المحتوى الرئيسى

تونس "داخلة في حيط".. هكذا يعرف التونسيون الوضع

01/12 23:30

هكذا يعرف الشباب التونسي الوضع العام بالبلاد التونسية حتى بعد مرور 6 سنوات كاملة من اندلاع الثورة في تونس الخضراء، تونس التي طالما كانت أرض الثورات والتمرد ضد حكام البلاد، فهذه العبارة كفيلة بترجمة درجة اليأس داخل ذوات التونسيين كافة والشباب منهم خاصة.

لا جديد يذكر ولا قديم يعاد

"ما فما شي تبدل البلاد كيما هي وحتى شي ما تغير"، الكثير من السلبية ولا أمل لدى شباب كان في سنوات قليلة قد خلت، المثل الأعلى لدى شعوب المنطقة والعالم قاطبة في الثورية والحراك السلمي، شباب تونس الذي قدم الدروس والعِبر لكل الشعوب العربية خاصة في الإصرار والذكاء الثوري الذي جنَّب البلاد الدخول في نفق العنف والاقتتال الداخلي، لكن هذا الإصرار والدهاء وكأنه توقف وانهار مع خيبات متتالية، مع تلك الحالة من الركود والجمود الفكري والسياسي وخاصة الاقتصادي.

فالدافع الأول والأخير بالنسبة للشباب التونسي ليس تغيير النظام ورموزه بالأساس بقدر ما هو دافع اقتصادي تشغيلي، أفي هذا وعي من الشباب بأن السياسة هي سياسة مهما كان الحاكم شريفاً أم أن التونسي استسهل الأمور وقزم الثورة في مطالب مادية، فلا الحاكم أصبح شريفاً ولا الاقتصاد تحسَّن!

"شباب فادد ما عاجبو حتى شي" لو كنت تتجول في المدن التونسية، ستلاحظ وجوهاً عابسة قاتمة ومتخوفة، التونسي أصبح مدمناً لا على القهوة ولا على البيتزا ولا على المعجنات، كما نقرأ في الصحف الصفراء، التونسيون اليوم أصبحوا يتعاطون الاكتئاب قبل الأكل وبعد الأكل، قبل النوم وعند الاستيقاظ، حتى عند تصفحّنا لمواقع التواصل الاجتماعي والغوص في حسابات التونسيين، سنرى القتامة والكوميديا السوداء والسخرية من الوضع العام والسلبية المزمنة، فحتى رغم كل المحاولات من السلطة وكل الرسائل من المسؤولين التونسيين ومن الفاعلين في المجتمع التونسي لم تنفع التونسي، شيباً وشباباً "من الصغير حتاكش للي يدبي على الحصير"، الجميع هنا متشائم، فالخيبات المتتالية بعد الثورة التونسية كانت بمثابة رصاص الرحمة، جدل سياسي متواصل وعقيم وصراعات وهمية على السلطة والنفوذ في بلد يوصف بأنه صاحب التجربة السلمية الوحيدة في مسار التغيير العربي، اقتصاد سلحفاتي يحقق بقدرة قادر نسبة الصفر فاصل من النمو سنوياً.

أضف إلى ذلك ما حصل للصورة العامة لتونس، بعد العديد من العمليات الإرهابية في أوروبا، فالجميع هنا أصبح يدعو الله فور سماعه بحدوث عمل إرهابي أن لا يكون المنفذ تونسياً ولا حتى الضحية من تونس، فنحن شعب طالما عرف عنا السلام، وخير دليل على ذلك هو الثورة التونسية "ثورة البرويطة أو الكريطة"، كما نسميها.

"إنتي اللي تقرر مستقبلك يا شباب تونس"

"ما تستناو حد"، أنت من تقرر مصيرك، لا أروقة القصر الرئاسي بقرطاج ولا مكاتب وزراء الحكومة بالقصبة، ولا ردهات مجلس النواب بباردو، ولا حتى مكاتب الأحزاب التونسية، ليست دعوة للتخلي عن الدولة وعن العمل السياسي، بقدر ما هي دعوة علمية وتقنية بحتة، فالمرء العاقل يعي أن لا السياسيين يملكون متراس السرعة للإقلاع بتونس نحو التقدم والاستقرار الروحي والثوري، ولا عقلية التواكل وانتظار الهبات أيضاً سيجعل منكم سعداء.

التغيير يبدأ من محيطكم الضيق نحو عالم أرحب وأوسع، التغيير لا يكون من أعلى الهرم نحو القواعد، فهم ليسوا السماء حتى ترزقنا غيثاً، وكما قال أبو القاسم الشابي: "ومن يتهيب صعود الجبال ** يعِش أبد الدهر بين الحفر".

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل