من مهاجر بلا مأوى إلى وزير بكندا.. رحلة أحمد حسين ابن الصومال

الموت المتصدر، يطوف شبحه في كل مكان، قريب وصديق فارق الحياة الحرب لا تقف رحيمه أمام طفل أو أم، الهجرة بات الحل الوحيد، عمر صغير وقرار كبير لكن لا بد منه اتخذه المراهق الصومالي ذو 16 عامًا، وبدأ يبحث عن سبل السفر، وأي بلد تكون ملجئًا له من الموت المحتم في وطنه.

اتخذ أحمد طريقة إلى كندا بعد أن قرأ عن تبنيها الكثير من المهاجرين، كان القلق يتسرب لقلبه كونه يجمع أغلب صفات الأقليات التي تتعرض للاضطهاد في العالم، فهو عربي ومسلم وذو بشرة سمراء ومن بلد من العالم الثالث، وهو أيضًا مهاجر تاركًا وطنه، لم تعرقل أي من تلك الصفات الحياة أمام الشاب الذي اتخذ قراره، فبالأمس عام 1993 كان يبلغ 16 عامًا لكن قراره جعله شابًا متحملًا الكثير من المواجهات دون تردد، إيمانًا كامل بعبارة كندا "إذا عملت بجهد وأثبت كفاءة في الفكر والعمل ستصل إلى هدفك لا محالة، مهما كان اسمك أو لونك أو دينك". .

مرت السنوات وكانت كفاءة أحمد فوق المتوقع، فلم يصبح فقط عضوًا في البرلمان الكندي في 2015 عن مدينة يورك، لكنه أصبح وزيرًا ضمن الحكومة التي تسير على قرارتها الدولة بأكملها، فبات أحمد حسين من مواليد الصومال 1975 وزير الهجرة بكندا، لتكون المرة الأولى في تاريح كندا التى يتم تعيين وزير من أصل عربي.

وقف أحمد يجاوره مريم الأفغانية الأصل هي الأخرى بعد اختيارها منصب وزيرة المرأة، التي كانت بالفعل في منصب وزيرة، لكن للمؤسسات الديمقراطية فلم يخرجوها بعد التعديلات الوزارية لكن اختارها لمنصب آخر لمزيد من الاستثمار لكفاءتها وقدراتها.

اصطف الوزارء المهاجرون مؤدين اليمين الدستورية أمام رئيس الحكومة جاستن ترودو والحاكم العام لكندا، وتم تعيين فرانسوا فليب وزيرًا للتجارة الدولية، وكارينا جولد وزيرة للمؤسسات الديمقراطية.

لم يصل أحمد إلى منصب الوزير بين طرفة عين، لكن بعد رحلة طويلة اختار فيها أن يكون صوتًا لكل من مثله من المهاجرين واللاجئين بجانب أن يكون نصيرًا لكل مستضعف ومظلم فبات محاميا حقوقيا وناشطًا سياسيا ورئيس المؤتمر الصومالي الكندي، بعد أن أكمل دراسته الثانوية في هاملتون، ثم حصل على شهادة القانون من جامعة أوتاوا بكندا، وأصبح عضوًا في نقابة المحامين الكنديين سنة 2012، واختارته جريدة تورنتو ستار 2004 من أفضل 10 أسماء لأشخاص قدموا خدمات في مختلف المجالات في مدينة تورنتو، وحصل على ميدالية اليوبيل للملكة إليزابيث وجائزة هيئة أونتاريو لأعماله في خدمة المجتمع.