المحتوى الرئيسى

د. محمد فاروق يكتب: مستقبل الاستثمار في منطقة القناة | الفيومية

01/12 13:37

الرئيسيه » رأي » د. محمد فاروق يكتب: مستقبل الاستثمار في منطقة القناة

قرأت مقالا للأستاذ  فهمي هويدي، منشورا بجريدة “الشروق” بتاريخ 9 يناير 2017 بعنوان: “هل القناة مهددة؟” يتحدث فيه عن خبر تناقلته جريدة “الشرق الأوسط” عن اطلاق الصين لقطار شحن بضائع ليصل إلى مدينة لندن في 18 يوما، قاطعا 12000 كيلومترا  وأن هذا ليس القطار الصيني الأول الذي يصل أوروبا حاملا البضائع والمنتجات الصينية، فقد سبقته قطارات شحن بضائع سابقة، وتعد لندن المدينة الأوروبية رقم 15 التي تصلها هذه القطارات، ويتساءل عن تكلفة النقل والوقود، وعن أسباب عدم دراسة هذه التكلفة قبل انفاق المليارات في تفريعة قناة السويس

أنا لست ضد فكر الأستاذ فهمي هويدي، ولست ممن يصنفون الفكر و المفكرين، ولكن – مع خالص الاحترام لما طرحه كاتبنا القديرفي هذا المقال – أجد أنه لا يقدم ولا يؤخر في أمر القناة، ولا يفيدنا في شيء، وأن ما تم من توسعة سواء زادت تكلفته عن  العائد منه بسبب ركود التجارة العالمية، أو لم تزد قد أصبح مكسبا ورصيدا يمكن أن نفيد منه سواء في الحاضر أو المستقبل القريب أو البعيد.

ولا يمكن أن نعيد الزمن لكي نتجنب ما حدث، هذا إن صح من الأساس أننا كان يجب تجنب إجراء ما تم من توسعة للقناة خاصة وأنه كان مطروحا من قبل وتدارسته حكومات مختلفة حتى وقت مبارك .

و أعتقد إنه بدلا من أن نمضي الوقت في الحديث عما كان يمكن أن نفعله فإننا يمكن أن نستثمر وقتنا وجهدنا وفكرنا فيما بمكن أن نفعله، وحديثنا عما يمكن أن نفعله يجب أن ينطلق من الحقائق على الأرض.

والحقائق على الأرض تقضي بأن نعترف بأن قناة السويس قد لا تصبح الممر المائي الأقل تكلفة في العالم،  أو قد تظهر بدائل أخرى لها أوفر أقتصاديا،  والحقائق على الأرض أيضا تجعل موقع مصر المتفرد في مركز العالم بين ثلاث قارات قديمة أكثر من  مجرد ممر مائي،  و تفرض علينا أن نلعب دورنا بكل أبعاده ،والعالم يظل في حاحة لنا  ما دمنا نقوم بدورنا في الوفاء بإحتياجات الآخرين.

أما حينما نتوقف عن القيام بدورنا أو بعض منه فمن حق الآخرين أن يبدأوا في البحث عن بديل عنا، لذلك ما يجب أن نفكر فيه جميعا وأن ندعو العالم كله أن يفكر فيه معنا هو ما الذي يمكن أن نقدمه للعالم، ويحتاجه العالم في هذه “المنطقة الوسطى” منه؟

كيف يمكن أن نجعل منطقة القناة المنطقة الأكثر جذبا تجاريا وصناعيا وخدميا للجميع، فيأتيها العالم ليس كممرا مائيا فقط، وإنما لما تقدمه من خدمات و لما بها من مزايا أخرى؟… كيف يمكن أن تكون منطقة القناة  منطقة صناعية عالمية؟ و كيف يمكن أن يكون تصدير منتجاتها – عبر القناة – له ميزة نسبية؟ … كيف يمكن أن تكون منطقة القناة منطقة التجارة الحرة الأكبر والأوسع والأكثر تنوعا على مستوى العالم ؟…

بمعنى أصح كيف يمكن أن نجعل العالم يأتي إلينا قصدا وليس عبور سبيل؟. وأعتقد إن هذا ليس أمرا عسيرا، ولا يحتاج إلى قوة اقتصادية ذاتية لخلقه ودعمه، بقدر ما يحتاج إلى مناخ مستقر يعمه الأمن والأمان،  وقتها سيأتي المستثمرون من أنحاء العالم لهذه المنطقة الأكثر جذبا.

إن  الرخاء والإزدهار في عصرنا الحالي لا يمكن تحقيقهما بالحديث عن الماضي بل بالتطلع لآفاق المستقبل،  كما أن علاقات الإخوة وروابط الدم والجوار لا تغني عن البحث في المصالح المشتركة ،  لذا ينبغي أن نبدأ الخطوات الأولى لدراسة إمكاناتتنا ومزايانا النسبية في منطقة القناة، و التفكر في مصالحنا المشتركة مع المهتمين بهذه الإمكانات، أما الأمن والأمان فندعو الله ينعم بهما علينا، ونحن إذ نقدر ما تبذله قواتنا المسلحة والشرطة من تضحيات ـ  كان آخرهم شهداء و مصابي أول أمس ـ لا يمكن بلوغهما بالمواجهة العسكرية والأمنية فقط بل نصل إليهما بسلاح السياسة و قطوف الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل