فيديو| بسبب غلائها.. ركود في أسواق اللحوم وأهال بدشنا: الأسماك والطيور البديل | دشنا اليوم

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » فيديو| بسبب غلائها.. ركود في أسواق اللحوم وأهال بدشنا: الأسماك والطيور البديل

شهدت محلات الجزارة ركودًا عامًا في الأسواق المحلية بدشنا، بسبب ارتفاع أسعار اللحوم، التي تخطت حاجز الـ100 جنيه، ما أثار حالة من الغضب الشديد بين المواطنين، وأدى إلى انتعاش أسواق الأسماك والدواجن، مطالبين مسؤولي التموين بشن حملات مكثفة ومفاجئة لضبط الأسواق.

يقول عمر عطية، عامل، إن أسعار اللحوم قفزت بمعدل غير طبيعي لم تشهده من قبل، حيث قرر مقاطعتها بشكل نهائي لحين انخفاض أسعارها، واتخاذ الأسماك والدواجن البديل الأمثل لها، مطالبًا المواطنين بالتضامن ومقاطعة اللحوم حتى التخلص من جشع الجزارين – حسب تعبيره-.

وتتساءل حورية أبو الحمد، موظفة، ماذا يأكل المواطن البسيط في ظل هذا الغلاء الرهيب الذي ضرب جميع أسواق اللحوم؟، لافتة إلى أنها اشترت كيلو واحد من اللحم الماعز بـ90 جنيها، مردفة “ميزانية الأسرة أصبحت غير كافية الآن لشراء الضروريات الأساسية في المنزل البسيط”.

ويرى صابر عبد الله، مدرس بالمعهد الأزهري بنات، أن شراء الدواجن والأسماك أصبح طوق النجاة للمواطن البسيط ومحدودي الدخل من جشع التجار، مطالبًا إدارات التموين والمسؤولين، بتكثيف الحملات التموينية، وتشديد الرقابة لضبط الأسواق، وفتح العديد من المنافذ التي تبيع اللحوم والدواجن والأسماك بأسعار مخفضة للقدرة على مواجهة ارتفاع الأسعار.

وتوضح سميحة علي عبداللطيف، ربة منزل، أن الحل الأمثل لمواجهة الغلاء هو تربية الطيور والماعز والأغنام في المنزل وذبحها لمواجهة الغلاء،لافتة إلى أنها تضطر أحيانًا إلى بيع ما تربيه للمساعدة في نفقات الحياة، خاصة وأن الرواتب ثابتة مع استمرار ارتفاع الأسعار.

“اللحمة للأغنياء فقط” بتلك الكلمات عبر فتحي ايراجي، موظف على المعاش، عن استيائه من الارتفاع الجنوني في أسعار اللحمة، حيث أنه قاطع أسواق اللحوم منذ شهرين لحين انخفاض سعرها، موضحًا أن عائلته تتكون من 6 أفراد، وميزانية منزله لا تكفي إلا لشراء نصف كيلو فقط أسبوعيا من كل شهر.

ويشير علي رجب، تاجر سمك، إلى أن هناك زيادة في الإقبال على شراء السمك من قبل المواطنين بالتزامن مع ارتفاع أسعار اللحوم البلدية، لافتًا إلى أن أكثر أنواع السمك إقبالاً هو البلطي الذي يسجل 17 جنيهًا للكيلو، والسمك القراميط الذي يسجل 15 جنيهًا، والسمك البياض الذي يسجل 25 جنيهًا.

ويضيف صبحي زينهم، تاجر دواجن، أن هناك إقبالاً من المواطنين على شراء الدواجن والحمام والطيور الأخرى التي لم يصبها الارتفاع في الأسواق خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن الجزارين يستغلون الوضع في الوقت الراهن لرفع الأسعار على المواطن البسيط، “وكله مكسب لينا” حسب تعبيره.

ويشتكي هشام مصطفى، صاحب محل جزارة، من الركود الذي ضرب جميع محلات الجزارة، وتوقف حركة البيع والشراء من قبل المواطنين وعزوفهم عنها بسبب غلائها، مشيرًا إلى أنه خسر الكثير جراء هذا الغلاء، حيث كان يذبح رأس ماشية واحدة يوميًا، أما الآن هيذبح مرتين فقط في الأسبوع.

ويري هاني عبدالله، جزار، أن الكثير من الديون تراكمت عليه هو وشريكه،  بسبب حالة الركود، لافتًا إلى أن الكثير من المواطنين يتهمون التجار بالمغالاة والجشع، ولكن يكمن السبب الرئيسي في زيادة أسعار الأعلاف والماشية من قبل المزارعين.

ويرجع إبراهيم عبداللاه، مهندس زراعي، زيادة أسعار اللحوم في مصر لعدم امتلاك الدولة مراعى طبيعية وهي التي تنمو بشكل طبيعي، وأيضا الاعتماد بشكل مباشر على الأعلاف الجافة والأعلاف الخضراء التي يزرعها المزارعين، إضافة إلى زيادة سعر الدولار.

ويتابع عبد اللاه، أن من أسباب زيادة سعر اللحوم في مصر توقف مشروع البتلو والذي كان الاهتمام به من قبل الدولة من عام 1988، وكان له الفضل في تنمية وتحسين وزيادة نمو الثروة الحيوانية قبل توقفه عام 1993 لصالح اللحوم المستوردة ما أدى إلى  تدمير الثروة الحيوانية، مشيرًا إلى أن عزوف المربين عن تربية الماشية جعل المعروض منها في حالة تناقص بصفة مستمرة لأسباب كثيرة جدا يأتي في مقدمتها زيادة أسعار الفائدة عند حصولهم على قروض من البنك الزراعي، بالإضافة إلى أن الدولة رفعت يدها من دعم الأعلاف للمربين وتركتهم فريسة للسوق السوداء، حيث كانت توزع الأعلاف في الجمعيات الزراعية على الحيازة.

ويقدم عبد اللاه روشتة سريعة لحل الأزمة تتلخص في عمل مشروعات لتربية رؤوس الماشية، وتوزيع الأراضي الزراعية على الخريجين ودعمهم لإقامة مشاريع الإنتاج الحيواني والاستثمار في الثروة الحيوانية، ورفع الجمارك عن الأعلاف المستوردة، ودعم المربين من قبل الدولة وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، وتوزيع الأعلاف على الحيازات الزراعية للمزارعين كما كان يحدث من قبل، وتخفيض الفائدة في البنوك الزراعية لمشاريع الإنتاج الحيواني حتى يتثنى للمربين الحصول على قروض بفائدة بسيطة.