الظهور المتكرر للواء محمد عرفان.. هل يخلف شريف إسماعيل؟

أثار الظهور المتكرر للواء محمد عرفان، رئيس جهاز الرقابة اﻹدارية، أخيرا في أكثر من مناسبة حضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، تساؤلات عديدة، تزامنا مع عدد من قضايا الرشوة التي تمكن الجهاز من ضبطها وأبرزها قضية موظف مجلس الدولة.

هذه التساؤلات كان منبعها ما اعتبره البعض محاولة لـ "تلميع عرفان" إعلاميا، على الرغم من عدم معرفته بشكل كبير منذ تولية رئاسة جهاز الرقابة اﻹدارية، فضلا عن مشاركته بشكل موسع في عدة اجتماعات هامة مع كبار مسؤولي الدولة والرئيس السيسي.

وتردد في وسائل إعلامية، تلمح لإجراء تغيير وزاري مرتقب على نطاق واسع يشمل المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وسط أنباء عن أن عرفان أحد المرشحين لرئاسة الحكومة.

الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، قال إن حضور عرفان لاجتماعات هامة مع كبار الوزارء، أمر يثير التساؤلات خاصة أن هذا الأمر لم يحدث من قبل مع رؤساء هيئة الرقابة الإدارية السابقين.

وأكد سيد لـ"مصر العربية"، على أن ما تحدث به عرفان خلال احتفال تطوير ميناء سفاجا لا يدخل ضمن اختصاصات الرقابة الإدارية، وهو ما يثير الشكوك خاصة أنه يتزامن مع هذا إشادات واسعة بالجهاز ورئيسه في وسائل الإعلام.

        كلمة محمد عرفان " رئيس الهيئة الرقابية الإدارية " أثناء تطوير ميناء سفاجا

ويرأى أستاذ العلوم السياسية، أن السيسي يثق في عرفان أكثر من الوزراء أنفسهم، مستشهدا بواقعة تعليق السيسى، على شرح الدكتور جلال السعيد وزير النقل، لمشروعات الطرق الجديدة، عندما وجه كلامه لوزير النقل، قائلا: "رئيس هيئة الرقابة الإدارية بيبعت لي التقارير قبل ما يبتعها لحضرتك".

الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية، أبدى استغرابه من ظهور عرفان، خلال حفل افتتاح السيسي تطوير ميناء سفاجا، وإلقاء كلمة في هذه المناسبة. 

وأضاف حسني خلال تدوينة له على "فيسبوك"، "أعتقد أنها المرة الأولى في تاريخ الدولة المصرية - وربما في تاريخ كل الدول - التي يقف فيها رئيس هيئة رقابية ليلقي كلمة في افتتاح مشروعات عامة جوهرها هو السياسات العامة للدولة المسؤول عنها رئيس مجلس الوزراء الذي لم ينطق بكلمة طيلة الاحتفال".

وتابع أن رئيس هيئة الرقابة الإدارية لم يكتف بهذا، بل أعلن توصيات لواضعي السياسات العامة، ووعد الرئيس بمتابعة تنفيذها وإفادته بتقرير بشأنها خلال ثلاثين يوماً.

وأرجع حسني، الظهور المفاجئ والمتكرر لرئيس هيئة الرقابة الإدارية لسببين، قائلًا "إما أن السيد اللواء رئيس هيئة الرقابة الإدارية ومن جاءوا به ليلقي كلمته لا يفهمون دور هيئة الرقابة الإدارية فتجاوزوه ليؤدي الرجل دور رئيس مجلس الوزراء، أو أن الرجل يتم تقديمه للشعب المصري تمهيداً لإعلانه رئيساً لمجلس الوزراء".

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى  أنه ربما فسر الاحتمال الأخير كثيراً من مداخلات الرئيس بشأن الهيئة ورئيسها خلال الفترة الماضية، فضلاً عن الإعلان المفاجئ والصخب الإعلامي الذي صاحب قضايا الفساد التي تقف الهيئة وراء الكشف عنها.

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، رأى أن حضور رئيس جهاز الرقابة الإدراية للاحتفالات واجتماعات الرئيس تأتي في إطار تكريم السيسي والدولة له على نجاحه في الكشف عن كثير من قضايا الفساد الأخيرة.

وأضاف فهمي لـ"مصر العربية"، أن الحديث حول إمكانية تولي محمد عرفان رئيسا للوزراء ليس أكثر من تكهنات تتداول في وسائل الإعلام. 

وتابع: "ليس لدي معلومات أكيدة حول الظهور المتكرر لعرفان لكني لا استطيع أن أربط بينه وبين تعديل وزاري مقبل".

في السياق ذاته، رأى الكاتب والمحلل السياسي أمين إسكندر، أن الظهور المتكرر لمحمد عرفان الهدف منه أن السيسي يريد أن يقول للجهاز الإداري بصفة خاصة وللشعب عامة أنه يقف للفساد بالمرصاد ويتربص بالمفسدين.