المحتوى الرئيسى

إبراهيم عبد العزيز يكشف خبايا رجال السياة والصحافة.. كاتم الأسرار.. عبدالقادر حاتم احتفظ بأسرار خاصة مع «السادات» ورفض الاعتراف بها

01/10 15:29

رحل «محمد عبد القادر حاتم» رئيس وزراء مصر خلال حرب أكتوبر، وصاحب خطة الخداع الاستراتيجى، عن عمر 97 عاماً، سجَّل فى آخرها مذكراته، التى حملت توقيع إبراهيم عبد العزيز، الصحفى بمجلة الإذاعة والتليفزيون. طالعت «الدستور» النسخة الكاملة للمذكرات، التى ستنشر عرضًا لها على مدى اليومين المقبلين، واتصلت بكاتب المذكرات لعلّه يكشف شيئًا ممّا فضّل عدم نشره بين غلافى الكتاب، الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة، أو يصرِّح بانفعالات «حاتم» أو الأسئلة التى رفض الإجابة عنها، أو الإجابات التى تراجع عن اختيارها للنشر، أو الشخصيات «المخفية» من الكتاب، وتفاصيل أخرى كثيرة كان يمكن أن يكشف عنها فى صيغة حوار حول ما بقى من سيرة عبد القادر حاتم، لكنه فضَّل أن يحتفظ بما لديه سرًّا، مصداقًا لوعده للراحل وكل الراحلين الذين سجّل يوميّاتهم ومذكراتهم وسيرهم الخاصة، فالرجل يريد أن يحتفظ بصفة «كاتم الأسرار».

وبعث إبراهيم عبدالعزيز برسالة لقراء «الدستور» تحمل عنوان «ما لم ينشرْ من مذكرات الكبار فى مصر» كشف فيها وجهًا آخر للمشاهير لم يظهر فى حياتهم على صفحات الصحف، أو المذكرات، أو برامج التليفزيون.

عن خبايا أنيس منصور ونجيب محفوظ وعبدالقادر حاتم ومحمد حسنين هيكل.. يتحدث «كاتم الأسرار» الآن.

أشكر لكم اهتمامكم بمذكرات «عبدالقادر حاتم» وسعيكم لمعرفة كواليس ما لم ينشر من خلال حواراته مع المسئول الكبير، ورغم سعادتى بإيفادكم محاوراً لى فى هذا الشأن، إلا أننى فكرت فى الأمر ملياً، فما الذى يجعلنى الآن بعد أكثر من ثلاثين سنة أكشف ما فى جعبتى من أسرار تدخل فى باب «المجالس أمانات»، فقد عرفت أدباء كباراً كتوفيق الحكيم وأنيس منصور ويحيى حقى و.. إلخ.

وعندى الكثير من الكواليس والأسرار التى لو نشرتها لأثارت ضجة وحققت لى شهرة، ولكننى أتذكر الآن مقولة المفكر الإسلامى الكبير خالد محمد خالد إن الشهرة والمجد وهم وعرض زائل، كما أتذكر نصيحة أديبنا الكبير يحيى حقى لى بأن أكون مسيطراً على من أحاورهم بألا أنشر انفعالاتهم أو آراءهم الخاصة فى الآخرين بما يسيء إليهم وإلى هؤلاء الآخرين، دعنى أذكر لك واقعة لافتة للأنظار حين نشر أنيس منصور مقالاً ينقد فيه الإخوان، وبعد يومين نشر مقالاً يمدح فيه الإخوان، وهو ما استلفت نظر نجيب محفوظ مع حفظ الألقاب للجميع» أثناء جلوسنا معه فى ندوة الأحد بفندق شبرد، تساءل لماذا انتقدهم ثم لماذا امتدحهم، فوعدته أن أسأل أنيس منصور حينما ألتقيه، فقد كنت دائم التردد عليه بمنزله إلى درجة أنه فى أخريات حياته لم يكن باستطاعته استقبالى إلا وهو ممدد على سريره بغرفة نومه، مما أثار دهشة ابنته زوجة د.علاء رجب، وقد طلب منها الكشف عليه فى حضورى، فاستأذنته أن يتم ذلك بعد انصرافى.

وقد سألت أنيس منصور السؤال الذى طرحه علينا نجيب محفوظ لماذا انتقدت الإخوان فى «الأهرام» ثم عدت لتمتدحهم، فأجابنى إجابة مستفيضة خلاصتها أن وفداً من الإخوان على رأسهم مرشدهم مهدى عاكف ـ آنذاك زاره بمنزله ثم فوجئت بأنيس منصور يقول لى: يستحسن أن تنسى ما قلته لك، وطويت أوراقى، ونسيت بالفعل، ولعلها أول مرة أتحدث فى هذا الموضوع الآن، وإذا أردت أن أنشر ما حدثنى به أنيس منصور فى الـ ٢٤ شريط تسجيل التى استخدمت خلاصتها فى كتابى عنه «رسائل أنيس منصور» لأغضبت الكثيرين، ثم إنه لم يسألنى لماذا لم أنشر كل ما صرح لى به، وهذا يعنى أنه راض عن مسلكى فى حجب ما يجب ححبه، وليس سراً أن أقول لك إن أنيس منصور نفسه بعد أن كتب مذكراته مزقها تمزيقاً ـ حسب اعترافه لى ـ ولما قلت له إن ذلك خسارة، قال لى إنه غير نادم حتى لا يجرح أحداً.

هل تعلم ماذا كان تعليق توفيق الحكيم على إسلام المفكر الفرنسى رجاءجاروديه؟

وهل تعلم تعليقه على اقتراح لم يعجبه ليحيى حقى؟

وهل تعلم تعليقه على أحد مقالات د. يوسف إديس؟

وهل تعلم أنه نشر كتاباً فى باريس بغير توقيعه؟

ألا ترى أن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة التى أعلمها يمكن أن تثير ضجة أو مشاكل، ويصعد معها اسمى إلى عالم الشهرة؟

ومع ذلك لم أفعل ولن أفعل التزاماً بعهد أخذته على نفسى: الأمانة.. أمانة المجالس، فطالما وثق بك مصدرك واستأمنك على أسراره، فلتكن موضع هذه الثقة وأهلا لها،وهو ما أكسبنى صداقات أدباء كبار وأسرهم، حتى أن زينب توفيق الحكيم قدحذفت فصلاً كاملاً من كتابى «الملف الشخصى لتوفيق الحكيم» ورغم أسفى إلا أننى استجبت لها، ولم أخسر ثقتها، بل أمدتنى بكل ما لديها من خطابات توفيق الحكيم التى نشرت بعضها وحجبت البعض الآخر، وهى حتى لم تراجع ما أعطته لى من خطابات ثقة منها بأننى لن أنشر ما يسىء.

من هذا المنطلق أرجو أن تتفهم يا صديقى الأستاذ محمد، موقفى ولا أقول مبرراتى فى عدم الكشف عن كواليس وأسرار خاصة بالدكتور عبدالقادر حاتم ليس ضعفاً بها أو حجباً لها،ولكننى لم أستأذنه، فقد مضى إلى عالم آخر، يكفى أن أذكر لك معلومة بسيطة نشرها لا يضير أحداً، فقد أخبرنى د. حاتم أن ابنه د. طارق أستاذ إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية مرشح للوزارة فى حكومة المهندس إبراهيم محلب الذى استقبله بالفعل، ولكن د. طارق اعتذر لتعارض مصالحه الخاصة مع الوزارة، وطلب منى د.حاتم ألا يكون هذا الخبر للنشر، ومن عجيب الأمر أن هذا كان مطلب أبنه د.طارق، مع أن الأمر تشريف، ولكن هذا رأيهما.

لقد كنت حريصاً على إهداء كتبى لمحمد حسنين هيكل، وقد أعجبه كثيراً من كتبى كتاب «رسائل خاصة جداً» الذى يتضمن رسائل توفيق الحكيم إلى هيدى سلماوى زوجة ابنه إسماعيل، بعد موته، والرسائل تشى بحب الكهل للصبية، وتمنى هيكل لو تحول الكتاب إلى فيلم يحتاج إلى مخرج قدير، وقد تصادف أن حدثنى المخرج توفيق صالح عن هذه الرغبة على غير اتفاق، المهم أنه بعد صدور الكتاب بست سنوات وضعه هيكل غلافاً لمجلة «وجهات نظر» التى كان يشرف عليها، صورة كبيرة لتوفيق الحكيم وعنوان: توفيق الحكيم وغرام آخر العمر! ترى هل استخدمت من قبل هيكل ـ دون أن أدرى ـ للذم والقدح فى الحكيم على خلفية خلافهما بسبب عودة «الوعى» لا أدرى، ولكن الرجل على المستوى الإنسانى أراد مساعدتى فسألنى عما أتقاضاه فى الكتاب بسعر تلك الأيام، فقلت له «٧٠٠ جنيه» فطلب منى أن أكتب فى «وجهات نظر» بأجر ألف جنيه للمقال، وكتبت مرتين، وكان عنوان ما أكتبه يلى عنوان هيكل على الغلاف، فاشتعل أيمن الصياد غيظاً، وطفشنى، وقد اشتبكت معه على سوء مسلكه تجاهى غير آسف على الألف جنيه، رغم حاجتى الشديدة إليها آنذاك فى تسعينيات القرن الماضى وأوائله.

لقد روى لى توفيق الحكيم تفاصيل ما دار بينه وبين د.حاتم على إثر أزمة البيان الشهير الذى كتبه الحكيم ووقعه الأدباء لمطالبة الرئيس السادات بإخراج البلاد من حالة اللاسلم واللاحرب، وحكى لى الحكيم عن الحوار الذى دار بينه وبين د. حاتم فى السيارة التى أقلتهما إلى لقاء الرئيس السادات، وهو ما لم يمكن نشره أيضاً رغم إغراء التفاصيل.

بل هل استلفت نظر أحد أن الرئيس السادات لم يعين د. حاتم رئيساً للحكومة بل أنابه عنه لرئاسة الحكومة، توفيق الحكيم ذكر لى السبب من وجهة نظره، ولكن لا يمكن الجزم به، ومن ثم لا يمكن نشره.

هل أنا واضح فيما أقول..

سأحكى لك واقعة أخرى، حدثنى د.حاتم تليفونياً ليلفت نظرى إلى ما نُشر فى إحدى الصحف الخاصة عن عزم الرئيس السادات إقالة مبارك كنائب له وتعيين د.حاتم نائبا، لولا اغتياله، ولما سألت د. حاتم لم يعطنى جواباً شافياً، كل ما قاله لى إن الرئيس قبل اغتياله احتضنه وأسر إليه بكلمات، فما هى هذه الكلمات؟ لم يقل لى ما هى، ولكن هل يمكن ربط مكالمته لى بالتنبيه إلى ما نشر بقصة الصورة التى أسر له فيها السادات بكلمات، الاستنتاج فى هذه الحالة لا يقدم إجابة طالما أن صاحب الأمر لم يصرح به.

فهل يفيد مثلاً أن أقول إننى نشرت للدكتور حاتم مقالاً بجريدة «المصرى اليوم» ولما طلبت منه أن يبحث من يقبض مكافأته، رفض وقال لى: سأكتب لك توكيلاً لقبضها، ورفضت، وسألته لماذا لا تقدمها لحارسك أو خادمك، فقال لى: لقد ذبحت لهم خروفاً، وهم ليسوا محتاجين.

وقد فوجئت بأن حارسه يطلب وساطتى لتعيين ابنه، فاندهشت وقلت له: تطلب وساطتى ولديك د.حاتم؟ فقال له ببساطة وتلقائية: إنه لا يخدم أحداً.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل