المحتوى الرئيسى

الأمطار تُحول حلقة السمك بأبي قير لبرك ومستنقعات.. وصيادون: الإهمال الحكومي مستمر | ولاد البلد

01/11 20:34

الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » الأمطار تُحول حلقة السمك بأبي قير لبرك ومستنقعات.. وصيادون: الإهمال الحكومي مستمر

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

“محال خاوية، وأفران شويْ فارغة، ونصبات ومناضد بيع منتشرة، وبائعون وعمال يجلسون بانتظار الزبائن، ربما يأتي لهم مشترٍ يسد فراغ خسائرهم اليومية، تتوسطهم برك ومستنقعات من المياه الملوثة والمختلطة بالأمطار والصرف الصحي وبرك الطين العميقة”.. تلك هي ملامح منطقة “حلقة السمك” الكائنة بحي أبو قير شرقي محافظة الإسكندرية.

“تعد حلقة السمك الموجودة في حي أبو قير هي أول حلقة أسماك مخصصة للصيد والبيع في الإسكندرية، لكنها الآن تحولت إلى منفى وتوقفت فيها حركة البيع بشكل تام؛ بل أصبحت ميتة، لا يوجد زبائن تأتي للشراء، بسبب ما وصل إليه السوق من برك طين جراء الأمطار وجراء طفح الصرف الصحي بشكل كارثي، جعلنا نخسر كل ما نملكه من أموال”.. هكذا يعبر شهاب حجازي، صاحب محل أسماك بالحلقة، عن غضبه تجاه الوضع السيئ، الذي تعانيه تلك المنطقة.

ويقول حجازي، إن حالهم أصبح يرثى له، بسبب توقف حركة البيع والشراء للأسماك بحلقة السمك، الذي جعل المواطنين والزبائن من جميع المحافظات يعزفون عن زيارة المكان وشراء السمك منه، بسبب عدم تمكنهم من دخول المنطقة، إثر انتشار برك الطين التي يصل عمقها لنصف متر ومستنقعات مياه الصرف الصحي، فضلًا عن الروائح الكريهة التي تملا المكان، ما جعل الزبائن لا تقترب منه.

ويضيف حجازي، أنه لا يوجد مسؤول واحد زار المنطقة، ولا حتى رئيس الحي، أو المحافظ، أو أعضاء مجلس النواب، الذين انتخبنهم ووقف معهم حتى أصبحوا نواب في البرلمان، مشيرًا إلى أنه منذ نجاحهم في الانتخابات ولم نرى منهم شخصًا واحدًا أتى لحل مشكلاتنا، أو أوقف مهزلة الصرف الصحي التي أغرقت المكان.

ويشير حجازي، إلى أن العام الماضي شهد وفاة أحد السكان وهو صاعد لمنزله، نتيجة الصعق الكهربائي بسبب اختلاط الكهرباء بالمياه، وتوفي في الحال، مضيفًا “لم نرى وقتها مسؤول واحد من الحي أو المحافظة أتى للاهتمام بالواقعة”.

ويتوافق معه في الرأي أحمد محمد، صاحب محل أسماك بالحلقة، موضحًا “أرسلنا مئات الشكاوى للحي والمحافظة وللمسؤولين، لكن لا حياة لمن تنادي، ولم يأتي مسؤول واحد ليحل لنا مشكلة الصرف الصحي، التي جعلتنا نخسر كل ما نملك من أموال، فأصبحت محالنا خاوية لا يأتيها أحدًا للشراء”.

ويقول حامد سعيد، بائع سمك جائل في السوق، إنه لم يدخل جيبه مليمًا واحدًا منذ أكثر من شهر، لعزوف الناس عن دخول السوق بسبب برك الطين والصرف الصحي، مشيرًا إلى أن الأسماك أصبحت تفسد منهم، لعدم وجود زبائن بسبب حالة حلقة السمك البيئية، والتي تسببت لنا الأمراض الوبائية جراء الروائح الكريهة والعفنة، التي تأتي من جراء طفح الصرف.

ويلتقط منه أطراف الحديث الحاج سالم غانم، صاحب محل أسماك، قائلًا “حالنا أصبح عدم بسبب توقف البيع إثر التلوث البيئي الذي عمّ حلقة السمك، جراء انفجار أبيار الصرف الصحي وطفحها في السوق، ما نفر الزبائن من الدخول للسوق وشراء الأسماك التي اختلطت رائحتها بروائح الصرف الصحي”.

ويشير غانم إلى أنهم يجلسون منذ فجر اليوم وحتى المغرب، ولم يدخل السوق حتى زائر واحد للشراء، بسبب الروائح الكريهة التي تسبب اختناقات لهم وتجعلهم يشمئزون من الشراء.

ويضيف غانم، أن أصحاب محال أسماك مطالبون بدفع يوميات للعمال، والآن أصبح البيع معدوم والخسائر كبيرة، متسائلًا: كيف ندفع يوميات لهم ونحن حالنا متوقف؟ وعلى الرغم من تلك الخسائر الكبيرة، فنحن ندفع ضرائب كبيرة جدًا تفرضها علينا الدولة، وندفع فواتير كهرباء ومياه وكل ذلك بشكل مضاعف، لكوننا محال تجارية، ولا تنظر الدولة لخسائرنا التي تسبب فيها إهمال المسؤولين، الذين تركوا مياه الصرف الصحي والبنية التحتية المتهالكة تأكل مهنتنا وتدمرها تمامًا.

ويتوافق معه في الرأي محمد شعبان، صياد وبائع بحلقة السمك في أبو قير، مضيفًا أن المحافظة أخبرتهم بأنها ستنشئ لهم باكيات للبيع فيها بعد تطوير وتنظيف حلقة السمك من الصرف الصحي والطين الذي يملأ ميناء الصيادين.

لكن شعبان، يرى أن كل تصريحات المسؤولين ما هي إلا مجرد شو إعلامي فقط ولم نرى أي مسؤول من الحي والمحافظة أتى لتنفيذ وعوده ولأسف كله مجرد كلام في الهواء بحسب تعبيره.

ويوضح شعبان، أنهم أصبحوا لا يملكون مالًا بسبب وقف حالهم من جراء هذا الوضع، ما جعل البائعين والصيادين يتوقفون عن العمل، حتى ركدت حالة حلقة السمك وأصبح لا يوجد زبون واحدًا يأتي لشراء ولو حتى سمكه، ما جعلنا نجوع نحن وأسرنا والدولة لا تنظر لنا.

ومن جانبه، يقول اللواء عادل سلامة، رئيس حي ثان المنتزه، إن أزمة الصرف الصحي ترجع إلى تراكم مياه الأمطار، والتي كانت تهطل الفترة الماضية بشكل متواصل، لذلك حدثت تلك المستنقعات العميقة، مشيرًا إلى أن شركة الصرف الصحي تعمل بشكل متواصل في عمليات شفط المياه من المنطقة.

ويوضح أن الشركة المعنية لم تتأخر على استغاثة أي مواطن يشتكي من تراكم البرك والمستنقعات، مبينًا أنهم يعملون بشكل متواصل، منعًا لتكوين البرك ومستنقعات المياه، كما أن شبكات الصرف متصلة بـ5 محطات تعمل على تصريف المياه المتجمعة.

ويضيف سلامة، أن شركة الصرف الصحي تقوم بشكل مستمر بتطهير الشنايش، بغرض عدم انسدادها مجددًا، نافيًا صحة ما ردده بعض الأهالي بعدم وجود شبكة صرف صحي، حيث أن المنطقة بها شبكات صرف صحي متكاملة، من خلالها نتحكم في أي طفح أو تفاقم للمياه، لافتًا إلى أن أي مشكلة تحدث في المنطقة مباشرة يتوجه بنفسه إليها لبحثها والعمل على حلها فورًا، حرصًا منهم على خدمة وتلبية احتياجات المواطنين سكان الحي الذي يرأسه.

ويقول محمود نافع، رئيس شركة الصرف بالإسكندرية، إن شبكات الصرف الصحي بالمنطقة جيدة وتعمل بكامل طاقتها، مشيرًا إلى أن ما يحدث من برك ومستنقعات طينية من جراء تراكم مياه الأمطار، التي أغرقت الثغر الفترة الماضية بشكل متواصل.

ويضيف نافع، أن عمال الصرف يعملون في الشوارع في ظل موجة الشتاء المتواصلة دون راحة، من أجل سحب المياه من الشوارع فور هدوء المطر، مشيرًا إلى أن الشركة بها سيارتين للسيول، تم الدفع بواحدة منها لمناطق شرق الثغر، حيث أن كل سيارة سيول توازن 135 سيارة سحب وشفط عادية، بمعدل 1350 متر مكعب في الساعة الواحدة من مياه الأمطار، وتمكنت من سحب كميات كبيرة من الأمطار، ومن الطبيعي وجود برك طين نتيجة كثافة الأمطار.

لكن الحاج محمد عبد السلام، كبير الصيادين بأبو قير شرقي الإسكندرية، كان له رأي آخر، إذ يشير إلى أن وضع الصيادين بمنطقة أبو قير سيئ، بسبب أن الصيادين فئة فقيرة تعاني من الإهمال الحكومي.

ويوضح أن الدولة وعدتهم بعمل باكيات لهم، لكن حتى الآن لم تنفذ، مبينًا أنه لابد من عمل تأمين صحي للصيادين بأبوقير وأسرهم، واستخراج معاش، مع ضرورة إنشاء ميناء للصيادين بأبوقير يستوعب قواربهم ومعدات الصيد الخاصة بهم.

ويذكر عبد السلام، أن الصيادين يعانون أيضًا من قلة إنتاجهم من الأسماك، بسبب أعمال الصرف الصناعي من الشركات التي تصب في البحر وتقتل الأسماك، مشيرًا إلى أن الدولة تفرض ضرائب ورسوم تفتيش بحري كبيرة وهم لا يعملون، فضلًا عن ارتفاع أسعار الوقود الخاص بمراكب الصيد، مما يهدد بتشريدهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل