المحتوى الرئيسى

إيران تودع حارس صندوق الثورة وأبرز الطامحين لخلافة خامنئي.. "رفسنجاني" انتقد النظام وشكك في ولاية الفقية فخفضوا إلى "حجة الإسلام".. لعب دورا في الحرب العراقية.. واتهم بقتل المعارضين

01/10 14:02

شيع ألاف الإيرانيون اليوم الثلاثاء، حجة الإسلام "على أكبر هاشمي رفسنجاني"، والذي بوفاته يغلق الباب على أحد أبرز رجال الثورة الإيرانية وحامل أختام أسرارها التي لا تزال بها العديد من علامات الاستفهام الكبرى.

ولم يكن القيادي الإيراني "على أكبر هاشمي بهرماني" ( رافسنجاني) أحد رجال الثورة الخومينية، أو رئيساً لإيران وحاملا لصندوقها الأسود في مراحل هامة ومؤثرة فحسب، لكنه تجاوز ذلك بشكل أكبر، لما أدى بالبعض إلى القول في أعقاب وفاته ألى أن إيران ستدخل في فترة غاية في الحساسية بالرغم من الأزمات التي خلفها على مستوى الشارع الايراني مؤخرا خاصة فترة 2009 وما جرى فيها من سجال وحراك على مستوى الشارع الإيراني آنذاك.

والراحل، رافسنجاني، والذي أعلن وفاته مساء الأحد من مواليد سبتمبر 1934، كان له دور كبير في بلاده منذ الثورة في 1979، وحتى الآن، لاسيما أنه تولى عدد من المناصب الهامة سواء برئاسته لإيران أو للبرلمان، وانتهاءا بمجلس تشخيص مصلحة النظام.

اعتبر رافسنجاني القائد الفعلي للبلاد من وراء حجاب، لاسيما في ظل علاقاته الكبيرة مع المرشد الإيراني، علي خامنئي، والذي يعتبر صديقه المقرب، الأمر الذي جعله لفترة طويلة أكثر الساسة نفوذا في إيران في العقدين الأولين من الثورة، حيث أنه كان أحد طلاب الخميني، واعتبر أنه قدم صك الاعتراف بدوره في الثورة، حيث تم إلقاء القبض عليه 7 مرات بسبب تحركاته ضد حكومة الشاه، وإعلانه المبكر لدعم رؤى الخميني في مواجهته.

وقد اختاره الخميني عضوا في مجلس الثورة في البدايات وظل عضوا فيه حتى تم حل المجلس في بداية عقد الثمانينيّات من القرن الماضي، وكان له دوره البارز أيضا في تأسيس مجمع رجال الدين المناضلين، والذي اعتبر أحد ابرز التشكيلات تأثيرا في إيران، وهذه الأمور تأتي لتؤكد على أن بوفاته أغلق الباب على كثير من الأسرار حول الثورة و مسار إيران في أعقابها والتي كان يحملها رفسنجاني.

حرمانه من لقب أية الله

وقد تولى في أعقاب الثورة رئاسة مجلس الشورى بعد تأسيسه في 1981 وظل فيه حتى تولى رئاسة الجمهورية بعد اختيار رئيس الجمهورية آنذاك " علي خامنئي" خلفا للخميني الذي توفى في 1988، في حين ظل هو على أمل وحلم بأن ينال لقب آية الله، بعد وصوله إلى كل الألقاب، إذ كانت كافة المؤشرات تشير إلى أنه الخليفة الأبرز للمرشد، إلا أن القدر لم يسعفه في نيل هذا اللقب.

وكان من اشد المعارضين والمنتقدين للنظام الإيراني وطالب بإصلاحات اقتصادية وسياسية وإطلاق سراح المعتقلين، مما أدى لغضب خامنئي والمتشددين منه وتخفيض رتبته الدينية من أية الله إلى "حجة الإسلام" فقط، في عام 2014.

ووفقا لما هو متعارف عليه في المدارس الحوزوية الشيعية، فان عنوان آية الله، يعني ان صاحبه حاصل على درجة الاجتهاد الديني، وهذا المركز يعد اعلى من مركز "حجة الاسلام".

وكان رفسنجاني دعا من مشهد الى اعادة ثقة الامة بالنظام واطلاق السجناء وتعزيز الحريات، كما ألمح الى ان شرعية "الولي الفقيه" منوطة بقبول الامة له.

لعب رفسنجاني دورا في فترة الحرب العراقية الإيرانية، فكان ممثلا للخميني في المجلس الأعلى للدفاع منذ عام 1982 طوال فترة الحرب العراقية - الإيرانية، إلى حين تشكيل المجلس الأعلى للأمن القومي في 1990، أعلى مجلس لاتخاذ القرار في الشؤون العسكرية.

و في 1988 عيَّنه القائد آنذاك في منصب نائب قائد كل القوى الذي يعمل كل قادة الجيش والحرس الكبار تحت قيادته، وهو الذي أقنع القائد بعد شهر ونصف من تعيينه في هذا المنصب بقبول قرار 598 لمجلس الأمن الذي أدَّى إلى إنهاء حرب السنوات الثماني.

وجهت اتهامات لحكومة رافسنجاني بقتل المعارضين ومنتقدي الحكومة عبر وزارة الاستخبارات، الأمر الذي امتد تأثيره ليسيطر على انتخابات مجلس الشورى في دورته السادسة، مما أدى لانسحابه من المجلس.

وسعى رافسنجاني إلى الترشح لفترة جديدة بعد ولايتيه السابقتين، حيث رشح نفسه في انتخابات 2005 ليصل للمرحلة الثانية في المنافسات مع الرئيس السابق أحمدي نجاد، والذي فاز بالرئاسة، الأمر الذي اعتبره رافسنجاني نتاج تدخلا منظما في توجيه الأصوات موجها الاتهامات لمرشحين ومؤسسات بالتدخل في الانتخابات.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل