروحا، والكثيرون من الذين نزلوا للتظاهر في الشارع يعتبرون أن القضية باتت مخجلة. ومنهم من يخجل من كونه سقط ضحية للدعاية الروسية، كما يقول ألكسندر روب رئيس جمعية الألمان الروس في برلين وبراندنبورغ. وأوضح روب أن تكتم الشرطة عمل على تغذية الشائعات.

وأقرباء الفتاة ليزا يرفضون اليوم التواصل مع وسائل الإعلام الألمانية والروسية. ويقول آخر بأن عائلة ليزا تشعر بأنها تعرضت للاستغلال من قبل وسائل الإعلام الروسية وكذلك السفارة الروسية، وأدركت اليوم أنها تقلصت إلى لعبة وسط خلاف سياسي أجنبي. 

متظاهرون في برلين يطالبون بحماية الأطفال وفرض الأمن

وقال ألكسندر رايزير من نادي يمثل الألمان الروس إن أهداف الدعاية الروسية باتت اليوم مكشوفة، فهي "أرادت البرهنة على أن الأمور تسير كما هو عليه الحال في روسيا، حيث تعم الفوضى وتزييف الحقائق. لكنه عبر عن دهشته من السهولة في تعبئة الجماهير للتظاهر في عالمنا الحديث.

ويأسف المهاجرون الروس من أصول ألمانية لوقوعهم في شباك الدعاية الروسية. لكن الملفت للانتباه هو أنه خلال الانتخابات البرلمانية في ولايتي برلين وبادن فورتمبيرغ حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" نتائج قوية في الدوائر الانتخابية التي يعيش فيها الألمان المنحدرون من روسيا. ففي حي مارتسان ببرلين حصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" على أقوى نسبة من الأصوات. كما تفوَّق حزب "البديل من أجل ألمانيا" بضعفي نسبة الأصوات على الحزب المسيحي الديمقراطي في بلدة فيبلينغن في الجنوب الغربي للجمهورية.

وحتى الحكومة الألمانية استنتجت العبر من قضية ليزا، إذ بات واضحا لها كيف أنه يمكن بخبر زائف واحد تحريك طبقة اجتماعية معينة. وهل كانت القضية بالنسبة للحكومة الألمانية لعبة تجريبية من إخراجٍ روسي في الفترة السابقة للانتخابات في ألمانيا هذا العام؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل