المحتوى الرئيسى

حكاية غرام «داليدا» و«ميتران» فى فيلم سينمائى

01/12 21:07

داليدا المرأة «الحورية الغامضة».. الأيقونة.. الفنانة القادرة على امتلاك شغاف القلوب.. الإنسانة المفعمة بالحياة والحب، والمغلفة بالموت والحزن.. المكرمة من «ديجول».. صاحبة الطابع التذكارى الذى احتفظ به الفرنسيون.. على حنجرتها الذهبية ولدت 500 أغنية بلغات متعددة مازلنا نرددها حتى اليوم بعشق كبير، أغنيات بتسع لغات، بالفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية واليابانية والهولندية والتركية.. ساحرة العالم بجمال قوامها ورشاقتها وشعرها الذهبي، اعتلت مسارح العالم كله وشغلت صفحات الجرائد العالمية لأن أغنياتها احتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم من كندا إلى اليابان ومن مصر إلى الأرجنتين.. تطل علينا داليد بإبداعها وأحزانها من خلال فيلم «داليدا»، الذى استقبله العالم يوم  11يناير، وسنراه فى مصر فى حفل ختام مهرجان سينما المرأة الذى سيقام يوم 26 فبراير المقبل بأسوان.

الفيلم وصلت مدة تصويره إلى 52 يوماً، تنقل فيها طاقم العمل إلى كافة الأماكن التى عاشت وأقامت فيها داليدا، لإضفاء الواقعية على مشاهد الفيلم، الذى ربما سيجيب على العديد من الاسئلة الحائرة عن حياة داليدا المثيرة والغامضة. الفيلم من إخراج الفرنسية ليزا ازويلوس، وتلعب شخصية المغنية الكبيرة عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا الفيتي، التى أصيبت بلعنة داليدا وأصيبت مؤخرا بحالة صرع على الهواء فى أحد البرامج الفنية، التى كانت تقوم بالدعاية للفيلم؛ فسر البعض أن ما حدث لـ«سفيفا» ربما لشدة الضغط العصبى الذى كانت تعيشه لتحقق حلمها فى الدخول الى عالم السينما من أوسع أبوابها، وخاصة أنها كانت تمضى يومياً نحو 3 ساعات مع أخصائى التجميل الذى يتولى وضع لمساته النهائية على ملامحها، لتبدو متشابهة جداً مع داليدا، وتعلم ما كانت تتقنه داليدا، سواء فى الغناء أو الرقص، أو الحديث باللغة الفرنسية.

من المعروف أن اختيار «سفيفا» لهذا الدور جاء بعد ترشيح العديد من الممثلات، ولكن بعد انتهائها من تصوير مجموعة من المشاهد نالت إعجاب أورلاندو شقيق داليدا، الذى سبق له أن رفض الكثير من المشاريع السينمائية التى عرضت عليه لتجسيد حياة شقيقته على الشاشة الكبيرة. الفيلم سيطرح حكاية داليدا ومشوارها الفنى والإنسانى فى محاولة للإجابة على سؤال: لماذا انتحر كل الرجال الذين أحبوا داليد، ولماذا أقدمت على الانتحار مرتين الأولي أنقذت فيها ولكنها فقدت القدرة على الإنجاب بسببها، والثانية فارقت الحياة.

الفيلم يضم عددا كبيرا من الممثلين الذين سيلعبون أدوار الرجال الذين ارتبطت بهم داليدا خلال مراحل حياتها المختلفة، ومن بينهم الممثل لوسيـــان موريس ويلعب دوره الممثل جان بول روف، ومن المعروف أن «لوسيان موريس» هو مدير محطة إذاعة «أوروبا» الذى فتح لها أبواب المجد، وعاشت معه داليدا قصة حب كانت حديث الوسط الفنى كله فى باريس وظلا خلالها مخطوبين لمدة أربع سنوات دون زواج وكان يقال عنهما «المخطوبان الدائمان» إلى أن قررا فى النهاية الزواج، ولكن داليدا انفصلت عنه بعد أشهر قليلة لأنها وقعت فى حب رسام يدعى «جان سوبيسكي»، وحاول موريس الزواج من امرأة أخرى. لكن علاقتهما لم تستمر فحاول مجدداً العودة إلى داليدا حبه الأول دون جدوى؛ لذلك انتحر مطلقاً النار على نفسه بعد فشل زواجه الثانى واستحالة عودته لداليدا حبه الأول، فيـــما يلعب الممثل اليسندرو بورجى شخــــصية «لويجى تيكو»، الذى حلم بأن تدعمه داليدا ليصبح مغنياً مشهوراً. لكنه فشل فى مشاركته فى مهرجان سان ريمو عام 1967 والذى كان سيطلقه إلى عالم النجومية، رغم أنها حاولت تقديم أغنية معه لتجبر لجنة التحكيم على اختياره. فأقدم أيضاً على الانتحار فى أحد الفنادق، وكانت داليدا أول من رأى جثته مغطاة بالدماء.

صدمة داليدا بهذه الحادثة لم تكن قوية فقط لأنها فقدت حبيبها، ولكن أيضًا لأنها هى من اكتشفت الجثة، فحاولت الانتحار بعد شهر بجرعة زائدة من المخدرات فى باريس، وبعد 5 أيام فى الغيبوبة وشهور من النقاهة تعافت داليدا، أما شخصية لوسيو الشاب الذى أحبته بقوة وكان أحد النبلاء فيلعب دوره الممثل برينو بلاسيدو. وهناك قصة عشيقها «ريتشارد تشانفراى» الذى انتحر عام 1983، والذى ارتبطت به من 1972 إلى 1981، حيث انتحر باستنشاق الغاز العادم فى سيارته. ويضم الفيلم مجموعة من ممثلين آخرين منهم ريكاردو سكامارسيو فى دور أورلاندو مدير أعمالها، وباتريك تيمسيت وفانسان بيريز ونيكولا دوشوفال ونيلز شنايدر ومايكل كوهن.

ويطرح الفيلم علاقة داليدا القوية والقريبة جدا من الرئيس الفرنسى الأسبق فرانسوا ميتران، حيث دعمت داليدا حملته الانتخابية عام 1981 حتى تكهن الكثيرون فى ذلك الحين بوجود قصة حب تجمعهما، خاصة أن علاقتها به بدأت عام 1971، كما ربطتها صداقة قوية بجاك شيراك حيث كانت داليدا تهتم بالشق السياسى وبناء علاقات مع كبار رجال السياسة بفرنسا. دانييل ميتران زوجة ميتران فى مذكراتها التى حملت عنوان (كلمة كلمة) والتى صدرت عن دار شيرش ميدى الفرنسية ؛تكلمت عن تلك العلاقة، إلى جانب كتاب آخر بعنوان «داليد» للموسيقار والصحفى الفرنسى جيف بارنيل. والذى عمل مع كبار مطربى فرنسا وعلى رأسهم: داليدا، فهو الذى كان يكتب لهم الكلمات والأغانى لكى يغنوها ويسحروا الجمهور بها، لقد تعاون مع داليدا طيلة العشر سنوات الأخيرة من حياتها وكتب لها ما لا يقل عن عشرين أغنية؛ ولقد أكد فى الكتاب أن الرئيس فرانسوا ميتران كان من كبار المعجبين بها. وكان يحضر حفلاتها مع عائلته ويصفق لها كثيراً.

لذلك فإنها أيدته فى حملته الانتخابية التى أدت إلى انتخابه رئيساً 1981. بل وتظاهرت فى الشارع من أجله. وقد لامها البعض على ذلك، وبخاصة فى جبهة اليمين الفرنسي. وقالوا بأنها ملك الشعب الفرنسى كله وليس اليسار فقط. وأشار الى تقربها من زعيم اليمين جاك شيراك. وهناك صورة تظهر لنا داليدا وهى فى أحضان شيراك تعانقه. وكان آنذاك عمدة لمدينة باريس. يرصد الفيلم أبرز مراحل حياة الفنانة منذ ولادتها فى القاهرة 1923 إلى أول ظهور لها على مسرح «أولومبياد» الشهير عام 1956،كما كان للنجمة داليدا نصيب لإحياء حفل ضخم فى 1974 حيث كانت كل المقاعد محجوزة قبل موعد الحفل لأشهر معدودة، بينما استطاعت داليدا أن تحقق بحفلها الثانى عام 1977 نجاحا فاق الأول بمراحل؛ ثم سفرها إلى الهند، والنجاح الساحق لأغنيتها «جيجى أومورو زد» (1974) وصولاً إلى النهاية الدرامية لحياتها عام 1987.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل