المحتوى الرئيسى

الإخوان والعنف.. من التلميح إلى التصريح

01/10 18:02

أعمال عنف سابقة لعناصر من الإخوان

تجاوز جناح الصقور الجدد داخل جماعة الإخوان المسلمين حدود التلميح لاعتناقهم أفكارا تكفيرية، وشرعوا في تأصيل نهج العنف في أحدث تطور تشهده الجماعة التي ظلت لعقود تنفي حملها السلاح في مواجهة الدولة المصرية.

واعتمدت الجماعات الإرهابية التي ظهرت في مصر منذ أواخر السبعينيات واستمرت خلال العقدين اللاحقين على كتابات منظر جماعة الإخوان سيد قطب الذي أعدم في ستينيات القرن الماضي، لكن الإخوان دائما ما أدانوا تأويلات تلك الجماعات المتطرفة.

لكن تحقيقات السلطات الأمنية المصرية في حادث تفجير الكنيسة البطرسية نهاية العام الماضي، كشفت عن اعتناق مخطط العملية، ومنفذها أفكار قطب الإرهابية، في أبرز تحول للجماعة التي ناهز عمرها قرنا من الزمان.

واعتبر بيان نشرته صفحة "الإخوان المسلمون المصريون في تركيا" وهي صفحة محسوبة على جناح القيادي محمد كمال، الذي قتل في عملية أمنية العام الماضي أن "الانقلاب ليست له صفة شرعية في حكم مصر"، ما يرتب بحسب البيان شرعية القصاص من السلطة.

وقال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، أحمد كامل البحيري، إن هذا البيان يعد كشفا متأخرا عن خلاف يدور داخل الجماعة منذ مدة طويلة، يمكن أن نرجعها إلى يناير/كانون الثاني عام 2015 حينما، بثت فضائية رابعة الإخوانية بيانا من شباب الإخوان حول تأصيل وشرعنة العمليات التي تستهدف البنية التحتية في مصر، وهي عمليات تجلت على الأرض".

وفي أعقاب العزلة الشعبية التي عانت منها الجماعة في مصر، والضربات الأمنية التي طالت أبرز قادتها، انقسمت الجماعة إلى تيارين رئيسيين، تيار موالٍ لنائب المرشد السابق محمود عزت الذي ظل لسنوات محسوب على جناح الإخوان المتشدد حتى إنه كان يعد أبرز صقور الإخوان.

لكن عزت يعد اليوم المعبر عن الفصيل المعتدل في ظل بروز جناح كمال الذي أسس ما يعرف بـ"اللجان النوعية" التي أفرزت تنظيمات هامشية مسلحة من بينها تنظيما حسم، ولواء الثورة، اللذان أعلنا مسؤوليتهما عن عدد كبير من العمليات الإرهابية داخل وادي النيل.

وأضاف البيان، الذي حمل عنوان "شبهات وردود حول اجتماع الشورى العام والانتخابات"، أن مقاومة "الانقلاب" لا تنحصر في السلمية أو الحرب المفتوحة، مبينا أنه "بين السلمية والمواجهة الشاملة محطات كثيرة يمكن أن يتم استنزافه فيها"، وأن "العمليات النوعية مرحلة وسط بين السلمية والصدام".

ويشير البحيري إلى أنه مع ظهور القيادي الإخوان محمد كمال على الساحة تبلور الجناح المتشدد وحدث التحول الذي شق الإخوان عميقا، لكنه يلفت إلى أن كمال لم يأتِ بجديد إنما عبر عن توجهات أحد القطبين اللذين شكلا علاقة الإخوان بالسلطات منذ نشأتها، وهما تيار البنا وتيار بلوره لاحقا سيد قطب.

وكان جناح كمال قد أعلن في وقت سابق عن انتخاب مجلس شورى عام للجماعة واختيار مكتب لإدارتها كبديل مؤقت لمجلس الإرشاد، بعد أن أطاح بأعضاء المكتب المحسوبين على عزت بالإضافة لعزت نفسه الذي يتولى حاليا منصب المرشد العام. وهي الإجراءات التي رفضها جناح عزت واعتبرها كأن لم تكن.

وفي خطوة تبدو فارقة في مسار الجماعة الحركي خلال السنوات المقبلة، قال البيان إن "جهاد الدفع الموجه للمنافقين وعملاء الأعداء في بلاد المسلمين يجب ألا يتأخر"، في تراجع عن الشعار الذي أعلنه مرشد الإخوان محمد بديع "سلميتنا أقوى من الرصاص".

وفند البيان هذا التراجع قائلا إن إعلان المرشد جاء "في وقت يظن الجميع فيه أن خروج الملايين في الشوارع كفيل بدحر الانقلاب وكسب تعاطف الرأي العام العالمي"، وهو ما لم يحدث، معتبرا أنه لا بد من إعادة التكيف مع الظروف الجديدة في الصراع مع السلطة".

واستبعد البحيري أن يقدم جناح كمال على التبني الصريح لعمليات لجانه النوعية، مشيرا إلى أن هذا التورط يضعف موقف قيادات الإخوان في الخارج، ويعقد علاقته بعدد من الدول التي لا تزال تستقبل ممثلين عنهم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل