صور| 350 أسرة برأس البر تعيش في «عشش صفيح»

تأوي مدينة رأس البر السياحية مأساة نحو 350 أسرة حقيقية، حيث المنازل عبارة عن «عشش صفيح»، يواجهون داخلها البرد القارس والأمطار الغزيرة طوال فصل الشتاء. ورغم ما يردده المسؤولون من وعود بنقل تلك الأسر في عمارات الإسكان الاجتماعى إلا أنها سرعان ما تتبخر مع الوقت.

«إحنا جربانين هما عايزين ناس عليهم القيمة.. كل ما نروح مكتب المحافظ يطردنا الموظفون، ويقولوا لنا أنت مين عشان تقابليه».. بتلك الكلمات بدأت أم محمد (52 سنة) حديثها لـ«التحرير»، وأضافت «من 37 سنة وأنا عايشة هنا، تزوجت وأنجبت 3 أولاد، أصغرهم فى مرحلة الثانوية العامة، وسط ظروف صعبة لا تلائم الحيوانات - على حد تعبيرها- علاوة على احتقار المجتمع لنا». 

وبملامح يائسة تقول أم محمد «إحنا ساكنين فى منطقة عشوائية وسط الحشرات والفئران والقطط، وكافة ما تتخيله، اتخنقنا ومفيش حد حاسس بينا، بنتي محرجة من الخروج مع زميلتها»، وتساءلت «من سيتزوج نجلتى وهى مقيمة هنا؟».

وتابعت «عشتى اتحرقت سنة 1986، وكل ما أملك راح. تعبت من كتر الشكوى دون مجيب، والحياة فى الجو البرد مبهدلنا، وفى الشتاء المياه تغرقنا، بنولع خشب عشان ندفى وبستخسر أشترى أى حاجة علشان أوفره لتعليم بنتى».

ووجهت أم محمد رسلتها للمسؤولين «عايزين نحيا حياة آدمية مثل كافة البشر، حسوا بينا مش كثير علينا شقة تأوينى أنا وبنتى قبل ما ربنا يأخذ وديعته، الناس المستحقة للشقق لا تأخذها ويأخذها من لا يستحق». 

وتقول الحاجة فوزية سعد (75 سنة) «عايشة هنا من زيادة عن 50 سنة بعد وفاة زوجى، وبكتسب رزقى المحدود من بيع البسكويت، الحياة هنا قاسية جدًا، عايشين مع الحشرات والفئران».

وتطالب الحاجة فوزية بمعاش كى يساعدها على المعيشة وغرفة آدمية بمنافعها، لكى تقضي فيها ما تبقى من العمر بعيدًا عن المطر الذى أكل جسدها طوال سنوات عدة.    

ويضيف محمود الدقاق (43 سنة) صياد وأب لطفلين «أقيم منذ 40 سنة بتلك العشة منذ صغرى الحياة صعبة  كل يوم والثانى الأسعار فى ازدياد، وأنا راجل على قد حالى يوم اشتغل وعشرة لأ، وأعانى من عجز فى يدى والغضروف، ولا أملك ثمن علاجى، كل أمنيتى فى الحياة شقة أوضة وصالة تسترنى أنا وأسرتى الصغيرة المكونة من 4أفراد وأم عاجزة ومعاش يساعدنى على الحياة».

وقال مصدر بديوان عام محافظة دمياط فى تصريح لـ«التحرير» إنه تم إدراج منطقتين عشوائيتين يعدان من المناطق غير الآمنة فى خطة عام 2017/2018م لتطويرها.