المحتوى الرئيسى

بالفيديو والصور.. بناة السد العالي: رفضنا المستحيل وكسرنا وصاية أمريكا

01/13 08:17

«بهمم وسواعد الرجال السمر الشداد وتحدي الزمان».. سطر بناة السد العالي أعظم ملحمة في تاريخ مصر الحديث، حيث تفاجأ العالم بإنشاء مشروع السد العالي بإرادة وطنية خالصة، رافضين لقرارات البنك الدولي "بتوصيات أمريكية" تمويل المشروع، والذي كان يستهدف كسر وفرض وصايا دولية أمريكية على مصر، ومع حلول هذه الأيام الذكرى 57 لإنشاء مشروع السد العالي، ألتقت "التحرير" عدد من بناة السد العالي بعد أن بلغوا من العمر عتيًا، ليحدثوننا ويحاوروننا على ذكريات الأمل والألم لإنشاء هذا المشروع العملاق.

يقول محمد عبد الحليم 70 سنة، عامل تركيبات كهربائية بالسد العالي، إنه التحق بالعمل بالمشروع عام 1962 حيث كان يعمل معه نحو 6 آلاف عامل مصري إلى جانب 4 اآاف عامل من عمال التراحيل، وعدد من الخبراء والفنيين الروس.  

وأوضح أنه التحق بالعمل مباشرة في  قسم الكهرباء للعمل ضمن مجموعة تركيب توربينات السد العالي، والتي تصل قدرة الواحده منها إلى حوالى 175 ميجاوات أي ما يعادل 120 حصان.

وأضاف، أنه كان لديه شعور عظيم بأنه ينفذ مشروع لصالح الأجيال القادمة، حيث كان يواصل الليل بالنهار من أجل تحقيق هذا الحلم، حتى جاءت اللحظة الفارقة التي يكاد لن ينساها طيلة عمرة وهي تحويل مجرى النهر في الخامس عشر من مايو عام 1964، والتي استقبلها شعب مصر وأمتنا العربية بفرحة ستبقى خالدة على مر التاريخ، وحضرها وقتها الرئيس جمال عبد الناصر، ورئيس وزراء الاتحاد السوفييتى نيكيتا خروشوف.

ويضيف الحاج بو المكارم زكي رضوان، أنه التحق بالعمل في شهر يونيو 1962 من خلال شركة المقاولين العرب، وتحديدًا بمنطقة خور قوندي جنوب السد العالي في قطاع التخريم للجبال لاستكمال المراحل الخاصة بأنشاء السد العالي، قائلا: "كنا نعمل في مواقع تفجير الجبال بالديناميت".

واستطرد حديثه حول ذكرى أليمة يذكرها جيدًا، وقال أنه أثناء العمل برفقة نحو 20 شخصًا من زملاءه في أحد مهام تخريم موقع من مواقع الجبال، انفجرت مجموعة من الديناميت في الموقع وحصدت أرواح جميع زملاءه، إلا أنه نجا من الموت بأعجوبة، حيث فصله عنه 3 دقائق فقط بعد أن ذهب وقتها إلى "الكرانتينة" الخاصة لشراء طبق من شربة الحمص نظرًا لشعوره بالجوع، وفور عودته فوجئ بتطاير الجثث من حولة والدماء تملأ المكان، الأمر الذي مثل له أثر سيئ طلب بعدها مباشرة بنقله من هذا الموقع إلى موقع آخر حزنًا على زملاءه.

ويكمل مصطفى علي بركات، رئيس جميعة بناة السد العالي بأسوان ذكريات إنشاء مشروع السد العالي قائلاً، أنه لم يلحق ببناة السد العالي في إنجاز هذا المشروع الضخم، ولكنه يذكر حادثة أليمة ذكرها له والده والذي توفاه الله منذ سنوات قريبة، حيث شاهد والده بعين رأسه حادثة وقعت بالقرب من أحد المواقع بالسد العالي أثناء سير سيارة تحمل نحو 120 عاملاً بالسد ، وتعطلت فرامل السيارة فجأة ليفقد قائدها سيطرتها عليها تمام، لتدهس كل ما تقابلة من العمال، قبل اصطدامها في أحد الصخور الجبلية بهذا الكم الهائل من العمال، حيث شاهد الجثث والأشلاء تتطاير في كل مكان ليرتقي هؤلاء شهداء هذا المشروع العظيم.

وقال محمد عبد الله ملا، إنه التحق بالعمل مباشرة فور تخرجة من الدارسة الثانوية بالعمل مباشرة منذ الوهلة الأولى للمشروع بقسم التركيبات الكهربائية والمرافق لمدة 40 عامًا، حيث يذكر دائما زيارات الزعيم الراحل عبد الناصر للمشروع وتحفيزه دائمًا للعمال لاستلهام عزيمتهم، خاصة أنه كان يتابع دائمًا المشروع من داخل موقع العمل بين العمال.

وتابع أن بناة السد العالي ضربوا أروع الأمثلة في رفض المستحيل وكسر الوصايا الأمريكية على مصر للحصول على قرض البنك الدولي لتمويل إنشاء السد.

وقال مصري علم الدين شمروخ، إنه التحق بالسد العالي منذ البداية، وعمل في عدة مهن منها سائق أوناش ولحام وفي أعمال التبريد، وكان يشعر كل عامل في السد العالي أنه يعمل في بيته لإنجاز العمل لدرجة أن الشخص منا كان يعمل أحيانًا لمدة 15 ساعة متواصلة دون أن يطلب أجرًا إضافيًا.

وتابع، أنه يذكر جيدًا يوم الاحتفال بتحويل مجرى النيل، حيث زارنا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذي اصطحب وقتها رئيس وزراء الاتحاد السوفييتي خروشوف، والرئيس العراقي عبد السلام عارف، والرئيس اليمني عبد الله السلال، وقاما عبد الناصر وخروشوف، بالضغط على زر تحويل مجرى نهر النيل لأول مرة في التاريخ إلى قناة التحويل، وإقفال مجرى النيل القديم والبدء في تخزين المياه ببحيرة ناصر، فيما انطلق دوي صوت الانفجار بتحويل مجرى النيل وبدء العمل في السد العالي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل