المحتوى الرئيسى

شاهد| «مسار العائلة المقدسة».. حلم روحاني وتنموي في انتظار التنفيذ

01/10 21:47

- وكيل نقابة السياحيين: نطالب بإحياء نقاط المسار منذ 20 عامًا والنتائج ضئيلة

حملت زيارة علي عبد العال رئيس مجلس النواب إلى المقر البابوي قبل أيام مفاجأة سارة لقطاع السياحة الدينية، ولأقباط مصر أيضًا، حين بشّر البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بأن وزارة السياحة تخطط لإحياء تسع أو عشر نقاط من مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر كمزارات سياحية. وأضاف عبد العال أن هذا المشروع السياحي هو مشروع لكل المصريين، معربًا عن أمله في إنجازه في المنطقة من العريش بمصر وحتى فلسطين.

على الرغم من هذه التصريحات الوردية، إلا أن الواقع لا يعني بالضرورة أنها ستُطبق على الأرض، حيث أكد معتز السيد، وكيل نقابة السياحية وعضو اللجنة المؤسسة للنقابة، أن مسألة إحياء مسار العائلة المقدسة قُتلت بحثًا، وتم تدشين لجنة خاصة بها في فعالية بالكنيسة المعلقة العام الماضي، بحضور رئيس الوزراء آنذاك إبراهيم محلب ووزير السياحة السابق هشام زعزوع وعدد كبير من الوزراء، ولكن شيئًا لم يُنفذ على الأرض إلا القليل.

وأضاف السيد لـ «اليوم الجديد»: «رئيس مجلس النواب يتحدث بما يحلو له وليس بالحقيقة، فالبرلمان ليست له سلطة تنفيذية لإلزام الحكومة بهذا الأمر وقد تكون تصريحاته مجرد تمنيات، أما على صعيد التصريحات الرسمية الأخرى فإنها مجرد (كلام حلو) لا يتحقق واقعيًا، ولا يلقى الأمر اهتمامًا لدى وزير السياحة الحالي يحيى راشد، رغم مطالبتنا بإعادة إحياء المسار منذ 20 عامًا بالتحديد».

وأوضح أن إحياء المسار يعود بتنمية كبيرة على السياحة في مصر، ويتبع هذا التنشيط السياحي تطوير للمناطق التي تقع على خريطة المسار تاريخيًا، من حيث تكملة البنية التحتية بها وتهيئة الطرق وبناء الفنادق.

الحديث عن إحياء المسار ليس وليد اللحظة، ففي أواخر 2016 شكلت وزارة السياحة لجنة «إحياء مسار العائلة المقدسة»، برئاسة هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة، والتي بدأت أعمالها بترميم كنيسة المغارة «أبو سرجة» وافتتاحها في أكتوبر الماضي. وصرح وفد اللجنة أثناء الافتتاح أن إحياء مسار العائلة المقدسة من المشروعات التي تحظى باهتمام بالغ من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وهيئة التنمية، في ظل وجود العديد من المواقع السياحية المسيحية التي يمكن الاستفادة منها في رحلة السيد المسيح والسيدة العذراء داخل مصر، والتي تلقى اهتمامًا بالغًا لملايين المسيحيين في العالم.

حملت السيدة وليدها المسيح عيسى، وهربت من مهده في فلسطين بعدما اضطهد الإمبراطور الرومي هيرودس المسيحية وقرر قتل معجزتها الصغيرة، فاتجهت صوب مصر للاحتماء بها. ركبت مريم وعيسى الحمار يجره يوسف النجار، في رحلة طويلة عبر البراري متنقلين بين الهضاب والوديان، لم تسلك الطرق المعروفة بين فلسطين ومصر حتى لا يكشف الروم أمرهم.

ووفقًا للمصادر التأريخية القبطية، بدأ دخول العائلة المقدسة إلى مصر من الناحية الشمالية لصحراء شبه جزيرة سيناء، من جهة الفرما الوقاعة بين مدينتيْ العريش وبورسعيد، واستمر بهما المسير إلى مدينة تل بسطا قرب الزقازيق بمحافظة الشرقية، حيث رزق الله عيسى أن مكّنه من تفجير عين ماء، وسقطت الأصنام التي كان يعبدها أهل المدينة بدخوله وأمه، مما أثار حنقهم فأساؤوا معاملتهما حتى غادرا في اتجاه الجنوب.

ووصلت العائلة إلى مدينة مسطرد، على بُعد 10 كيلومترات من القاهرة، واكتسبت المدينة اسم «المحمة» حيث حممت مريم ولدها المسيح هناك وغسلت ملابسه، وحتى في عودة العائلة فجّر المسيح عينًا أخرى في ذات المكان لا تزال موجودة حتى اليوم. ومن مسطرد وصلت العائلة إلى ما أصبح حديثًا مركز بلبيس التابع للشرقية، واستظلت مريم بشجرة لا تزال موجودة هناك وتحمل اسمها حتى الآن.

واستكملت العذراء وولدها الرحلة باتجاه الشمال الغربي، إلى بلدة منية سمنود في الدلتا، حيث رحّب بهم الأهالي فباركهم المسيح، ثم إلى مدينة البرلس ثم سخا الواقعة في محافظة كفر الشيخ، ثم عبرت العائلة فرع رشيد من نهر النيل إلى وادي النطرون الذي باركاه. وبعدها عبرت النيل ثانيةً متجهة إلى منطقة المطرية وعين شمس، حيث كانت عين شمس في ذلك الوقت ذات أغلبية سكانية يهودية، واستظلت مريم بشجرة أخرى في المطرية لا تزال تحمل اسمها.

هنالك فجّر المسيح عين ماء فشرب منها وباركها، وغسلت أمه ملابسه وصبت الماء على الأرض لتنبت نباتًا عطريًا عُرف باسم «البلسم» أو «البلسان». ثم أكملت العائلة المقدسة مسيرها، وارتاحت قليلًا في منطقة الزيتون قاصدةً منطقة مصر القديمة، التي لم تستطع البقاء فيها إلا بضعة أيام بسبب تحطم الأصنام بدخولها، مما أغضب والي الفسطاط فأراد قتل المسيح؛ ولكنها ضمّت فيما بعد كنيسة «العذراء مريم» الأثرية في حارة زويلة.

ورحلت العائلة إلى منطقة المعادي، في مدينة منف عاصمة مصر القديمة، واتجهت منها إلى صعيد مصر من خلال مركب شراعي بالنيل، فأنشئت فيما بعد كنيسة «العدوية» تيمنًا بمرور العذراء من هذا المكان، كما اكتسبت المعادي اسمها لذات السبب، ولا يزال بها السلم الحجري الذي صعدته العذراء مع عيسى والذي أصبح مزارًا سياحيًا إلى جانب الكنيسة.

ووصل الطفل المسيح وأمه إلى قرية دير الجانوس بمركز مغاغة في محافظة المنيا، حيث يوجد بئر عميق يُقال إن العائلة شربت منه، كما بُني دير في جبل الطير المعروف أيضًا بـ «جبل الكف»، حيث يُقال إن صخرة من الجبل كادت تصيب العائلة فمد عيسى الطفل كفه فمنعها وانطبع كفه عليها. ثم مرت العائلة بشجرة غار عالية سُميت بشجرة العابد، حيث يُقال إنها سجدت للمسيح لأن غصونها ملتوية للأسفل ثم صاعدة للأعلى.

ثم غادرت العائلة إلى بلدة أشمون الثانية، حيث أجرى الله على أيديهم الكثير من المعجزات وسقطت أصنام المدينة، وباركوا أهاليها، ثم قرية ديروط التي شفا بها المسيح الكثير من المرضى، ومدينة القوصية التي لعنها الله لعبادة أهلها البقر - والمختلفة عن المدينة الموجودة حاليًا -، وقرية مير التي بارك المسيح أهلها.

واضطرت العائلة بعدها للهرب إلى جبل قسقام في مغارة سُميت بـ «بيت لحم الثاني»، حيث أقامت مريم والمسيح لأطول مدة في مصر وهي ستة أشهر وعشرة أيام. كذلك كان الجبل هو المحطة الأهم حيث جاءت به البشارة ليوسف النجار في رؤيا، أن اذهب بالعائلة إلى فلسطين لأن من يريد قتل الصبي قد مات. وفي طريق العودة سلكوا طريقًا أخرى انحرفت بهم إلى الجنوب قليلًا حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة، ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم بلبيس ومنها إلى سيناء ثم فلسطين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل