المحتوى الرئيسى

مُعلَقون بحبال المشنقة اختياريًا.. 3 حكايات عن الانتحار في الغربية

01/11 12:37

فقدوا آخر وسائل المقاومة، ولم يبق لهم سوى ههذا الطريق يدقوا به ناقوسًا يعلن تخلصهم مما ضاقت به صدور اختارت أرواحها المغادرة، حال جسدته 3 وقائع انتحار في محافظة الغربية الأسبوع الماضي، تشابهت في وسائلها واختفلت في حكاياتها لثلاثة أحدهم اعتاد التردد على المساجد، والثاني كانت كلماته الأخيرة خطاب لأهل القبور، والثالث عجز عن إسكات آلام نجله.

على بعد خطوات من ميدان الششتاوي بالمحلة الكبرى في شارع بلال بن رباح، يقطن مفتش التموين السابق نصر الدين سعد، الستيني الذي اعتاد عقب صلاة المغرب مرافقة أصدقائه إلى وقت أذان العشاء، وذلك منذ بلوغه سن المعاش، إلا أن انقطاعه لأسبوع عن عادته وعبادته أقلقت الرفقاء الذين استيقظوا على نبأ ما ظنوا يومًا أنهم متلقوه.. انتحر رفيقهم هربًا من ضائقته المالية.

تقول الزوجة -التي رفضت الحديث لـ "مصراوي"- في نص التحقيقات: "كانت بيننا خلافات على مصروف البيت وكان يمر بضائقة مالية بسبب الزيادة الأخيرة في أسعار السلع والمعاش المنخفض الذي لا يتجاوز ألفًا ومائتي جنيه. وفي يوم الحادث خرجت لشراء بعض مستلزمات المنزل كما هي العادة وعدت فوجدته معلقًا بحبل داخل غرفة نومه وقد فارق الحياة".

ويضيف الشيخ أحمد الشعراوي وهو أحد جيران مفتش التموين: "فاجئنا صراخ من منزله فركضنا إلى البيت ووجدنا نصر معلقًا في سقف غرفته.. (مكناش مصدقين إنه عمل كدا في نفسه)"، مؤكدًا حسن خُلق رفيقه بالقول: "كان راجل طيب جدًا وجارنا من حوالي 40 سنة مسمعناش عنه حاجة وحشة.. كان أوقات بيتكلم معانا عن الظروف المادية الصعبة، وكلنا كنا بنتكلم زيه عن ظروفنا المادية".

مصطفى زيادة صاحب محل بقالة ملاصق للمنزل محل الواقعة، يقول: "كان يكره أن تتبضع أسرته بالأجل ويصر على دفع المبلغ بأكمله دون تسويف".

على بعد خطوات من منزل نصر، قرر آخر اعتماد الطريقة ذاتها في التخلص من الحياة. طالب لم يكمل عامه الرابع عشر بعد، ودع الحياة شنقًا وترك خلفه كلمات على "فيسبوك" خاطب بها الأموات: "أيها الأحياء تحت الأرض عودوا.. فإن الناس فوق الأرض قد ماتوا".

بكلمات قصيرة زادت من الحادثة غموضًا، تحدث مصطفى عن نجل أخيه محمود عميد المسيري الطالب بالصف الثاني الإعدادي، قائلاً لمصراوي: "محمود لم يكن يعاني أي مرض نفسي ولم يمر بأزمة مالية قط"، مضيفًا: "ننتظر تقرير الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة".

يروي العم التفاصيل الأخيرة في حياة الصغير قائلاً: "عاد محمود إلى المنزل في حدود الحادية عشر عقب انتهائه من تلقي درس خصوصي وتناول وجبة العشاء مع أسرته وذهب إلى غرفته ليخلد في نومته الأخيرة.. فجر اليوم التالي وجدناه معلقًا في مقبض باب غرفته وحول عنقه حزامه الشخصي".

وفيما رفضت أسرة محمود الحديث حول الانتحار المفجع لنجلهم كانت لمصراوي جولة مع جيرانه وأصدقائه في محيط منزله، حيث قال أحمد عبد الحميد وهو صاحب محل طيور: "محمود كان على خلق وشخصية مرحة يحب المزاح ومداعبة جيرانه.. في الراحه والجاية يمسي علينا.. الله يرحمه".

محمد السنوسي صديق محمود يضيف قائلاً عما بدا عليه صاحبه قبيل انتحاره: "نستبعد انتحاره إذ كان معنا قبل موته بساعات ولم نلاحظ عليه أي علامات ضيق ولم يكن ينوي الإقدام على فعل كهذا.. اعتدناه مقبلاً على الحياة يهوى شراء الملابس الجديدة ويمارس الرياضة بانتظام".

وعن العبارة الذي دونها على "فيسبوك" قبيل وفاته يقول علاء الأنصاري، صديق محمود: "كان مثقف ويحب القراءة ودائمًا ما كان يدون عبارات من قراءاته على فيسبوك"، مرجحًا أن تكون علاقة الصدفة وحدها الرابط بين كلماته الأخيرة وحادثة وفاته، مضيفًا: "عائلة محمود تشك في وفاته جنائيًا".

وحده من مر بمعايشة قريب له مريض بالسرطان يدرك ما جال بصدر أشرف فاروق حداد المسلح الأربعيني الذي عجز عن توفير علاج يُسكت آلام صغيره ذا الخمسة عشر عامًا، فاختار الانتحار متدليًا من سقف بلكونته وسيلة للهروب من التأرجح بين اليأس والأمل.

إلى جوار صورة أبيه وقف الابن الصغير متحاملاً على آلامه مناديًا من رحل: "نفسي أقول لبابا ليه عملت كده.. وحشتني أوي.. ربنا يرحمك"، كلمات ظل يرددها، بينما يروي شقيقه الأكبر تفاصيل اكتشافهم انتحار الوالد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل